إن الذي حصل بعد 2003 قد خيّب الآمال و أرجعنا القهقري الى عهود الظلام ، و جلب على العراق و أهله الويلات ، و أن الذين قادوا العراق لم يُحسنوا إدارة الحكم باتزان و حكمة و روية سياسية ، و تركوه فريسة بيد القاصي و الداني ، و كنّا نتطلع الى حكمٍ يُخرج العراق و أهله من الكوابيس و الاهوال ، ليسترجع عافيته و يمضي في الحياة كباقي الامم
و لكن و للاسف ، جاء كل مَن هبّ و دب ليمتلك جناحا مسلحا و نشأت المليشيات التي لم يكن الناس يعرف معنى كلمة مليشيا و لم نتداولها في أوساط الناس
و رأينا المحاصصة الحزبية و تقسيم المناصب
و رأينا الولاءات للدول كافة على حساب الولاء للوطن
و ضاعت الهوية العراقية و انقسم المجتمع العراقي بين عراقيين الداخل و عراقيين الخارج
و كنا لانعرف النحر للانسان على الهوية
و لا نعرف الذبح للابرياء و لا التهجير القسري و لا التهميش و الاقصاء و لا التكتلات الطائفية
و لا القومسيونات بملايين الدولارات و لا اللجان الاقتصادية
و انخلقت الطبقات و الفوارق بين المجتمع العراقي فترى الناس الاثرياء الذين بين عشية و ضحاها امتلكوا الارصدة و العقارات و الفضائيات
و ترى ايضا الفقراء ساكني العشوائيات
و رأينا من يلهج لسانه بالدين و بمظلومية الزهراء زورا و كذبا و يخادع الناس و هو يتاجر علنا بالدين
و رأينا اشاعة الفواحش و المخدرات و جميع انواع الرذيلة على مرأى و مسمع الجميع
و رأينا الذي يفتخر علنا في الاعلام باستلامه ملايين الدولارات عمولة و رشاوى و لم يتحرك القضاء و الادعاء العام
و شاهدنا التهم الكيدية و أعمال الايقاع و التشهير و الملاحقات القضائية الباطلة و لا يعرف الانسان متى يكون متهما او بريئا
و رأينا تدّخل الاحزاب بالقضاء و أمامك مشعان الجبوري واحدا من آلاف الامثلة و الشواهد
أنت تمشي اليوم في بلد مخرب و مقطع الاوصال فساءت زراعته و انعدمت صناعته و تفشت جميع الامراض فيه و انقطعت شرايين مياهه و بلغ التلوث مديات كبيرة و انتشرت الفوضى في جميع التقاطعات المرورية و جميع الطرق ، و أمامك الاهمال المطبق في المستشفيات و الاسواق و المدارس و في كل مكان
و تراكمت النفايات و تفاقمت حالات الانتحار و تلاشى الامل و بَعُدَ الهدف في انظار الناس
و قفز الجميع و تسابقوا من اجل المناصب حتى الذي لايفقه في أدبيات السياسة و لم يعرف ألف باء أنظمة الحكم و امامك عاليه نصيف و حنان الفتلاوي و مَن على شاكلتهن ، اللتان لم يعرفا الرقة و الحياء و الاخلاق ، و هنَّ على استعداد ان يفعلن كل شيء منافي للاخلاق و القيم
إن العبث في العراق وفقدان بوصلة اهدافه قد بلغت مبلغها و هاهو مقتدى و عمار يتحكمون بمصير شعب و دولة عظيمة اسمها العراق و هو يتهدد و يتوعد بقصاصة ورقته المعروفة سيئة الذكر كما هو سيء الصيت الذي بدأ منازلته بعد ذهاب النظام السابق بتوجيه ضربات غدره الى أحد رفاق مدينته عبد المجيد الخوئي و بعث الرعب بتشكيله جيش المهدي الذي انخرط في صفوفه جميع ابناء الشوارع و ابناء البغايا و هو اليوم يتحكم بالعملية السياسية و جعل من نفسه بيضة القبان حتى ان العاقل لايركن الى عهده لانه لعوبا مضطربا متقلبا و هو نموذج واحد من مئات النماذج السيئة تبدأ منه و لا تنتهي عند المالكي و انما تشمل الكثير من السفلة
حتى ان الذين يرشحون للانتخابات يضعون مصالحهم الشخصية في مقدمة أولوياتهم و لا يهمهم أحزان الوطن و آلام المواطن
و فوق ذلك كله ، فانك تعيش وسط شعب يتصف بالنفاق و الكذب و الجهل و الازدواجيه
و لو يستمر احدنا بسرد وقائع المحن و المآسي ، فلا اعتقد ان لها نهاية !