26 نوفمبر، 2024 2:30 م
Search
Close this search box.

 لو ، مَس َّالخَرفُ ، قَامَة ً

 لو ، مَس َّالخَرفُ ، قَامَة ً

مثلما الوسط السياسي يعجُّ بساسة إختاروا أن يتاجروا بشعارات فضفاضة ليخدعوا بها بسطاء الناس ، كذلك الوسط الفني يعرف الكثيرممن هم على شاكلة هؤلاء . مِنهُم من كانَ على هيئة ِ طَبلٍ فارغ يُردد خطاب السلطة سواء طُلب منه ذلك أو لم يُطُلب ، ومنهم من كان على هيئة قِرد يقفز هنا وهناك طمعا بلقمة ٍ يقذفها المتفرجون إليه دون أن يخجل من عورته المكشوفة أمام أنظارهم طوال الوقت ، ومنهم من أتقَن الرقص على الحبال قافزا ًعليها بمهارة وخفة يحسده عليها حتى أعدائه ، ومنهم من كان تعيس الحظ مثل الفنان شفاء العمري فتخذله موهبته الفنية ــ التي يتمناها الاخرون لانها تنقصهم ــ في أن يلعب دورالانتهازي ليخطى ء فيفشل في أستثمار موهبته الفنية في غير موضعها والتي كان قد قَدَم مِن خلالها العديد من الاعمال الفنية الجيدة خلال مشواره الفني الطويل،ليرسم بالتالي صورة سقوطه وفضيحته بنفسه هو وبإرادته ، وفشلهُ هذا يعود إلى أنَّه قد أختار لحظة التحوّل إلى ملعب آخر بوقت مُتأخر ٍ جدا ً، من غير أن يُحسن أختيارالملعب ِوتوقيتَ الدخول إليه ، مُتناسيا ًومُتجاهلا أن للعمر حقُّ على الانسان يَمنعُهُ من أداء بعض الافعال التي كان قادرا ًعلى فعلها أيام كان  شابا ً بمهارة ٍ وخفة ٍ بات الأن يتحسَّر عليها . وقد يكون للعمرأيضا ًدوره الكبير في ضياع صواب الرؤية واختيار الطريق والموقف الصحيح نتيجة ماقد يصاب به مُخُّ الانسان من عَطبٍ في بعض خلاياه عندما يتقدم العمر به الى مرحلة متقدمة لتتأثر بالتالي قدراته العقلية فتتلف الكثير من الملفات المخزونة في ذاكرته ليصبح غير قادر على تذكر الكثير من الاشياء المُهمّة التي عادة ما يستدعيها الانسان عندما يحتاجها لكي يتخذ قرار صائبا ً في لحظة ما ، وأحيانا قد تصاب خلايا المُخ بتلف ٍ كبير مما يعني إصابة الشَّخص بالخَرَف ، وهنا في هذه الحالة المُستعصية ــ التي عجزالطب عن إيجاد علاج لها حتى الآن ــ سيكون من الخطأ أن يُترَك هذا المُصاب( الفنان) لوحدِه ِدون رعاية واهتمام ، مُراعاة ً لوضعه الصحي، الذي يعجز فيه عن الادراك والتمييز وتقدير المواقف والمخاطرالتي يُقدم عليها، وسيكون الخطأ الاكبر، فيما لوتركنا هذا الفنان مُحتفِظا ً بالمسؤوليات المهنية التي كنّا قد أوكِلت إليه أيام كان واعيا ً ومُدركا ً لنفسه ولأقواله وأفعاله.  فأحتراما له ولتاريخه وليشيخوخته ينبغي على زملائه من باب الوفاء له والعرفان بدوره التاريخي أن يرفعوا عنه هذا العبء الثقيل مُراعاة له وتقديراً لصعوبة حالته الصحية،ولكي يحظى في أخريات أيامه بأوقات ٍ هانئة ٍ هادئة سعيدة ، بعيدا ًعن المسؤوليات المهنية الجسام التي كان قد تحملها بأعصابه وجهده وصواب مواقفه وأوفى بها خدمة لفنه وجمهوره وزملائه .

أحدث المقالات