الانتخابات العراقية تشكل اهمية قصوى للادارة الاميركية، ومنذ خمسة عشر عاما كان لواشنطن حضور فاعل وداعم لديمومة الديمقراطية العراقية وان كان البعض يرى ان هذا الحضور يمثل عاملا سلبيا يؤثر على الخارطة السياسية العراقية، لكن اليوم وبعد خمسة عشر عاما كيف تنظر الولايات المتحدة للوضع العراقي المستقبلي وما هو شكل العراق الذي تسعى الى دعمه وكيف نستطيع تحديد ملامح السياسة الخارجية الاميركية ازاء المرشحين للانتخابات العراقية المقبلة؟
فلسفة السياسة الاميركية تتغير مع تغير المعطيات الدولية خاصة وان قواعد العمل الدبلوماسي الاميركي تغيرت في عهد الرئيس دونالد ترامب، فباتت تغريدة واحدة لترامب على تويتر قادرة على تغيير وجه العالم، فتويتر سلخ قواعد العمل السياسية والبروتكولات الدبلوماسية خاصة وان معظم التغريدات المنشروة عبر موقع تويتر هي صادقة وغير مزيفة لصعوبة ذلك.
ومن خلال متابعتي الشخصية لما ينشر عبر موقع تويتر وكيف يتعامل المسؤولون الاميركان مع التغريدات لاسيما التي تصدر من شخصيات عراقية اكتشفت ان دائرة اهتمام الادارة الاميركية بالانتخابات العراقية تغيرت بشكل كبير ولم تعد الشخصيات الساسية المعروفة تستقطب الاهتمام الاميركي بقدر ما للوجوه الجديدة من تأثير، فقبل ايام كتب احد المرشحين للانتخابات التشريعية مبادئ حملته وهي التمسك بوحدة العراق وشعبه ونبذ كل اشكال الطائفية والاعتزاز بالهوية الوطنية العراقية ووضعها في المرتبة الاولى واحترام الدستور العراقي والالتزام بمبادئه، ونشرها على صفحته الخاصة بتويتر وبعد اقل من ساعة على نشرها اعطى الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعجابا للتغريدة، والامر الذي يلفت الانتباه ان المرشح اسمه رحيم عليوي الساعدي وهذا الاسم لا يشكل علامة فارقة في السياسة العراقية مقارنة بالاسماء الثقيلة والمعروفة كما انه شخصية غير معروفة وليس له تجربة سياسية سابقة وبعد البحث عن خلفيته السياسية اكتشفت انه مرشح مستقل ضمن ائتلاف دولة القانون وهو دكتوراه في اللغة العربية وشاعر، فما هو الشيء الذي تضمنته تغريدته حتى يعجب بها ترامب او حتى العاملين على موقعه في تويتر، فهل نظرة السياسة الاميركية تتجه نحو متابعة المرشحين الجدد او ان المبادئ التي طرحها المرشح هي التي تعكس التوجه الاميركي الجديد في العراق.
اعتقد ان اعجاب ترامب بتغريدة مرشح عراقي غير معروف تمثل خطوة مهمة تحسب للمرشح نفسه الذي استطاع بطريقة ذكية ان يلخص مبادئه بقضايا تهم العراقيين والعالم باسره، فالجميع ينبذون الطائفية ويحترمون الهوية الوطنية العراقية ويؤكدون على الالتزام بالدستور الذي يعد الفسحة القانونية التي يتحرك بموجبها العراقيون، وهو ما يشكل مؤشرا جيدا يبعث الامل ان المرحلة المقبلة ستشهد دخول دماء شابة جديدة الى قبة البرلمان وكذلك يؤشر الى ان السياسة الاميركية في العراق تتجه صوب ثلاثة قضايا( نبذ الطائفية واحترام الهوية العراقية والالتزام بالدستور).