19 ديسمبر، 2024 6:47 ص

العراق بلد الغنى في الثروات والمشاكل

العراق بلد الغنى في الثروات والمشاكل

لايوجد بلد يحمل متناقضات كالعراق , ولايوجد بلد يعاني من عقوق أهله كالعراق ؟
فالعراق الذي تنظر اليه شركات البترول العالمية على أنه الزبون المفضل لها من دون كل الزبائن النفطيين لآنه ألاعلى رصيدا في ألانتاج النفطي خلال العشر سنوات القادمة , لاينظر اليه السياسيون من أهله بنفس نظرة الولاء وألآخلاص  , كما لاينظر اليه مثقفوه وكتابه بنفس نظرة التفائل وألاعتزاز ؟
والعراق الذي لم يفشل به بئر نفطي تفشل به دائما حكوماته وأحزابه , وعشائره وحواضنه الدينية , وجامعاته , وبرلمانه وأعلامه , وفشل هذه الحواضن جميعا هو الذي يغطي على ولادات ألابار النفطية التي تعرفها الشركات ألاجنبية دون أن يعرفها المهندس النفطي العراقي لآنه معزول ومهمش ؟
والعراق الذي يتصدر قائمة الدول ألاعلى نموا أقتصديا , بقي كذلك يتصدر قائمة الدول ألاكثر فسادا في العالم .
ومفهوم ألاعلى في النمو ألآقتصادي هو غير ألاعلى في التنمية ؟
فألاول يحققه بئر النفط , والثاني تخذله السياسة تارة من قبل أخطاء الحكومة القابلة للعلاج , وتارة من أخطاء تظاهرات بعضها غير قابل للعلاج لآرتباطة بأجندات خارجية معادية وأشد منها لآرتباطه بأجندات طائفية هي مرض العقول والنفوس المزمن .
ومن هنا فمشاكل العراق كثيرة وهي خلاف المتعارف عليه , فأجتماعيا يعرف الفقر بأنه مؤسس المشاكل ومورثها , والعراق ليس فقيرا .
وأهل الحكمة يقولون : أذا جاء الفقر قال له الكفر خذني معك , والعراق ليس كافرا ؟
فأذا كان البلد ليس فقيرا وليس كافرا , فلماذا لايتعافى ؟
فأين تكمن المشكلة أذن ؟
وأذا أستعنا بحديث رسول لله “ص” الذي يقول فيه : ” لاأخاف على أمتي من مؤمنها ولا من كافرها , ولكن من الذين هم : بين : بين ؟ أي من المنافقين , ولذلك قالت ألاية الكريمة عن المنافقين ودورهم المخرب في المجتمع ” لو خرجوا فيكم مازادوكم ألا خبالا ولآوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم ” .
والمنافقون متذبذبون يقبعون في الصفوف الخلفية عند تحقق ألانتصار , ويتصدرون الصفوف عندما تقع الفتنة , ولذلك نرى بعض الوجوه غير المعروفة تتصدر تظاهرات المنطقة الغربية وهم من قاموا بالهتافات الطائفية وهي ليست لسان حال كل المتظاهرين كما أنهم هم من رفع الشعارات غير الوطنية مستغلين عاطفة المتظاهرين , وهم الذين يقفون وراء المطالب التعجيزية والمطالب التعجيزية حالة أفتراضية غير منطقية كمن كان يقول من الدهريين : هل يستطيع الله أن يدخل الكرة ألآرضية من ثقب أبرة ؟ وهل يستطيع الله أن يخلق جنة أكبر من السماوات وألارض؟ ولذلك قال الفلاسفة : قف عند حدك أيها المحدود ؟
وأهل العراق اليوم وخاصة : المتظاهرون يحتاجون حكمة الفلاسفة وتجربة أهل الرأي حتى لايفرطوا بما أعطاهم الله من نعم ويعودوا الى رشدهم لآستثمار نعمهم وثروات بلادهم  وعندها سيجدون أنفسهم قادرين على حل وعلاج مشاكلهم , أما البقاء في رهان ألاجندات الخارجية فهو كفران بالنعمة لاينفع معه الندم المتأخر , ولو سألوا كل من عمل في الحركات القومية والشوعية والبعثية وألاسلامية المتطرفة من أصحاب الفطرة الطيبة والنوايا السليمة لقالوا لهم لقد كنا مخطئين وخدعنا وهذا هو لسان حال من بقي منهم على قيد الحياة ؟ فلماذا نكرر خطأ من سبقنا ؟ سؤال برسم الجميع ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات