3 نوفمبر، 2024 12:30 ص
Search
Close this search box.

مع القانون والعود في مؤسسات إسرائيل الرسمية

مع القانون والعود في مؤسسات إسرائيل الرسمية

حضرت مراسم تكريم يهود شرقيين على مساهمتهم للتاريخ والتراث اليهودي اليمني والمصري والليبي وهذه هي السنة الثانية على التوالي التي خصص فيها مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جوائز لهذا المشروع الذي دفعت به الوزيرة جيلا جمليئيل، اليمنية الاصل، وزيرة المساواة الإجتماعية. واكثر ما استقطب نظري ان حفل الاستقبال الذي جرى في وزارة الخارجية الإسرائيلية كان مطعما بالعزف الشرقي بحضور عازفين احدهما على القانون والثاني على العود اطربا الحضور بمقاطع موسيقية عربية كلاسيكية فيما ظل البيانو الذي يتمتع بحضور دائم في القاعة يتيما.
وبالرغم من ان الإهتمام بتراث يهود الدول العربية بات من المشاريع الهامة في السنوات الأخيرة وترصد له الميزانيات، لكن ليس باقل أهمية في نظري تربع الموسيقى العربية على عرش المين ستريم في إسرائيل بل وفي معاقل المؤسسات الحكومية التي كانت حكرا على الموسيقى الغربية.
توجهت بعد هذا الحفل الى الجامعة العبرية في اورشليم القدس لحضور يوم دراسي في ذكرى البروفسور الراحل شموئيل موريه الذي خلف ميراثا من البحث في الشعر والأدب العربي الحديث، ما ترجم منه الى عدة لغات بضمنها اللغة الصينية. شاءت الصدفة ان اصل في فاصل الموسيقى وقت الظهيرة حيث التقيت عازفين متألقين من اليهود المتدينين احدهما على القانون والثاني على الدف من اصول مغربية قاما بعزف مقطوعات موسيقية عراقية شعبية وموشحات دينية يهودية . وروى احدهما اريئيل كوهين وهو المدير الفني للفرقة الموسيقية العربية “فرقة النور” ان صالح الكويتي كان يبدأ مع الفرقة الموسيقية بموشحات دينية يهودية قبل ان يعزف مقطوعات موسيقية غنائية باللغة العربية. كما اثرى الحضور عند عزف مقال لامي باللقاء التاريخي الذي تم بين الكويتي ومحمد عبد الوهاب في بغداد في مطلع الثلاثينيات، عندما تعرف الأخير على هذا المقام لأول مرة من صالح الكويتي! واستمر الفاصل ساعة كاملة بدلا من نصف الساعة وسط تشجيع الحضور بضمنهم باحثون من الشباب الإسرائيلي.
شعرت بغبطة عميقة بل باحساس بالرضى وأنا ارى ثمرة مجهود متواصل كان لي فيه حصة متواضعة عندما اقمت جمعية لتطوير الموسيقى العراقية “قانون” بعد سقوط صدام حسين عام 2003 في منحى في حياة العراق وحياتي. شكلت حينذاك فرقة سميتها “سدارة” وقمت بادارتها وتقديم العروض للجمهور الإسرائيلي بغية تثقيفه مع نبذة عن مساهمة الموسيقيين اليهود في الموسيقى العراقية المعاصرة. وانضم الى هذا المشوار الممثل القدير رحمه الله اريه الياس قريب عازف العود البير الياس وخريج معهد الفنون الجميلة كما اعتقد ليطرز العرض بحجايات عراقية ثرية ببراءة الطفولة التي مر بها واستهوت الحضور.
انطلقت عائدة الى منزلي وامنية عارمة تلازمني في أن تتوافق يوما السياسة بين إسرائيل والدول العربية مثلما نجحت الموسيقى في الجسر بين العالمين.

* صحفية وناشطة في المجتمع المدني في إسرائيل وداعية سلام من أصول عراقية .

https://www.facebook.com/2015center/videos/10214711120148400/

أحدث المقالات