18 نوفمبر، 2024 4:34 ص
Search
Close this search box.

حزب الفضيلة الاسلامي وتجربته الناجحة منذ التاسيس

حزب الفضيلة الاسلامي وتجربته الناجحة منذ التاسيس

تؤرخ الامم حضاراتها وتسهب في شرح مفرداتها لتوصل الى المجتمعات الاخرى رسالتها الحية التي تتبناها ,وقد قرانا عبر التاريخ الطويل الكثير الكثير عن دول بعينها  وانجازاتها وقرأنا عن اشخاص خلدتهم اعمالهم ومجتمعاتهم عبر الفترات السابقة ,وكذلك قرانا عن احزاب وتكتلات كان لها دورها الواضح في بناء الدول واستقرارها ,وللامانة نقول ان كل من تحدث بهذا الشان له رايه ووجهة نظره الخاصة به وياتي بعد ذلك التقييم وحسب تاثير الادوار في الحياة وهل هو بالاتجاه الايجابي ام السلبي .

هنا اتحدث عن حزب فتي ظهر الى الوجود في الفترة الاخيرة وكان له دوره الواضح والمؤثر في حياة المجتمع العراقي الا وهو حزب الفضيلة الاسلامي هذا الحزب الذي هو من افرازات الواقع العراقي المرير .

تاسست لبنات حزب الفضيلة سنة 2000 اي قبل سقوط النظام البائد وكانت على شكل مجاميع تعمل ضمن منهج رسالي غايتها التاثير بالمجتمع ودفعه لرفض الظلم والنكوص الذي كان يميز المجتمع العراقي في تلك الفترة ,وكانت هذه المجاميع متمسكة بتوجيهات الحوزة العلمية الشريفة وتعمل بها لذلك كان جل العمل هو الاصلاح النفسي والفكري وافهام المجتمع كيفية الدفاع عن الحق المهتضم والوقوف بوجه الظلمة ما امكن ,وكانوا هؤلاء وفي الغالب منهم من طلبة السيد الشهيد الصدر الثاني وقد عانوا ماعانوا من ويلات البطش السلطوي المدمر الذي زج باغلب الكوادر في السجون واعدم الكثير منهم وبلا محاكمة ولكن العمل استمر وبعد استشهاد السيد محمد الصدر مر العمل بسكون مؤقت لم يدم فترة حتى تولى الشيخ محمد اليعقوبي الاشراف على هذه المجاميع المباركة التي استمرت بالعمل على نفس الهمة والدافع لها ,وقد زاد ضغط الدولة على كل التوجهات الدينية فنالها ايضا مانال غيرها من العذاب والسجن والاعدام الذي شمل رموز هذه الحركة المباركة ولكن لم يؤثر ذلك في همة وقوة الحركة ,واستمر العمل وزادت الاعداد المنضوية تحت لواء الحركة حتى سقوط النظام البائد سنة 2003 وتنفس الجميع الصعداء بزوال قوى البطش والتنكيل التي كان يمثلها النظام سيء الصيت ,عندها ظهر للعلن ابناء هذه الحركة واعلنوا عن تاسيس حزب الفضيلة الاسلامي الذي وضعوا في اهم اهدافه نصرة الحق وجعل العراق وطن الجميع بلا استثناء وادامة النهضة الفكرية السليمة التي تنشا مجتمعا صالحا يعيد العراق واهله الى الله والدين والانسانية .

وقد عمل ابناء الفضيلة وبشهادة الجميع بكل مااوتوا من قوة على تاسيس مؤسسات حكومية قادرة على ادارة دفة البلد وان تزيل الفوضى المترتبة من الاحتلال وضياع سلطة القانون ,وعند تشكيل مجلس الحكم عمل الحزب على المشاركة في المفاصل الهامة حتى لايترك الامر بيد الغريب يفعل ما يشاء بالعراق ,وبعد تشكيل الجمعية الوطنية ايضا ساهم الحزب بها بقوة وكان من بين اعضاءها ابناءه الذين عملوا بكل طاقتهم لاصدار قوانين وتشريعات توقف الفوضى واللا مبالاة التي كانت سائدة في تلك الفترة ,وقد عانوا ماعانوا من القريب قبل البعيد من توجيه الاتهامات وعدم التعاون حتى وصل الامر الى جر البلد الى الاقتتال الداخلي المريع وتحويل العراق نتيجة لذلك الى تخندقات عرقية وطائفية مريرة اخرت نمو العراق واوقفت كل البناء المزمع عمله بعد سقوط الصنم ,واستمر هذا الحزب بالغطاء ودفع نتيجة التزامه بموقفه المبدئي تضحيات كثيرة منها ابناءه البررة من قيادة الحزب الذين استشهدوا في منطقة اللطيفية ابان الفترة المذكورة اعلاه وبعدها تم استهداف قياداته وحتى اعضاء الجمعية الوطنية من ابناءه ولكن هذا كله لم يفت في عضده واستمر الحزب يعمل حسب التوجيهات القيمة من القائمين عليه وبالاخص من المرجع الشيخ محمد اليعقوبي الذي يؤمن بان كل الذي جرى هو علامة صحة للمبدا والهدف الذي يعمل عليه مشروعه الرسالي لذلك كان استمراره يسير وفق هذه الخطى المدروسة .

وخاض الحزب الانتخابات التي جرت لمجالس المحافظات سنة 2005 وفاز بنسبة كبيرة منها وعمل بجد واخلاص لاستنقاذ مايمكن انقاذه من ممتلكات البلد التي عانت سوء الادارة والتخطيط وجاهد في سبيل ذلك كثيرا ,ثم اشترك بالانتخابات النيابية العامة ضمن كتلة الائتلاف العراقي الموحد وفاز بعدد لاباس به من النواب وهذه الفترة تمثل نقلة نوعية في عملة الجاد ,فقد ساهم والخيرين معه في تثبيت مؤسسات الدولة العراقية الحديثة التي تعمل الان وعمل على ازالة التخندقات الطائفية التي كانت تحكم حركة الاحزاب والكتل السياسية بان اعلن انسحابه من الائتلاف العراقي الموحد وكانت هذه الخطوة هي الضربة القاضية لكل تلك التخندقات وترتب عليها اثار كثيرة جدا حيث تمزقت بعدها اغلب التخندقات الموجودة وتم الاعلان عن قيام احزاب وتكتلات جديدة ضمت في طياتها كل شرائح وطوائف المجتمع فترى الكتلة الشيعية تضم السنة والاكراد والمسيح والصابئة وكل الوان المجتمع العراقي وكذا الكتلة السنية فعلت ,وكتب لهذة الخطوة النجاح .

اما عمل الحزب وكتلته داخل البرلمان فهو واضح جدا للعيان من خلال مطالبته باصدار قوانين عديدة من شانها رفع الحيف وانصاف المظلومين من ابناء العراق وبمختلف شرائحه وبالاخص اليتامى والارامل وطلبة الجامعات ومطالبته باعادة فتح الشركات والمعامل الانتاجية الكبيرة التي تسهم باعادة البنية التحتية للعمل كذلك عمله الجاد لايقاف نزيف الدم الجاري ,واما عمله بفضح الفساد والفاسدين فهو النجاح بعينه حيث اتبع اسلوبا رائدا في كشف السراق الذين آذوا الاقتصاد العراقي وتسببوا في حرمان اهله من وارداته بان جعلوها لمصلحتهم الخاصة ,فكانت نتائج عمله هذا كبيرة اضيفت الى سجله الكريم ,واستمر عمل الحزب بكل قوة بان حافظ على روح المواطنة العراقية وجعل الجميع متساوون امام القانون وبلا تمييز ولاتهميش ,وهنا كان لابد للمعارضين الذين ضرهم تحرك الحزب في هذه الاتجاهات ان يعملوا بالضد منه فتم شن حملة اعلامية شديدة محاولة منهم لتشويه صورة الحزب وخدشها امام الناس والعالم الذي بدا ينظر للحزب بانه الامل في خلاص العراق مع تظافر جهود الخيرين الاخرين ونتيجة لذلك كله حرم الحزب من كثير من استحقاقاته التي كان يؤمل منها خدمة المجتمع على افضل صورة ووجه ,وهنا وقف الخيرون من ابناء العراق للدفاع عن الحزب وبقوة واكثر الذين دافعوا عنهم هم من غير المنتمين له وهذا دليل نجاح وقوة لعمل الحزب .

واليوم ونحن في هذه الايام والحزب منضوي تحت التحالف الوطني وقدم مشروعه السياسي الذي هدفه دفع العراق الى امام والمحافظة على كل المكتسبات وعدم ترك العراق فريسة لمن هب ودب بل تعزيز قوة الدولة وحماية مواطنيها وتوفير كل موجبات العيش الرغيد لابناء العراق وجعل المساهمة في بناءه للجميع وان لاتختزل في فئة دون اخرى ولعمري ان هذه الاهداف هي غاية الجميع ومناهم ,ولكن يبقى التوفيق والنجاح مرهونا بارادة الله عز وجل وتاييده .

لقد عمل حزب الفضيلة الاسلامي خلال الفترة المنصرمة بجهد كبير واخلاص وقد بانت نتائج عمله في مواطن كثيرة وهو مع ذلك لم يسلم ولليوم من الاتهامات والتعدي على افكاره الكريمة  فعليه هنا مضاعفة الجهد وتقوية الهمة وعدم التاثر بما يطرح بالاتجاه المعاكس لان النجاح دائما حليف العمل الصالح والاهداف النبيلة ,اذن المهمة صعبة وعلى الجميع التكاتف والتاخي للوصول بالمجتمع الى الصورة المثلى التي يرجوها الشعب العراقي .

لم يكن الحزب يعمل لوحده للاصلاح بل كان معه اناس همهم العراق جاهدوا ودفعوا الغالي والنفيس لحماية العراق واهله من اهل الجنوب والشمال والوسط الذيت هتفوا باسم العراق لوحدة بلا تعصب اعمى لجهة دون اخرى .

تحية لكل جهد مؤمن وصالح يعيد العراق الى زاوية النور والضوء ويبعد عنه كل اشكال الظلم والجور وتحية الى حزب الفضيلة الاسلامي وغيره ممن رفعوا شعار العراق فقط .

أحدث المقالات