عندما كنا صغارا كثيرا مانسمع من أهلنا او في الشارع أو في وسائل الأعلام ان اغلب المسجونين هم مظلومون ولم نكن نعي معناها لعقولنا الصغيرة او عدم معرفتنا اشخاصاً تعرضوا لظلم لصغر سننا …الخ .
لكن اليوم اصبحت هذه الكلمات تعيش معنا وغالبا ماتطرق مسامعنا ..ولعل قضية المعتقلات العراقية هي التي حركت اقلامنا لنتكلم ونقول كلمتنا لعل ان تكون الكلمة سبيلا لخلاص البعض ممن سجن ظلما ، واخرها قضية الاعلامية العراقية زينب الكعبي الاكثر شيوعا الان ، وبداية لابد لنا ان نتساءل عن السبب الذي يدفع بالبعض لمحاربة الابداع ومحاولة كسر الاقلام والمواهب المعطاءة ، فهذه المرأة غنية عن التعريف فهي اعلامية ومثقفة ومديرة لمنتدى بغداد الثقافي لها باع طويل يقارب العشرين عاما من التآلق والعطاء وناشطة في مجال حقوق الانسان ، أخت لثلاثة شهداء ضحوا في سبيل عزة وكرامة بلدهم ، ام نذرت نفسها لتربية ابنتها الوحيدة رغم مالحقها من الاذى والاشاعات المغرضة في سبيل ابعادها عن الساحة الثقافية التي تشهد لها بالانجازات والجوائز التي حصدتها في المهرجانات المحلية والعربية والدولية، اصبحت اليوم ضحية لمكيدة مدبرة جعلتها تطالب ببراءتها من خلف القضبان رغم التعذيب وصعوبة المطالبة برفع الظلم في ظل ما تعانيه ,لكن من يعرف زينب الكعبي لايستغرب ابدا من موقفها الشجاع للدفاع عن نفسها وزميلاتها فلم يهمها سوى ان تثبت للجميع جور ماتعرضت وتتعرض له من مكائد ومحاولات لاسكاتها .. فهذه الاعلامية اصبحت في الاونة الاخيرة مثالا للمرأة المثقفة فنراها تدلي بتصريح مرة ومرة اخرى يتم استضافتها في برنامج ثقافي للحديث عن واقع الثقافة العراقية وأخرى تتحدث عن حقوق المرأة والعنف الاسري … وهكذا لاتدع مجالا الا وتخوض فيه للوصول الى الحقائق وايصال صوت المظلومين .. لكنها اليوم هي المظلومة وهي من تحتاج منا للدفاع عنها .. لماذا كل هذه المحاولات لتحريف الحقائق وايكال الاتهامات لكل من يريد خدمة بلده نحن مطالبون للوقوف وقفة شرف للدفاع عن كل مبدع عراقي غيور .