انا المواطن العراقي البسيط بدات افهم اللعبة السياسية ولم اعد كما هو مخطط لي ان اكون (اطرش بالزفة)لما يجري حولي من احداث ،بدأت اعي باني خدعت بشعارات سياسية لا ترتجي غير مصالحها ولا تمثل سياساتها الا كذب وتضليلا وخداعا للبسطاء من الناس باستثارة الغرائز الباطنة فيهم من طائفية وقومية وعشائرية ومناطقية وادت من خلالها ثقافة المواطنة ، بدأت اعي باننا اصبحنا شعبا مستضعفا ومستهدفا من كل الجهات اثر سياسات هذه الاحزاب التي لم تعد لدينا حكومة من خلالها ،بدات اعي ان السياسيين والنواب جراد اصفر قضى على الاخضر وسيلحقه باليابس مما بقي في هذا الوطن ،بدات افهم ان هذه الحكومة المنبثقة عن توافق ( محاصصة) هذه الاحزاب ما هي الاحكومة اسلاب كل حزب له فيها غنيمة من مؤسسات الدولة تبدد ثرواتها بفوضى وارتباك واضحين ابتداءا من رواتب اعضاء مجلس الحكم المشؤوم الذي ارسى لنظام متهرئ للحكم تجسد في نظام المحاصصة المقيت . الى رواتب اعضاء الجمعية الوطنية الكسيحة ، الى رواتب اعضاء مجلس النواب واعضاء مجالس المحافظات السابقين التي تصلهم اينما يكونون وهم يتنقلون متنعمون بهذه الرواتب بين مدن العالم وصولا الى رواتب اعضاء الرئاسات الثلاث وحماياتهم ورواتب اعضاء مجلس النواب الحاليين وامتيازاتهم اضافة الى رواتب حماياتهم وكذلك رواتب اعضاء مجالس المحافظات وحماياتهم. هذه الرواتب التي انهكت ميزانية الدولة ، رغم ان معظم هؤلاء جاءت بهم صدفة تاريخية وغفلة من الزمن من خلال اصوات غيرهم ( الاصوات التعويضية الزائدة ) السيئة الصيت التي لم تكن الا تزويرا لارادة الناخبين . هذا التزوير الذي افرز مجلس للنواب( السابق والحالي) يضم عقليات متخلفة لا تنظر الى اكثر من مصالحها ولم يكن وجودها في هذه المجالس الا عصي في تنمية الوطن وعائق عن توفير الخدمات لابناءه ولا يمثلون الا العمالة لاحزابهم وتنابلة فيها وما هم الا ثعالب أئتمنت على الدجاج .
فرغم ان الشعب اعطى لهؤلاء كل شئ ابتداء من المشاركة في الانتخابات في ظروف صعبة تمثل فيها التهديد والمخاطرة. والصبر على مشاكلهم مع بعضهم البعض ، الى غيابهم عن جلسات مجلس النواب تنكيلا لبعضهم او اثر الصراعات بين رؤساء احزابهم . مما ادى الى تعطيل تنمية الدولة وتعطيل تقديم الخدمات اثر عدم اقرار الكثير من القوانين التي يمكن من خلالها المساهمة في تحقيق ذلك من خلال ما يسمى بعدم اكتمال النصاب رغم تقاضيهم لرواتب خيالية لم يحلموا بها يوم من الايام والمستقطعة من ارزاق الناس الذين يعانون العوز والفاقة وتردي سبل الحياة الاقتصادية والاجتماعية…. بدات افهم بان الحكومة ومجلس النواب ما وجدا الا لخلق الازمات وليس لادارتها ومعالجتها . لقد ارتات هذه الحكومة بان يكون الوطن وطن ازمات وان لا يحصل ابناءه الا على المنغصات اليومية التي لا تعد ولا تحصى من بطالة، انعدام الخدمات ، المحسوبية والمنسوبية في مؤسسات الدولة التي ادت الى عدم تكافئ الفرص بين المواطنين وواد للكفاءات من خلال ارهاب معنوي اثر الخوف والحذر والتوجس،وارهاب دموي منظم ، سرقة لثروات الوطن بفوضوية عارمة ابتداء من تلك الرواتب والامتيازات الى المشاريع الفوضوية التي لا تقوم على رؤيا واضحة او تخطيط سليم من خلال انعدام ستراتيجية مبنية على دراسة ومعرفة الموارد البشرية والاقتصادية واستغلال هذه الموارد الاستغلال الامثل في تحقيق التنمية ، وفقدان دراسات الجدوى في عملية بناء المشاريع التي لم تعد الا سرقات مبطنة .
