22 نوفمبر، 2024 9:42 م
Search
Close this search box.

التمحيص السياسي وخطورة الموقف

التمحيص السياسي وخطورة الموقف

لاتعرف قيمة الأشياء؛ حتى تتذوق طعمها، فحين كنت طفلا صغيرا، لم تكن تدرك طعم الفتوة والشباب، والغرائز التي يتمتع بها أصحابها، وحينما اصبحت كهلا، تنوعت وتعددت في داخلك الغرائز، كحب السلطة والجاه وغيرها، فضعفت عندك الغرائز السابقة، لكن هنالك غريزة من بين تلك الغرائز، حينما تتمكن من الإنسان؛ تعمي بصيرته وبصره، ويصاب بسببها بالعشو، وهي غريزة حب السلطة والجاه، فيقع اسيرا بين فكيها، ولم يستطيع أن يختار؛ ماهو أهم وأكبر منها بعد سقوطه في فخها، هنا تقيدت طاقاته وإمكاناته، حيث خلقه الله لغاية أكبر وأهم، وأعطاه طاقة أوسع، فهناك ماهو أعظم من السلطة والجاه، لكن القيود التي قيد نفسه بها، منعته من ان يرتقي لما هو اهم وأكبر.

لما كان عالم السياسة، يتعلق تعلق مباشر بحياة الإنسان، وبوطنه وعقيدته وحضارته،وبقوته وقوت عائلته، وبمستقبله ومستقبل أولاده، أصبح ذو أهمية كبيرة؛ لدى الفرد والمجتمع، لكنه في الحقيقة، لايتعدى أن يكون وسيلة، لتنظيم شؤون البلاد والعباد، لاللترأس والتسلط على رقاب
الآخرين، و تقييدحرياتهم، ونهب خيراتهم، وخلق
بينهم ثقافة التمييز والعنصرية، والطبقية، كما هو عليه الان، أغلب حكومات العالم، التي تدعي الحرية والعدالة وحقوق الإنسان!
حينما تتحول السياسة، من اداة لتنظيم أمور الناس، إلى أداة للتسلط على رقاب الاخرين، تفقد جوهرها وأهدافها النبيلة، وتخرج من محتواها الحقيقي، ولم يخرج النظام السياسي أو الحكومي؛ من مساره الصحيح، إلا بسبب خروج الساسة من مساراتهم الإنسانية، إلى مسارات شيطانية.

حينما يخرج السياسيون من مسارهم الإنساني، وتصبح أهدافهم ضيقة ودنيوية، تصبح القوانين المرسومة للبلاد معطلة ولاقيمة لها، وكل ذلك سببه القيود؛ التي قيد السياسي نفسه فيها، ولو كان الإنسان يدرك، أن السياسة وسيلة للوصول إلى خدمة المجتمع، وأن الرئيس أو الوزير؛ هو بمثابة الخادم للناس، لما تملكه حبها الأعمى، ولو كان يفقه أن المسؤول؛ لم يكن مسؤولا إلا بفضل الناس، لما اخذه الفخر والعجب والتعالي على الأخرين.

دخول الفرد، او السياسي الى عالم السياسة، معناه دخوله الى ميدان التمحيص والأختبار، والتي تكون نتيجته، أما أن يقتل نفسه أو يقتل الناس، فمن لم يستطيع أن يسيطر على رغباته، ويقتلها في سيف العقل، ويدفنها في باطن النفس، فسيقتل الناس بسيف ألسلطة، ويدفنهم في باطن الأرض، وهنا سيخوض السياسي عملية الصراع، ان كان يدرك خطورة الموقف وعواقبه ونتائجه، لكن أنا للجميع أن يعي الحقيقة، وينجح في التمحيص؟

أحدث المقالات