خبر سار ذلك الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية العراقية يوم الخميس الماضي بشأن إلقاء القبض على أكبر وأخطر عصابة للسرقة والقتل والسطو المسلح في بغداد، نفذت 50 عملية بجانبي الكرخ والرصافة، وهو يجسد حرص وزارة الداخلية على المواطنين و حماية مصالحهم، لکن الذي يهم و يشغل و يؤرق الشعب العراقي کثيرا، عصابة الفساد الاکبر التي تنخر بالعراق من مختلف النواحي، وهي الاخطر من کل عصابات السرقة و السطو و القتل ذلك لأن تأثيرها على العراق ککل و ليس هذه العصابات التي لاتلعب مجتمعة دور مجموعة صغيرة من عصابة الفساد المتحکمة في العراق و التي”رجاها”حيدر العبادي بأن تقوم بإرجاع أموال الشعب العراقي!
مئات المليارات التي نهبت من أموال الشعب العراقي بيد عصابات الفساد التي باتت معشعشة في مختلف مفاصل ليس الحکومة وانما الدولة العراقية و صارت کما المافيات الخطيرة تتحکم في مسار الامور، وإن”الرجاء”الذي قدمه العبادي لدهاقنة الفساد في العراق و الذين الکثيرون منهم متنفذين في السلطات التنفيذية و التشريعية و القضائية، کان بمثابة إعلان صريح لفشل و إخفاق الحملة التي أعلنها لمحاربة الفساد، تماما کما کان الحال مع الحملة الفاشلة التي أعلنها الرئيس الايراني روحاني ضد الفساد أيضا في إيران و التي لم تؤثر عليها قيد أنملة!
محاربة الفساد في العراق و الذي عشعش في کل أرکان و زوايا العراق، ويستمد قوته بالاضافة لوجود جذور و دعامات قوية له في مختلف مفاصل الدولة العراقية، فإنها تمتلك أيضا رکائز قوية خلف الحدود تدعمها بقوة بحيث تجعل إزاحتها و القضاء عليها أمرا غير ممکنا ولاسيما في الظروف و الاوضاع الحالية للعراق، وهنا يجب أن ننتبه جيدا الى إن العبادي الذي قاد حملة القضاء على تنظيم داعش الارهابي و نجح في ذلك وقهر ذلك التنظيم الذي إستولى على ثلث العراق في حزيران عام 2014، فإنه وبعد تصريحاته العاصفة بشأن مکافحة الفساد و القضاء عليه، إنتهى به الامر الى أن يسترجي الفاسدين لکي يعيدين ماقد سلبوه، وهو أمر يثير السخرية الى أبعد حد، إذ متى کان للفاسد الذي يخون وطنه و شعبه وحتى دينه و طائفته قلب أو ضمير لکي يتأثر بهکذا رجاء؟
شبکات الفساد المنتشرة في سائر أرجاء العراق، يجب أن لاننسى بأنها قد إنتشرت بعد إستشراء النفوذ الايراني في العراق، خصوصا وإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يهيمن عليه الفساد من قمة رأسه الى أخمص قدميه بل وإن واحدا من أکبر التحديات و المشاکل التي تواجه الشعب الايراني يتمثل في الفساد الذي إنتقل بفعل قادة النظام الايراني الفاسدين للعراق، وفي کل الاحوال نبقى نقول بأن العيد الاکبر للشعب العراقي يکمن في القضاء على عصابة الفساد في الدولة العراقية و الذي لن يتم إلا بسقوط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية!