26 نوفمبر، 2024 6:44 م
Search
Close this search box.

“إسرائيل اليوم” : على الولايات المتحدة مراجعة حساباتها في الشرق الأوسط !

“إسرائيل اليوم” : على الولايات المتحدة مراجعة حساباتها في الشرق الأوسط !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً للبروفيسور، “إيال زيسر”، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في “جامعة تل أبيب”, أكد فيه على أن إقالة وزيرة الخارجية، “ريكس تيلرسون”، وتعيين مدير وكالة الاستخبارات المركزية، “مايك بومبيو”، خلفاً له، تُعد فرصة جيدة لإدارة “دونالد ترامب” كي تعيد النظر في نهجها وسياساتها تجاه الشرق الأوسط.

إدارة “ترامب” والنهج الجديد..

أكد “زيسر” على ضرورة أن تُعيد واشنطن النظر في تحركاتها لتحقيق الأهداف الأميركية في المنطقة, وعلى رأسها إستعادة مكانة الولايات المتحدة ورد اعتبارها كقوة رائدة ومؤثرة، وكذلك إستعادة ثقة حلفائها مرة أخرى.

جدير بالذكر أن انتخاب “ترامب”؛ قبل أقل من عامين رئيساً للولايات المتحدة, قد استُقبل بحماس شديد من قبل أصدقاء واشنطن في أرجاء الشرق الأوسط, إذ كانوا يأملون في أن تسترد الولايات المتحدة عافيتها بعد ثماني سنوات، ظلت فيها إدارة “أوباما” تعاني من الفتور والإعراض من جانب أصدقائها.

ولقد تحققت توقعات كثيرة من الرئيس “ترامب”, حيث تجلت الروح الجديدة التي هبت من البيت الأبيض في إطلاق تصريحات حازمة، لكن تلك الروح ظهرت جلية عبر سلسلة من الإجراءات التي لم تجرؤ الإدارة السابقة حتى على تخيلها, إذ تم شن هجوم عسكري على النظام السوري؛ بعدما استخدم الأسلحة الكيماوية من جديد ضد شعبه؛ وتم تبني سياسة مختلفة تجاه إيران لدرجة التهديد بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع طهران؛ وأخيراً، تم الاعتراف بـ”القدس” عاصمة لإسرائيل, وهو ما يؤكد أن الرئيس “ترامب” لا يتقيد بالسياسة التقليدية، وأنما هو مستعد للتفكير والتصرف بأسلوب غير معهود.

قصور السياسة الأميركية..

غير أن التصريحات الحازمة للرئيس “ترامب”، وإجراءاته المحددة مهما كانت أهميتها، لم تتحول إلى سياسة إقليمية شاملة؛ ومن ثم إلى خطة عملية مدروسة, لا تقتصر على إتخاذ رد محدود لحدث ما، وإنما تُشكل منهجاً لخلق واقع إستراتيجي أكثر ملاءمة لواشنطن وحلفائها. حيث لا تزال الولايات المتحدة، بقيادة “ترامب”، تتخذ موقف المتفرج إزاء استمرار إيران في ترسيخ أقدامها وسيطرتها في أجزاء شاسعة من المنطقة. كما ظل الأميركيون يُطلقون العنان لروسيا لا سيما في سوريا، على أمل أن تفي موسكو بوعودها وتحترم تلك التفاهمات الغامضة التي تم التوصل إليها فيما يتعلق بالحفاظ على المصالح الأميركية, بل وحتى الإسرائيلية والأردنية.

واشنطن وضرورة التصدي لإيران..

يضيف “زيسر” أن أحداً لا ينتظر من الولايات المتحدة أن ترسل قواتها للقتال في سوريا أو للسعي لإنهاء تلك الحرب. ولكن إذا كانت الولايات المتحدة تعتبر نفسها دولة عُظمى وقوة رائدة في المنطقة، فعليها أن تمنع إيران من استغلال الأحداث في سوريا لترسيخ تواجدها هناك وكذلك في والعراق, ثم تشكل لاحقاً تهديداً لكل من إسرائيل والأردن والمملكة العربية السعودية.

ويشير الكاتب الإسرائيلي إلى أن هناك إجراء، كان يمكن للأميركيين إتخاذه ضد إيران. فمن المعروف أن شحنات الأسلحة من إيران إلى “حزب الله” – والتي تُصر إسرائيل على استهدافها – وكذلك القوات العسكرية الإيرانية والميليشيات الشيعية التي ترسلها طهران إلى الأراضي السورية, تمر جميعها عبر المجال الجوي للعراق التي لواشنطن بها تواجد عسكري ولا تزال بها طائرات أميركية لإنقاذ العراقيين من تنظيم (داعش).

فما أسهل أن تقوم واشنطن بإغلاق المجال الجوي العراقي أمام طهران؛ التي تريد الوصول إلى شواطئ البحر المتوسط، وبذلك تقص جناحيها وتوجه رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بالسيطرة على الشرق الأوسط. وهي رسالة لا تتضمن خوض مواجهة عسكرية مباشرة أو إرسال قوات إلى المنطقة.

واشنطن ستدفع الثمن..

مع ذلك، فإن إجراء كهذا لن يكون مفيداً إلا إذا أتى ضمن سياسة أكثر منهجية وشمولية، لإتخاذ خطوات ميدانية ملموسة ومدروسة ومتواصلة. والهدف من ذلك هو الرد على التآمر والتغلغل والتمدد الإيراني في جميع أرجاء الشرق الأوسط، فضلاً عن كبح البرنامج النووي ومشروع الصواريخ الإيرانيين.

وبدون ذلك ستبقى الولايات المتحدة لاعباً ضعيفاً ومتعثراً، بل ستصبح خلف روسيا وإيران في تشكيل خريطة المنطقة. ولسوف تدفع واشنطن ثمن ضعفها أمام روسيا في مناطق أخرى من العالم. لكن الأسوأ من ذلك، أن الأميركيين قد يجدوا أنفسهم في مواجهة تهديد إيراني خطير، يمكن تلافيه الآن بجهد قليل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة