19 ديسمبر، 2024 1:41 م

ولاية الفقيه وولاية القبيلة هي الحل…شعب لايمكن حكمه ولا يمكن الحكم عليه

ولاية الفقيه وولاية القبيلة هي الحل…شعب لايمكن حكمه ولا يمكن الحكم عليه

لايوجد بلد في العالم يجتمع فيه 15 مليون انسان في مدينة واحدة بزمن واحد بمناسبة واحدة وبمقدس واحد وبروح واحدة كما يحصل في العراق بمناسبتي محرم وصفر حيث العروج القدسي لارواح قديسي الملحمة الحسينية.
اناس تخرج من بيوتها تتلقى السيارات المفخخة وقنابل الطريق والكمائن وتسميم الطعام والمياه واهوال المناخ وتسير مسافات مئات الكيلو مترات وهي تشعر بسعادة غامرة لايوفرها لها اي معطى مادي في الحياة.
ماهي قصة هذا الشعب؟
تجمع طوعي مليوني تتملكه روح الضبط بحيث تتعطل كل نوازع الشر وتنبثق كل ينابيع الخير فلا تنافس الا في تقديم الخدمة ولا استغلال ولا سرقة ولا عدوان ولا ضرر ولا ضرار.
اذا كانت كربلاء قادرة على اصلاح الناس بهذه الطريقة فما هي حاجة هذا المجتمع لسياسة لاتنبع من قيمه الاساسية؟
لماذا لايحاول العراقيون فهم انفسهم ويعودوا الى مصادر ثقافتهم في بناء نظامهم السياسي وكافة الانظمة الاخرى؟
انني استغرب وجود احزاب سياسية بلا رصيد تحاول الحكم ثم تفشل في بلد الطاعة النهائية لسكانه تعود الى علماء الدين وشيوخ القبائل!

قدر العراق اثنين
الدين والقبيلة
لابد من الاقرار ان العراق قدم للعالم فكرة الاله وانه مزرعة الديانات مثلما هو مهد الزراعة وانه بلد ديني سواء كان سكانه خففوا نزعة التدين او زادوا فيها وان الدين في العراق سيظل على عكس البلدان الاخرى ممثلا بالعوائل عائلة تفتح الطريق الى اخرى او تتعايش معها وهذا ربما هو الذي جنب العراق التمثيل الفردي للدين كباقي المجتمعات التي عانت التطرف بسبب انزلاق الفرد في رؤية دينية بعينها.
العراق ثاني بلد قبلي في العالم بعد اليمن وربما يتفوق على اليمن نفسه محتلا المرتبة الاولى والقبيلة هي المحدد العام لسلوك السكان في شؤون الدنيا بالمساوة مع الدين واحيانا يحدث تسابق لكن لايحدث تنافس وشيخ القبيلة في العراق هو ولي الدم اي انه لادولة هنا.
لو كان هذا الحال في مجتمع اخر لقال المفكرون ببساطة حسنا لماذا نؤسس حزبا سياسيا يحمل افكارا بعيدة عن الدين والقبيلة اذا كان الدين والقبيلة هما اللذان يحكمان حياة الناس هنا؟
لماذا ناتي بافكار بعيدة عن مراجع المجتمع ونجبر الناس على اعتناقها بالقوة ثم يتم الاطاحة بها وبمؤسسيها وتخلق لنا سورات من العنف والدم؟
يفترض ان ينظر رجل السياسة الى نفسه ويسأل
هل لي رصيد ديني؟
هل لي رصيد قبلي؟
عندها يمكنه معرفة مستقبله ومستقبل بلده.
ان تحالفا بين مايمكن وصفه ارشادية الفقيه وسلطة القبائل يمكنه ان ينتج دولة في العراق اما الاحزاب السياسية فلا اعتقد ان لها اي مستقبل.
نعم هي تسود فترة زمنية وتكتسب عداء السكان ثم تزول عبر العنف.
قد يقال ان الديموقراطية هي الضمانة.
الديموقراطية ليست قفلا ولا مفتاحا انها فقط طريقة لاختيار الاقفال والمفاتيح ونوعيتها لااكثر ولا اقل.
اصلا الى الان لايوجد نموذج قياسي للديموقراطية وكل واحدة من الديموقراطيات لها اسرارها وحواملها واسباب بقائها ثم بالمناسبة ان الديموقراطية نظام الى الان
غير مفروغ من نتائجه فهي مثلا دمرت لنا الاعراق الاكثر اهمية على سلم التطور البشري.
هل انا صاحب دعوة هنا؟
بالتاكيد لا
والمفروغ منه ان مصطلح ولاية الفقيه سيعني في اذهان الكثيرين هو ايران وطريقتها في الحكم وهذا غير صحيح فالولاية في المجتمعات الاسلامية تمارس بدرجات
متفاوتة.
لقد اخطأ العراقيون تماما عندما لم يحافظوا على موقع علماء الدين من نظامهم السياسي واستعجلوا في عزلهم ثم عمدوا الى استخدام سلطة القبائل كتكتيك انتخابي.
ساظل اقول ان العراق بلد لايمكن حكمه ولايمكن الحكم عليه فهو قد ياتيك بالمفاجأت ولوقف هذه اللازمة التاريخية لابد من تاسيس نظام يتوافق مع جوهر تكوين السكان.
اذا كانت عشرة ايام من محرم ويوم واحد من صفر يصهر هذه الملايين في ملحمة اجتماعية لانظير لها قديما وحديثا فلماذا لانجد طريقة لنجعل من دين السكان
نظاما لحكمهم؟
اذا كان الدين هو مقدم الحلول على هذه الشاكلة فماهي حاجتنا لاحزاب تاتي بافكار غريبة عن حياة المجتمع.
اذا حاول العراقيون فهم انفسهم فانهم سيتوصلون الى النظام الذي يتوافق مع الثابتين
الدين
القبيلة
‫……………………………………………….‬
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات