المقدمة :
موضوع هذا البحث لقي الكثير من السجال الفكري وتناولوه العلماء بقدر كبير من الجدل والنقد والأخذ والرد ، بين مؤكد بان القرأن موجود منذ الأزل ، على أعتبار أن القرآن كلام الله ، منه بدأ وإليه يَعود ، والذي تبنى هذا المعتقد الأمام أحمد بن حنبل (*1) ، وبين مؤيد بأن القرأن مخلوق ، وعلى أنّ القرآن هو كلام الله عز وجل مخلوق له عز وجل وليس بقديم ، وأنه صفة غير قائمة بذاته ، وقد أكد هذا النهج فكر فرقة المعتزلة (*2) ..
وبحثي المختصر يلقي بعضا من الأضاءات على هذه المفاصل ، مبتدأءا بمحور أزلية القرأن ، محور خلق القرأن ، محور موقف أئمة أهل البيت ، قراأتي الخاصة للموضوع ثم خاتمة للبحث .
المحور الأول – أزلية القرأن :
في هذا المحور سنتكلم عن أزلية القرأن ، والذي تبناه الحنابلة ، وأئمامهم أحمد بن حنبل ، ومؤيدي هذا المحور كفروا مخالفيهم ، وقد جاء في موقع صيد الفوائد / عن مقال لعبد الرحمن بن عبد الله السحيم – عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض ، نقل بتصرف التالي (( القرآن كلام الله ، منه بدأ وإليه يَعود ، تكلّم به ربنا على الحقيقة . وقد سَمّى الله القرآن ( كلام الله ) فقال : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ) ) . وأخبر سبحانه أنه أنزل القرآن ، وأنه نزّله تنْزِيلا ، فمن ذلك قوله : ( وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً ) . وقوله : ( وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ) إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على تنْزيل القرآن من لدن حكيم خبير . ومن قال : إن القرآن مخلوق فهو كافر ، وقد أجمع سلف الأمة على ذلك ، وعلى أن القرآن كلام الله ، ولم يُعرف القول بِخلق القرآن إلا لما نشأت البِدَع وظهرت الْمُبتَدِعة .ولم يَقُل به أحد إلا بعد أن تُرجِمت كُتب الفلسفة وكُتُب اليونان ونحوها .وإنما قالت المعتزلة بموجب هذا القول لأنهم أعمَلوا العقل فوق مَنْزِلته ! وحينما حكّموا العقل على نصوص الوحيين .قال الإمام أحمد : والقرآن كلام الله ، تكلّم به ، ليس بمخلوق ، ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ، ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يَقُل ليس بمخلوق ، فهو أخبث من قول الأول ، ومن زعم أن ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي ، ومن لم يُكفّر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم .وروى ابن جرير الطبري في صريح السنة من طريق معاوية بن عمار الدهني قال : قلت لجعفر بن محمد : إنهم يسألون عن القرآن مخلوق أو خالق ؟ فقال : إنه ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله . وروى من طريق ابن عيينة قال : سمعت عمرو بن دينار يقول : أدركت مشايخنا منذ سبعين سنة يقولون : القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود .وقال البيهقي في الاعتقاد : وروينا عن محمد بن سعيد بن سابق أنه قال : سألت أبا يوسف ، فقلت : أكان أبو حنيفة يقول القرآن مخلوق ؟ فقال : معاذ الله ، ولا أنا أقوله . وروى الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة من طريق أبي الحسن إدريس بن عبد الكريم قال : أرسل رجل من أهل خراسان إلى أبي ثور إبراهيم بن خالد بكتاب يسأله – وفيه وسألت الصلاة خلف من يقول القرآن مخلوق ، فهذا كافر بِقَولِه لا يُصلَّى خلفه ، وذلك أن القرآن كلام الله ، ولا اختلاف فيه بين أهل العلم ، ومن قال كلام الله مخلوق فقد كفر ، وزعم أن الله حَدَثَ فيه شيء لم يكن . وروى أيضا من طريق أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال : سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدِّين ، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار ، وما يعتقدان من ذلك فقالا : أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعِراقاً وشاماً ويَمَناً ، فكان من مذهبهم :والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته .. والمرجئة والمبتدعة ضلال ، والقدرية المبتدعة ضلال ، فمن أنكر منهم أن الله لا يعلم ما لم يكن قبل أن يكون فهو كافر ، وأن الجهمية كفار ، وأن الرافضة رفضوا الإسلام والخوارج مراق ، ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن فَهِم فهو كافر ، ومن شكّ في كلام الله فوقف شاكاً فيه يقول : لا أدري مخلوق أو غير مخلوق فهو جهمي . )).
المحور الثاني – القرأن مخلوق :
وتعتبر المعتزلة أشد خصوم الحنابلة في مسألة خلق القرآن ، وهم وإنْ قالوا بخلق القرآن ، ولكنهم لم يكفروا مخالفيهم ، وقد جاء في موقع / شبكة الشيعة العالمية ، نقل بتصرف التالي (( .. واقتصروا المعتزلة على اعتبار الفكرة فكرة خاطئة وغير صحيحة ، وأنّ الفهم الصحيح للتوحيد يتناقض معها . ولا بأس بأنْ نعرض بشكل موجز ما ذهب إليه المعتزلة في مسألة خلق القرآن الكريم بالرجوع إلى ما دونه القاضي عبد الجبّار المعتزلي ، وما كتبه هو أهم ما لدينا من مصنفات المعتزلة في بيان معتقداتهم ، أولاً : حقيقة الكلام : يذهب المعتزلة إلى أنّ الكلام على وجه الحقيقة ليس له إلا معنى واحد وهو الحروف المنتظمة الدالة على معنى التي تصدر للتعبير عما يراد إفهامه .. ثانياً : في معنى كون المتكلم متكلماً : وقد ذهب المعتزلة إلى أنّ المتكلم يكون متكلماً إذا فعل الكلام ولو لم يكن قائماً به ، فلو فعل الكلام فهو متكلم وإنْ قام الكلام بغيره ، وليس كل وصف يلزم أنْ يكون قائما في الموصوف ، فالضارب صفة ولكن قائماً في غير الضارب وإنما في المضروب وإنْ صدر من الضارب ، وكذا المنعم ، فصفة النعمة صادرة من الباري وليست قائمة به ، وهكذا الكلام أيضاً ، وعلى هذا الأساس ذهبوا إلى أنّ الكلام صفة من صفات الباري غير أنه ليس قائماً بذاته ، بل يخلقه ويجعله قائماً في مخلوقاته ، يقول القاضي عبد الجبّار المعتزلي : اعلم أنّ المتكلم عندنا هو فاعل الكلام ، وإنما نعرف أنّ هذه حقيقة بمثل ما نعرف في شيء من أسماء الفاعلين أنه يُفيد فعلاً من الأفعال ، وهذا نحو الضارب والكاسر والمنعم وغيرها .. ثالثاً : في معنى الكلام الإلهي : ذهب المعتزلة كما ظهر مما تقدم أنّ الكلام من صفات الفعل وليس من صفات الذات ، وأنّ معنى كون الباري متكلماً أنه تبارك فاعل الكلام وخالقه وإنّ لم يكن قائماً بذاته تبارك ، يقول القاضي عبد الجبار المعتزلي : باب في أنه تعالى متكلم بمثل هذا الكلام ، وأنّ ذلك يصح فيه .. رابعاً : خلق القرآن الكريم : اتفقت كلمة المعتزلة على أنّ القرآن الكريم وهو كلام الله مخلوق له عز وجل وليس بقديم ، وأنه صفة غير قائمة بذاته كما هو الحال بالنسبة للنعمة ، فهو منعم باعتبار صدور النعمة منه ، ونعمه عز وجل كلها حادثة ومخلوقة له ، وكذلك كلامه تعالى وإنْ كان قد صدر منه ولكنه حادث ومخلوق له تبارك ، يقول القاضي عبد الجبار المعتزلي في المحيط بالتكليف : وقد أطلق مشايخنا كلهم في القرآن أنه مخلوق .. )) .
المحور الثالث / موقف أئمة أهل البيت :
أما موقف أهل البيت فهو مبتعد عن المحورين السابقين تماما ، لأنه يرى القضية سياسية أكثر منها فكرية أو معتقدية ، فقد جاء في موقع www.aqaed.com / مركز الأبحاث العقائدية ، حول موقف الشيعة ، ما يلي : (( .. لذا فقد أريقت دماء لقضية ليس لها أثرها العلمي والديني بحال ، فخلق القرآن وعدم خلقه لا يعني إلاّ لعبة سياسية مقيتة ليس لها آثارها على المجتمع الإسلامي ، وبذلك فان أهل البيت يعرفون دوافع هذه القضية فأمروا شيعتهم بتجنب هذه المزالق السياسية صوناً لحياتهم الشريفة ، وبالمقابل فان أهل البيت رفضوا الدخول في هذه اللعبة السياسية التي ترجع عوائدها إلى النظام لا غير . لذا فإن الإمام الرضا تدارك هذه القضية حينما سئل عن القرآن أهو مخلوق أم لا فقال : لا أقول فيه إلاّ أنه كتاب الله ــ هذا مضمون حديثه ــ وبذلك تجد أن الإمام قد اجتنب الدخول في هذه اللعبة السياسية التي أريقت بسببها دماء دونها طائل .نعم ، ان الأئمة أكدوا على قضايا حيوية مثل البداء والأمر بين الأمرين وغيرهما من القضايا الإسلامية الحيوية ، في حين تجنّب الأئمة إقحام أنفسهم وشيعتهم بقضايا لم تجد لها أي تأثير على المستويين العلمي والعقائدي .. )) .
القراءة : أولا – أن أجماع الأمة يؤكد على وجود أسباب لنزول الأيات ، فقد جاء في موقع نداء الأيمان / كتاب أسباب النزول
للواحدي (*3) التالي (( وهو كتاب يبحث في علم من علوم القرآن الكريم وهو علم أسباب النزول حيث إن للكثير من الآيات القرآنية وقائع نزلت فيها ، وقد أورد فيه المصنف ما يزيد على 470 حادثة وواقعة نزلت فيها الآيات القرآنية مرتبا لها على حسب سور القرآن ، كل ذلك يورده بالإسناد إلى الصحابة الذين يروون هذه الأسباب ، وهو من أهم الكتب في هذا الباب .. )) ، وهذا توكيد على أن الأيات نزلت بزمن معين وبتوقيت محدد لواقعة أو حادثة أو فعل أو ظرف خاص ، وهي تتعلق عامة أما بالحياة الأسرية لزوجات الرسول أو ترتبط بوقائع الغزوات او حوادث ووقائع تتطلبت من الرسول أتخاذ موقف محدد ، وغيرها الكثير خلال بعثة الرسول ، مما يؤكد بان القرأن مخلوق ، نزلت أياته في خلال فترة نزول الوحي التي تقدر ب23 سنة من حياة الرسول ، (( .. فإن القرآن الكريم بدأ ينزل على النبي بعد مبعثه ، واستمر ينزل إلى أن اكتمل قبل وفاته ، وهذه المدة – أعني ما بين مبعثه وموته – تقدر بثلاث وعشرين سنة .. / نقل بتصرف من أسلام ويب )) لأسباب محددة ، منها ما ذكر في أعلاه . ثانيا – وهذا دليل على أن الأيات ، لم تكن مخزنة باللوح المحفوظ ، بل أنها أنزلت وفق المناسبة أو الأمر الذي تتطلبته الواقعة أو الحدث .
ثالثا – يعتبر الكثير من العلماء ، أن عدم خلق القرأن وأعتباره موجودا منذ الأزل هو أمرا ” مقدسا ! ” فقد جاء في موقع الأسلام سؤال وجواب ، التالي (( .. لا حرج في وصف القرآن الكريم بأنه مقدس ؛ لأن التقديس هاهنا بمعنى التطهير ، والقُدْس فيِ كَلاَم العَرَب الطَّهَارَةُ. قَالَ الأَزهري رحمه الله : ” القُدُّوس – من أسماء الله – : الطَاهِرُ المُنَزَّه عَنِ العُيوب والنَّقائص ” . والتَقْدِيس : التَّطْهِير . وتَقَدَّس أَي تطهَّر .راجع : ” لسان العرب ” (6/168- 169) . وقال ابن جرير رحمه الله :” التقديس هو التطهير والتعظيم .. )) ، ولي رأي في مسألة القداسة ، أولا أن كلمة مُقدَّس ، تعني وفق ما جاء في قاموس المعاني ، (( .. أن مقدس اسم مفعول من قدَّسَ / قدَّسَ . شيء مبارك يبعث في النّفس احترامًا وهيبة . و الأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ ، الأَرْضُ الْمُبَارَكَةُ المائدة آية 21 ( يَا قَوْمِ اُدْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ ( : أَيْ أَرْضَ فِلَسْطِينَ )) ، ولا أرى أن القداسة لأيات القرأن من أرتباط لمخلوقية القرأن من عدمه ، لأن الكلمة برأي تكتسب القداسة عندما تتحول الى فعل ، وهذا الفعل لو كان ساميا نبيلا رفيعا ، لأعتبرت كلماته / أيته ، مقدسة ، وهذا لا ينطبق على جميع أيات القرأن ، فمثلا الأية التالية ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 29 سورة التوبة ) ، فلا أرى كلماتها مقدسة ، لأن فعلها غير نبيل ، حيث أن جملة عَن ” يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ” تعني ” عن يد وهم حقيرون وذليلون !! ” وهي لا تعبر عن فعل نبيل ، بل هي حراكا غير أنسانيا وذليلا لأهل الذمة .
رابعا – الأشكال المعقد والذي يستدعي الوقوف عنده هو ” ممارسة التكفير ” لمن يعارض الحنابلة في تبنيهم بأن القرأن أزلي ، حيث يعتبرون كلا من ” .. المرجئة والمبتدعة ضلال ، والقدرية المبتدعة ضلال ، فمن أنكر منهم أن الله عز وجل لا يعلم ما لم يكن قبل أن يكون فهو كافر ، وأن الجهمية كفار ، وأن الرافضة رفضوا الإسلام ، والخوارج مراق ، ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن فَهِم فهو كافر .. ” ، وهذا أمر جلل عند أئمة المسلمين الذين يكفرون كل معارض ومخالف لهم ! مبتعدين عن أصول النقاش والجدال والمحادثة ، وغير أبهين بالنص القرأني القائل ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ / 125 سورة النحل ) .
الختام : 1. شخصيا رأي يتفق أو يتوافق مع المعتزلة ، كمدرسة فكرية فلسفية ، الذين يؤمنون بأن فعل الخلق حادث أي مخلوق وليس قديم / لم يكن موجودا ثم وجد ، أي أن القرأن لم يكن ثم كان ، ولم يكون له وجود أزلي سابق ، لأن الكلمة عند المعتزلة صفة فعل وليس صفة للذات / أي قديمة ، لأنها مرتبطة بالذات ، لهذا المعتزلة يؤكدون بأن الأفعال حادثة / أي لم تكن موجودة ثم وجدت ، ومن هذا المنطلق يعتبرون بأن القرأن مخلوق وليس أزلي . 2. أن قضية خلق القرأن من عدمه لها جوانب سياسية وسلطوية ، قد يجوز أن يكون ظاهرها عقائدي ولكن باطنها غير ذلك ! ، وأكبر دليل على ذلك ” محنة الأمام أحمد بن حنبل ” ، حيث أن الخليفة المأمون أعتقد برأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن ، وقد توعد المأمون بقتل الإمام أحمد / الذي يؤمن بعدم خلق القرأن .. وفي خلافة المعتصم ، الذي امتحن الإمام ، وتمّ تعرض بن حنبل للضرب بين يديه .. وبعد ذلك ظل الإمام محبوساً طيلة ثمانية وعشرين شهراً . ولما تولى الخلافة الواثق ، وهو أبو جعفر هارون بن المعتصم ، أمر الإمام أن يختفي ، فاختفى ، وحين وصل المتوكّل ابن الواثق إلى السلطة ، خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد بخلق القرآن .. خلاصة أن تغير الحكام / الخلفاء ، وتبدل السلطات ، لا تغير الرجال والعلماء و الولاءأت فقط ، بل تعمل على تغير حتى المعتقدات !! .
