الخرف والخريف والخرافة والخروف، أسماء في جوهرها تدل على الضعف والحاجة للتبعية والإنقياد، وتطبيق أشياء تضر صاحبها لتنفع من يحركها، فالخرف نهاية وتصرف أحياناً بما يُخالف العقل، وأية قوة خارجية تستطيع أمضاء أمرها على المُخرف، والخريف تساقط الأوراق والثمار وذهاب الخضار، بفعل الشمس والرياح ولولا إصرار الأشجار على البقاء بمساعدة الماء، لما عادت للحياة.
الخرافة تساقط قيم وفق رؤى غير مبنية على عقل سليم، وبفعل فاعل خارج من منطق الإنسان، ومنهم من يُصدقها الى درجة الإيمان بتلك الخرافة وأن كانت تدعو الى ذبح الإنسان، ويعمل على تعميق شذوذها وإبتداع وسائل أكثر تخريف.
أما الخروف فهو ليس ذلك الحيوان الذي يذبح ويبذخ به على الموائد، سيما ما كانت للصفقات المشبهوهة، ويلقى نصف لحمه في حاوية النفايات، من أجل إرضاء طرف كتعبير عن كرم آني وحسن أخلاق مصطنع، وكم هي أعداد الخرفان التي تقدم في موائد المرشحين، وكأنهم في قمة الكرم وحسن الضيافة، لكن في أحيان كثيرة يطلق على الإنسان التابع كخروف، والشعب الذي ينقاد بالظلم والعصا بالخرفان، ويقوده راعٍ يعطيه طعام متى يشاء، وأن دب لحمه فقد جاء دور ذباحته، وأن لم يذبح يرى أقرانه يقدمون واحداً تلو الأخر للمنحر، وخرفان آخرى تنتظر دورها برعب.
يتصور بعض الساسة بأن الشعوب خراف، ومتى ما نبت لحمها حل وقت ذباحتها، ومتى ما إحتاجها الراعي يسوقها حيث يشاء، ولا رأي لها سوى الإنقياد والقبول بمصيرها، وكم من الخراف ستذبح في ولائم الإنتخابات، وكم من المرشحين يعتقدون من أمامهم خراف وكأنه أسد في قطيعهم، ولكن كما يقال خير لك أن تكون أسد في قطيع الأسود، من أسد يقود قطيع خراف.
لا يكتفي الذباح بذبح الخروف، بل يذهب لدباغة جلده، ويوزع لحمه بين أشخاص، ولا يعرف من فيه أكل منه أكثر، وقليل منهم يعطيه الماء قبل الذباحة.
بما أن الخراف في موسم الإنتخابات تذبح بشكل ملفت للنظر وبلا جدوى سوى إغراء الناخب بكرم المرشح وحُسن خلقه، لذا وبإعتبار الخراف ثروة وطنية، مطلوب تشريع قانون لحماية الخرفان، كبقية القوانين التي شرعت ولم تنفذ، لعدم وجود الإمكانيات والآليات لتطبيقها، وأول من يخرقها أولئك الأشخاص الأقربون الى القانون ومن يعمل قريب من السلطة التنفيذية والتشريعية، ومن ساسة العراق من خرف وفي مرحلة الخريف السياسي، وإستخدم الخرافة لكسب الأصواتن ويبدو أن الولائم الكثيرة رفع من سعر الخراف في هذه الفترة، وبعض المرشحين يعتقد أن الطريق لوصول الى صوت الناخب من بطنه لا من عقله.