!!نعم هذا هو حال العراق اليوم بالضبط كما هوعنوان الفيلم العربي للممثل الكبير محمود عبد العزيز
في مقال سابق ؛ وفي هذا المكان بالذات قلنا ما نصه ( ان الموطن العراقي البسيط المبتلى يصحو كل يوم من نومه على ازمة جديدة ) لتثبت الايام والوقائع صحة ما وصلنا عليه ليطلع علينا السياسيون ؛ كلهم دون استثناء ليقنعونا عبثا ان كل شئ تمام ؛ وهذه هي الديمقراطية ؛ وهذا هو الدستور ؛ وانهم ( السياسيين ) بنوا دولة يحسب لها الف حساب ووأدوا الفتنة الطائفية في مهدها .. فيما تتعفن الادراج والدهاليز والمجالس والفضائيات من شتائمهم ؛ وتصم الاذان تهديداتهم.. وصرخاتهم من اجل هذا الشعب الغارق في النوم ..والذي وصل صوت شخيرة الى سكان الكواكب الاخرى ليصحو متسائلا : لماذا يتظاهر البعض هكذا ويقطعون طرق وارزاق الناس ويرفعون صور اردوغان واعلام كردستان والجيش السوري الحر لمجرد اعتقال افراد من حماية وزير قد تثبت التحقيقات براءتهم ؟ ..ويجيبه مسطول اخر : لا ..ان الامر هو استهداف لمكون من مكونات الشعب العراقي دون غيره .. ويعلق ثالث بلغة المحشّشين : كيف يشبّهنا نائب بالبرلمان ؛ مكفول الحصانة دستورياً بالخنازير وقد حرم الله في محكم التنزيل اكل لحومها ؟ ليعود الاثنان الى النوم على سطح الدار في هذا الشتاء القارص لان مياه الامطار اغرقت البيت بكامله ولأن الحكومة لم تفعل لهم شيئاً سوى ان تزيد من عطل واجازات العراقيين ( الكثيرة والحمد لله ) عطلة اخرى بسبب المطر الغزير ..ولتكن شهراً فما الضير في ذلك والراتب ماشي وعال العال وهو اصلا ماكو شغل ولا عمل ؟ ..ثم ان الحكومة لم تقصّر حاشاها فقد تفضلت بمكرمة اخرى بان شكلت خلية ازمة لبحث الاوضاع المطرية المزرية في البلاد ..والتي كان من بركاتها نسيان او تناسي حزمة هائلة من الازمات ليس اكبرها رشاوى صفقة الاسلحة الروسية ؛ وابعاد الاضواء عن تطورات صحة الغالي رئيسنا المقدام شافاه الله وعافاه من الجلطات والنوبات وسوفان الركبتين والفقرات بسبب جهوده النبيلة في تقريب وحهات نظر المتناطحين ..وخلي بس يتدلل الرئيس ويمرض وسنفتح لسيادته خزائن العراق ( وعلى عناد السياسيين الذين امرضوه ) كلها من اجل صحته ليعود لنا وليقود سفينة المصالحة والتوافق والاتفاق والانسجام فهو صمام الامان وبيضة القبان !! المهم في كل ذلك ان الامور تحت السيطرة رغم الاجندات والمؤامرات الخارجية وفساد الضمائر والنفوس والعقول واجهزة الكشف عن المتفجرات وتنصل زيكو من تدريب الاسود التي ما اخافت احداً منذ سنوات !! والمهم ايضا ان الانتخابات القادمة على الابواب فليتاجر بها الجميع وليتعاركوا من اجل هذا الشعب الغارق في سابع نومة مادام السياسيون كلهم دون استثناء ؛ قد ضمنوا ثمن جهادهم وتضحياتهم وبطولاتهم ونضالهم ضد الدكتاتورية : عقارات وامتيازات وطائرات خاصة واساطيل من السيارات المصفحة وغير المصفحة .. وشركات وارصدة داخل وخارج الوطن ..ومجوهرات وذهب وفضة واحجاراً كريمة وغير كريمة ..ومواقع وظيفية عليا بالدولة لابنائهم واقربائهم حتى لو كانوا اميين ..وراتباً تقاعدياً يحلم بجزء يسير منه الجياع والمرضى والعراة والمعوقون والارامل واليتامى والعاطلون عن العمل وسكان بيوت الصفيح والحواسم والتجاوز ؛ وهم اكثرية الشعب العراقي .. ولا يناله الموظف العادي حتى لو خدم مخلصاً بوظيفته لمدة الف عام وعام ..وستجري الانتخابات وستفوز نفس الوجوه البهية البشوشة البريئة من دم العراقيين ومعاناتهم ؛ وسنشكل حكومة اغلبية سياسية ضمن الدستور والتوافق والتوازن الوطني والمحاصصة البريمرية راسخة الجذور ..وبعيداً عن الاجندات ( غالبية الشعب العراقي لا يعرف معنى الاجندة )..والذي يعترض فأنه بنص القانون وربما الدستور : بعثي ؛ ارهابي ؛ وهابي ؛ قومجي ؛ حاقد ؛ عنصري ؛ شوفيني ؛ معادي للعملية السياسية ؛ ضد الشفافية ؛ مرتبط باجندة خارجية ( هم رجعنا للاجندة ) .. وربما تنتظره خلف باب البيت مباشرة ( اذا لم يكن متاحاً في حينها اللاصقة او الناسفة او الكاتم ) او في راس الشارع اربعة ارهاب التي سنّها رئيس الوزراء السابق واليوم يتباكى على الغائها !! واذا افلت من كل ذلك بقدرة القادر ولطفه ؛ فان دعوى قضائية بالسب والقذف ( لا تسيئوا الظن بهذه المفردة ) والتشهير ؛ ربما تنتظره عند اقرب جلسة ؛ بسواعد وجهود وخبرات الفطاحل الجهابذ من خبراء العدل والقانون والقضاء …والتعويض هو من مليار دينار وانت صاعد
رحمك الله يا ابا الطيب المتنبي حين قلت للشعب العراقي وليس لسيف الدولة
وسوى الروم من خلف ظهرك روم فعلى اي الجانبين تميل ؟
ورحمك الله ايها الجواهري الكبير وانت تهدهد مهود الغافين وكأنك اليوم حي بيننا
نامي جياع الشعب نامي حرسَتـْكِ آلِهـة ُالــطـَّـعـام
نامي فانْ لم تـشــبـَعــي مِن يَقـْظـَّةٍ ؛ فـمِـنَ المـنام
نامي على زبد الوعود يداف في عسل الكـــــلام
[email protected]