17 نوفمبر، 2024 7:40 م
Search
Close this search box.

نحو تقوية الموقف العربي ضد طهران

نحو تقوية الموقف العربي ضد طهران

منذ قرابة أربعة عقود، و الجهد الدبلوماسي الرسمي الايراني مضافا إليه الجهود الاعلامية الرسمية الايرانية أو الموالية لها، يصب في إتجاه خلق حاجز أو جدار عالي بين المعارضة الايرانية النشيطة المٶثرة على النظام في طهران، ولاسيما المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، وبين شعوب و دول المنطقة، وهذا الجهد لم يکف عن نشر الاشاعات و التقارير المفبرکة في دهاليز و أقبية الحرس الثوري و المخابرات الايرانية عن مزاعم باطلة لاوجود لها في الواقع من حيث إن المقاومة الايرانية تعادي شعوب المنطقة وبالاخص الشعب العراقي و متورطة بإرتکاب جرائم ضده، وإن النظام الايراني نصير الشعوب و يقف الى جانب شعوب المنطقة في محاربة الارهاب و التطرف.
نشر هذه الاکاذيب و بثها من خلال أبواق مأجورة لاهم لها سوى قلب الحقائق و الالتفاف عليها، أمر لم يکف هذا النظام عنه، لکن هذه المحاولات المشبوهة و الخبيثة لم تعد تنطلي على أحد ولاسيما بعد أن صار واضحا للعالم کله المخططات المشبوهة لطهران من أجل إستهداف أمن و إستقرار دول المنطقة وخصوصا أمنها الاجتماعي من خلال تشکيل الاحزاب و الميليشيات و الجماعات التي تعمل و بصورة مشبوهة للمس بالبناء و الترکيب الديموغرافي لشعوب المنطقة و الذي يمکن ملاحظته بوضوح في العراق و سوريا و اليمن وبالاخص بعد أن قامت المقاومة الايرانية بنشر وثائق و مستمسکات دامغة عن النشاطات المعادية لطهران ضد شعوب و دول المنطقة بهذا السياق.
الحاجز الوهمي الذي صنعته طهران بين المقاومة الايرانية و بين شعوب و دول المنطقة و الذي صرفت عليه أموالا طائلة على حساب قوت الشعب الايراني، هو حاجز يخدم الامن القومي لهذا النظام و يلحق ضررا فادحا بالامن القومي لدول المنطقة، وإن طرح موضوع هذا الحاجز الوهمي و من الذي يستفيد منه ضرورة أکثر من ملحة ولاسيما للبلدان العربية التي تواجه المخططات المعادية من جانب هذا النظام.
الدول العربية التي صارت واثقة من الدور السلبي الخطير لهذا النظام ضد أمنها و إستقرارها و سيادتها الوطنية، يجب عليها أن تعلم بأن مستوى علاقاتها الحالية مع المقاومة الايرانية و النضال الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية و التغيير، ليس کافي و عليها أن تعمل من أجل تطوير ذلك الموقف و دفعه للأمام من خلال الاعتراف العربي الرسمي بالمقاومة الايرانية حيث إن ذلك يمثل أکبر ضربة سياسية موجهة لطهران و في نفس الوقت أکبر دعم و إسناد معنوي يتم تقديمه من أجل نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية خصوصا بعد إندلاع إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، والتي جعلت النظام الايراني في موقف حرج جدا أمام العالم کله و کشفت عجز و فشل هذا النظام في تلبية الاحتياجات الاساسية لشعبه وسعي الشعب من أجل إسقاطه.

أحدث المقالات