بدات اعي انا المواطن البسيط بان ما يجري مسرحية هابطة اسمها الحكومة مؤلفها رؤساء الكتل السياسية والممثلون فيها اعضاء الحكومة والنواب . هذه المسرحية التي موضوعها( ان كل المشتركين فيها يحمل كل منهم فرشاة في يمينه وسطل دهان في يساره ويبدا بلصق التهم تلو التهم على ظهرالذي امامه بينما فرشاة الذي وراءه تعمل في ظهره وتلصق عليه تهم مماثلة. ونحن المتفرجون على هذه المسرحية نتالم ونضرب كفا بكف لهذه الحالة وندعو الى الشفقة والرحمة بنا وبوطننا الذي اصبح كالنعجة في موسم القصاص بعد ان جردت من كل ما يسترها ولم يبقى منها الاالانسجة والاعصاب ) .
فمن خلال سياسات هؤلاء السياسيون انهارت مؤسسات الدولة وعمت فيها الفوضة ولم تعد الادارات فيها الا جهات منفذة لنظام الاسلاب ( الغنائم) الذي يعد نتيجة حتمية للمحاصصة حيث اصبحت كل مؤسسة (غنيمة)لحزب من هذه الاحزاب يتصرف بها كما يحلو له من التعيين الى اتخاذ القرارات وهي قرارات متهرئة متهالكه لا تخدم الا المالكين ( الاحزاب) .
ان ادراك المواطن البسيط لحقيقة ما يجري من تفريط في ثروات وطنه وهشاشة حياة يعيشها ، من شانه ان يغير هذا من خلال بداية يقظة تتمثل في رفع صوته بالرفض لكل الاحزاب الحالية التي افتقدت الى الكفاءة المهنية وبالدعوى الى ثقافة المواطنة واستنهاض همم ذوي الكفاءات والخبرة من المفكرين العراقيين الذين تشهد لهم دور النشر في مجالات الادارة والاقتصاد والاجتماع وعلم النفس وبقية المجالات العلمية والاعلام الحر الحقيقي الذي لا يجامل ولا يراهن ولا يتملق على حساب مصلحة الوطن ومواطنيه املا في اصلاح ما افسدته السياسات الخرقاء لهذه الاحزاب وما افرزته اجراءاتها من تعثر وفشل في مجال ادارة المؤسسات التي انهكتها هذه السياسات وعسى ان نتدارك ما تبقى من مقومات البناء في هذا الوطن من خلال التفكير كيف يمكن تحويل الازمة الى فرصة ومن تحويل المشاكل الى مسائل قابلة للحل وتشخيص ومعالجة كل اسباب هدر موا رد الوطن سواءا البشرية او المالية او المعلوماتية فبالعلم تنهض الامم وبيقظة العقول تستنهض همم الناس للسعي نحو حياة افضل في وطن ملئ بالخير بعد ان عاثت به ايدي الجهلة والخونة .ليعلم السياسيون بان الضجر بدا يزيل من نفوسنا نحن البسطاء وقد يحل محله الهياج والانفعال وقد نبدا بخطوة اولى هي اقامة كل مجموعة منا بدعوى قضائية لدى المحاكم المحلية والدولية ضد السياسيين والنواب لخيانتهم الامانة الوظيفية بالغيابات وتكريس الوظيفة لخدمة مصلحتهم الشخصية وسرقة ثروات الوطن والتفريط بسلامته ووحدته والتامر على حياتنا بانعدام الامن وفقدان الامان والخدمات.