نعرف ان السياسة اسلوب لفهم سياسي يوجه افكار لمجتمعه وفق تجارب ونشاطات، منها على ارض الواقع(ميدانية)، وأخرى تتمثل في منجز نظري(مكتوب) يكتبه السياسي يغزو به الرفوف الثقافية المعرفية عن افكاره وتوجهاته القائمة على الذكاء في ظل تقاليد اكاديمية علمية، تطرح مشروعه السياسي الذي يتضمن(اهدافه ونشاطه الذاتي). والطريق الصحيح لمعرفة السياسي الناجح والذكي والوطني بنفس الوقت يقر بالتجربة من حيث الاهمية والتطبيق وهن وسائل لتحديد سلوكه السياسي المنظم، فالتنظيم يؤلف مجتمعا منظم سياسيا، وبهدف موجه هو الحفاظ على الهوية والانتماء.. فالطبيب اذا اخطأ في عمليته الجراحية يقتل مريضهُ فقط، ولكن السياسي اذا أخطأ يقتل شعبا كاملا. لذلك اطلقت حكمة “المجرب لا يجرب” وأخذت مداها في الاوساط المحلية والعالمية، لأنها الوجه المعدل للشكل القائم، لتحقيق ما يتوخى الناس تحقيقهُ وهي الغاية الكبرى لمعرفة نشاط أي سياسي طارح نفسه لخدمة الناس، سواء من العادات والتقاليد للبلد، ام بالقانون او القواعد الدبلوماسية، فيتوجب عليه الاقناع بمشروعهِ، فمتى ما حصل الاقناع فان ذلك يعني وجدت لحظة الاعتراف به قد بدأت.
والانتخاب السياسي اليوم مشروع مهم في مطالبه الواقعية لا الخيالية، يجب رؤيته من زاوية أكثر منطقية، ومعرفة سلوك المرشح فإذا كانت قيمهُ التقليدية وراء السلوك لا تحظى منه بالقبول، فهو مخادع..بالطبع ليس هناك جهاز كاشف يشير الى سلوك السياسي المرشح ويصعب التنبؤ به، وهذا الاسلوب يخلط بين ما هو اعتيادي وبين ما هو ضروري تصاحبها سيل من العاطفة.. والمخادع السياسي يسحب مجتمعه الى بحر لا نهاية لحدوده وعمقه، وإذا امتلك ناصية القرار السياسي لم يعد للمجتمع شاطئ ولا مقر ليساعد على الإرساء، وتجربة (داعش) و(الطائفية) بحر من المقابر لا حدود لهما…ودراسة هذا التاريخ المؤلم عن البرلمانات السابقة يفترض ان يحتل اهمية خاصة، اولها ابعاد كل من ساهم وشارك وخطط ،وهي ضمن مشروع “المجرب لا يجرب” وبالتالي هي ثمرة الثقافة السياسية التي ذهبت اليها المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، ايصالها الى فكر الناس لتقليل احتمال الوهم الذي يعمل في الجاهل والغافل. في كل مجتمعات الكون هناك رؤيا امينة من عالم أو مفكر يضع الناس على السلوك القويم للاختيار الصحيح من اجل تحقيق التقدم..لذا كانت “المجرب لايجرب” ثقافة لفهم السلوك سياسي للخروج من وهم الانتخابات الفاسدة ووهم المرشحين المقنعين، وأصحاب الجوازات الاجنبية وغيرهم…