22 نوفمبر، 2024 11:45 م
Search
Close this search box.

الانتخابات نشكر أم نكفر

الانتخابات نشكر أم نكفر

أربع سنوات عجاف مرت مغموسة ومنقوعة بنكهة التقشف المرة التي ذاق العراقيون ويلها وحلوها ومرها إن كان هناك حلاوة في مر حكامنا ، محفوفة بالدماء ومواكب الشهداء ومشاهد المدن المحترقة وتوقف الحياة الاقتصادية وشللها فلا مشاريع ولا تعيينات ولا خدمات مضاف لها الضرائب والاستقطاعات وقضم الرواتب وزيادة بالأسعار ولكن ما إن دخلت الانتخابات مرحلة الحسم حتى فتحت الابواب على مصراعيها وظهرت فجأة وعلى حين غرة مشاريع تبليط الشوارع وعمل المجاري وتقديم الخدمات وصب السبيس في الشوارع المنسية وظهرت الاموال المخبئة والتعيينات وجاء العفو عن الهاربين والمفصولين وصوت على مشاريع القوانين وكأن كل شيء كان ينتظر هذه الايام ليظهر الى العلن وينفجر على المواطن وملئت الجدران بلافتات الشكر والعرفان للسادة المسؤولين لتبليط الشوارع وتقديم الخدمات والعناية الكريمة من لدنهم الى الشعب المسكين الذي لا يدري أيشكر أم يكفر هذه النعمة التي لم تطل برأسها عليه الا في نهاية عمر هذه الحكومة سواءً الاتحادية أو المحلية ، تذكرت كلاماً لأحد البرلمانيين عندما سألته لماذا لم نرى منك حركة خلال الفترة الماضية لأداء واجبك ومسؤوليتك وأنت ممثل عن هذه الجماهير فقال لي إن العراقيين من طبيعتهم سريعي النسيان فاذا قدمت وعملت في السنوات الاولى فسأتعب و تخلص فلوسي ولن أجد ما أنفقه في السنوات الاخيرة وسينسى الناس ما قدمت ويأتي فلان وينفق بضعت ملايين ويحصد الاصوات وأنا أخرج من المولد بلا حمص ولا نبك ولا زبيب ، أذن ما حصل من تهاون وعدم تقديم الخدمات وتأجيل تنفيذ المشاريع وكل ما تقدم هو بالأساس بسبب الناخبين والجمهور العراقي الذي عرف السياسيين كيف يحل (براغيه ) ودرسوا طبيعة هذا المجتمع الفريد الذي يشاع عنه أنه سريع النسيان وذاكرته قصيرة العمر حتى أنه ينافس السمك في فقدان الذاكرة ولا يتذكر الا من يقدم له خدمات (تالي وكت )وإن كانت تافهة وقليلة ولا تغني أو تسمن وإن كان لا موقف له ولا تصريح ولا خدمة ولا عمل خلال اربع سنوات المهم من يأتي أخيراً أما من يعمل بأخلاص ويثابر ويتخذ المواقف المنقذة ويقف بوجه القرارات الجائرة وبوجه امتيازات البرلمانيين فكل هذا سيضيع وينسى ويلفه النسيان والكلام به من الهذيان فهل عرفتم من هو السبب بكل هذا الذي يمر بنا وهل هناك أمل بالتغيير والتجديد ما دمنا نسمح لمن يضحك علينا أن يستغفلنا وهو مطمئن (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) .

أحدث المقالات