——————————————————————————————
(*1) الإمام أحمد بن حنبل (780 ـ 855 م) هو أحمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني المزوزي ولد في بغداد وتنقّل بين الحجاز واليمن ودمشق . سمع من كبار المحدثين ونال قسطاً وافراً من العلم والمعرفة ، حتى قال فيه الإمام الشافعي : ” خرجت من بغداد فما خلّفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقَهَ من ابن حنبل ” . فهو إذن ، إمام أئمة الإسلام . وعن إبراهيم الحربي ، قال : ” رأيت أحمد ابن حنبل ، فرأيت كأنّ الله جمع له علم الأوّلين والآخرين من كل صنف يقول ما يشاء ويمسك عمّا يشاء” . ولم يكن ابن حنبل يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس من أمر الدنيا . مذهبه مذهب ابن حنبل من أكثر المذاهب السنية محافظة على النصوص وابتعاداً عن الرأي ، لذا تمسّك بالنص القرآني ثم بالبيّنة ثم بإجماع الصحابة ، ولم يقبل بالقياس إلا في حالات نادرة … / نقل من أكثر من مصدر وبتصرف ، مركزا على الموقع التالي khayma.com/sohel/tareekh/tareekh13.htm
(*2) المعتزلة فرقة كلامية ظهرت في بداية القرن الثاني الهجري (80 هـ – 131 هـ) في البصرة ( أواخر العصر الأموي ) ، وقد ازدهرت في العصر العباسي . اعتمد المعتزلة على العقل في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل ، وقالوا بأنّ العقل والفطرة السليمة قادران على تمييز الحلال من الحرام بشكل تلقائي . ويرجع رؤية العلماء للأعتزال لسببين : 1. سبب ديني : فالاعتزال حدث بسبب اختلاف في بعض الأحكام الدينية كالحكم على مرتكب الكبيرة . ويستند المؤيدين لهذه النظرية إلى الرواية الشائعة في اعتزال واصل بن عطاء عن شيخه الحسن البصري في مجلسه العلمي في الحكم على مرتكب الكبيرة ، وكان الحكم أنه مؤمن فاسق . وتقول الرواية إن واصل بن عطاء لم ترقه هذه العبارة ، وبسبب هذه الإجابة اعتزل وكوّن لنفسه حلقة دراسية . وفق ما يفهم ويقال حين ذاك إن الحسن البصري أطلق عبارة ( اعْتزِلنا واصل ) . 2 . سبب سياسي : حيث يعتقد بعض العلماء أن الداعي لظهور هذه الفرقة ظرف حضاري أو تاريخي لأن الإسلام ، عند نهاية القرن الأول ، كان قد توسع ودخلت أمم عديدة وشعوب كثيرة فيه ، ودخلت معها ثقافات مختلفة ، ودخلت الفلسفة ، ولم يعد المنهج النصي التقليدي النقلي يفي حاجات المسلمين العقلية في جدالهم . والمنهج الذي يصلح لذلك هو المنهج الطبيعي العقلي ، والذي سيصبح أهم المذاهب الكلامية من الناحية الخالصة ، فهو أكثر المذاهب إغرقًا وتعلقًا بالمذهب العقلاني . نقل بتصرف من الموقع التالي www.maaber.org/philosophy/mutazila.htm .
(*3) الواحدي : علي بن أحمد بن محمد بن علي بن متويه الواحدي ، أبو الحسن ، مفسر ، عالم بالأدب ، نعته الذهبي بإمام علماء التأويل . كان من أولاد التجار أصله من ساوة (بين الري وهمذان) توفي بنيسابور سنة (468هـ) .