لماذا تفاجأ العراقيون يوم أول أمس بصورة تداولها مستخدمو فيس بوك، تظهر تمثال ملك العراق فيصل الاول، وقد ثبتت راية حسينية على رأسه بحبل طوق عينيه وأخفى ملامح وجهه. لماذا وجدوا في ذلك تشويهاً لصورة ملكهم مؤسس الدولة العراقية ولم ينظروا إلى تشوه بغداد بأكملها بالصور الطائفية والأعلام الملونة ذات الألوان الفاقعة حتى لتظن انك في قرية باكستانية أو هندية أو أفغانية. حتى شارع المتنبي والمدرسة المستنصرية قد غطتها الأعلام الطائفية وبات كل إعمار أو تعمير في بغداد عديم الجدوى مادامت عيون المسؤولين لا ترى ماذا تفعل الصور الطائفية بالعاصمة وكيف حولت بعض الأحزاب السياسية حتى استذكار هذه المناسبة العظيمة إلى ملايين الأعلام الصغيرة والكبيرة المنتشرة في كل مكان ومعها آلاف الأمتار من أطوال القماش الأسود وباقي المظاهر الأخرى كالصور المقصودة لإثارة الفتن الطائفية.. وتخيلوا لو إن السنة يعلقون صوراً لشيوخهم والمسيحين يرفعون صوراً لقديسيهم والصابئة يرفعون صوراً لرموزهم ….إلخ فماذا سيحدث؟؟ وكم هو عدد العمائم الذي سيغرق العاصمة؟ وكم سيكون منظر العاصمة كئيباً ومثيراً للشفقة بين أكوام اللحى الطويلة.
ممثل التيار الصدري في البرلمان رافع عبد الجبار اعتبر عملية نصب الرايات على النصب والتماثيل الوطنية، ممارسة لا تليق باهداف وثورة الامام الحسين. وقال عبد الجبار، ان ” الامام الحسين ابن علي لا يحتاج الى راية تميزه عن ملك من ملوك العراق، فهو حفيد الرسول وان ثورته وأهدافه اسمى من سلوك ناتج عن اجتهادات بعض الجهلة” .
ونريد سؤال النائب المحترم وماذا عن مئات الصور للسيد مقتدى الصدر بمختلف الأشكال والأزياء وهي معلقة في أغلب شوارع بغداد؟ وهل يجوز أن يعم سلوك الجهلة على بغداد حاضرة الدنيا؟ ومن سمح لهم المبالغة برفع هذه الرايات والصور وانتشارها بهذا الشكل المشوه؟.. من وزعها على كل السيطرات ومن علقها في كل الساحات ومن وضعها على الجسور والمدارس والكليات.. لا يوم ولا يومين وانما لخمسين يوماً من السنة اضيفوا اليها خمسين يوماً أخرى إلى أن تتذكر أمانة العاصمة برفع الأعلام من الشوارع، والنتيجة ربع السنة وكأنه لا يكفي بغداد ما يعلق في باقي أيام السنة من صور لشخصيات شيعية في كل طرقها الداخلية والخارجية وحتى تقاطعاتها المرورية، فما الداعي الى تعليق صور هذه الشخصيات بهذه الشاكلة وهم يعلمون إنهم يستفزون بهذه المظاهر الطوائف والقوميات الأخرى كما نسألهم وهل هناك في بغداد كلها صورة واحدة لرجل دين سني أو مقولة لقائد تركماني أو مسيحي أو صابئي أم أن الصور كلها هي لرجال دين شيعة وبشكل مقصود بدأ يغزو شوارع بغداد كلها؟؟ علماً بأن كل هذه المظاهر الطائفية مرفوضة مهما كانت طائفة الشخص المعلقة صورته فاتقوا الله في بغداد وفي أنفسكم لئلا يأتي يوم ترفع فيه كل طائفة أعلاماً سوداء في ذكرى استشهاد رموزها فتغرق بغداد في السواد من بداية السنة وحتى نهايتها.