حاول المجتمع الدولي و عبر طرق و وسائل مختلفة من أجل ثني نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عن سياساته المتطرفة ذات البعد العدواني، و على الرغم من أن ظاهر السياسة الدولية التي تم إتباعها مع النظام قد قامت على أساس مبدأ الجزرة و العصا، لکن المجتمع الدولي رکز و شدد على الجزرة ولم يعطي نفس المستوى من الاهمية للعصا وهو الامر الذي لاحظه النظام الايراني جيدا و إستغله أيما إستغلال، وهو ماجعل اللعبة الدولية من هذه الناحية أشبه بالدوران في حلقة مفرغة او البحث عن أبرة في أکوام من القش خصوصا بعد الاتفاق النووي الذي کان في وقتها أشبه بطوف نجاة للنظام حيث کانت المشاکل و الازمات تحاصره من کل جانب.
الاغرب من کل شئ و الذي يمکن أيضا إعتباره مثيرا للسخرية، ان النظام الذي يعتبر بنفسه المصدر الاساسي لتصدير الارهاب و التطرف الديني في المنطقة، يقوم وبعد أن يتسبب في إختلاق مشاکل لها علاقة بالتطرف الديني و الارهاب، بطرح نفسه کعامل و کقوة من أجل القضاء على ذلك، کما رأينا في مهزلة تنظيم داعش الارهابي! والانکى من ذلك أنه لايزال هناك من ينخدع بأکاذيب و مزاعم هذا النظام الباطلة جملة و تفصيلا، وهو مايشجع النظام لکي يندفع أکثر في أکاذيبه و خدعه من أجل بلوغ غاياته و أهدافه الخاصة.
کل الذي قبضه المجتمع الدولي من وراء سياساته أعلاه مع النظام الايراني لم يکن سوى مجموعة وعود ضبابية و إتفاقيات يفسرها النظام وفق مزاجه و هواه و يلتزم بها بالطريقة التي تناسبه، وان المنطقة التي تقبع برمتها على مايمکن تشبيهه ببرميل بارود قد ينفجر بها في أية لحظة انما کل ذلك بسبب من سياسات النظام الملتوية و تداعياتها و آثارها السلبية على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، وان بقاء و إستمرار هذا يعني إستمرار التهديد المحدق بالمنطقة و بقاء التوتر و الاوضاع على سلبيتها، وکما أکدت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، بأن النظام الايراني هو عدو للشعب الايراني و لجميع شعوب المنطقة وان إسقاطه يخدم السلام و الاستقرار في المنطقة، فإن الذي يرتجي خيرا من هذا النظام کمن يرجو أن المجرم منقذا و القاتل شاهدا ضد ضحيته، وهذا هو المستحيل بحد ذاته، ولذلك فإنه الاحرى بالمجتمع الدولي أن يبحث عن خيارات أخرى لمعالجة الموقف مع النظام و نعتقد بأن طرح الحديث عن بديل للنظام و الذي يفکر به معظم أبناء الشعب الايراني خصوصا بعد الانتفاضة الاخيرة التي رفع فيها شعارات إسقاط النظام و تغييره، أفضل بکثير من کل تلك الاحاديث غير الواقعية، خصوصا وان الشعب الايراني صار يعلم جيدا بأن هذا النظام لايمکن أن يعيش او يستمر بغير قمع الشعب الايراني من جانب و تصدير التطرف الديني و الارهاب الى دول المنطقة و العالم من جانب آخر، وان الاعين کلها تتجه للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بإعتباره البديل السياسي الجاهز لهذا النظام خصوصا وان برامجه السياسية المعلنة للعالم تٶکد کلها على بناء إيران مسالمة خالية من الاسلحة النووية و تٶمن بالتعايش و التواصل مع الشعوب و تکون طرفا بنائا في الحفاظ على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم.