هناك جملة مخاطر ومخاوف تراود المتابعين للشأن العراقي من تدخلات مباشرة وغير مباشرة ، في مستقبل الانتخابات العراقية ، لكن تأثير الوسائل ( التكنو الكترونية) يبقى هي الأخطر في تدخلات كل من إيران وروسيا والولايات المتحدة ودول إقليمية أخرى، ومن أبرز معالم تلك التدخلات الخطيرة في الانتخابات العراقية مايلي :
1.إن إحدى مخاطر التدخل الايراني هو التدخل (التكنو الكتروني) ، حيث تمتلك ايران قدرات تكنولوجية كبيرة ، من خلال شبكات الانترنيت وشبكات الاتصال في العراق ، أما تدخلها المباشر سيكون عبر الجهات الموالية لها في التحالف الوطني، وهي تؤثر بشكل كبير على عموم قوى التحالف الوطني بدون استثناء ، ولها اليد الطولى في التحكم بالشأن العراقي ، ولهذا سيكون تدخلها التكنوالكتروني/ الآيديلوجي ، بشكل يكمل احدهما الآخر في توافق، يؤدي بالنتيجة الى خدمة صناع القرار الايراني في ان يكون بمقدوره فرض شخصيات وقوى مؤثرة في التحالف الوطني، ليكون رئيس الوزراء الوزراء المقبل حصيلة التدخل الايراني، حتى وان كان بتوافق مع الولايات المتحدة في خاتمة المطاف!!
2. ان التدخل ( التكوالكتروني) الروسي هو الأخطر ، كونه يتناغم في كثير من اهدافه مع التوجهات الايرانية التي لها ميل كبير مع التوجهات الروسية، وتأمل طهران ان تتدخل موسكو بكل ثقلها وقدراتها التكنوالكترونية (الخارقة) في مستقبل الانتخابات العراقية، وبخاصة ان لروسيا تجارب اختراق خطيرة سابقة في الانتخابات الامريكية، وهي من أسهمت بفوز ترامب في نهاية المطاف، وقصة التدخل الروسي (التكنو الكتروني) في الانتخابات الامريكية معروفة للجميع، وأدت الى طرد مئات الدبلوماسيين الروس من واشنطن ، وازمة كادت تؤدي بالعلاقات بين واشطن وموسكو الى حدود القطيعة، لولا محاولات ترامب للتخفيف من تبعات هذا التدخل او لنقل محاولة نفي وجود هذا التدخل ، بالرغم من ان المخابرات الامريكية لديها دلائل قوية على تدخل روسي عن بعد عن طريق الاقمار الصناعية ، لإزاحة المرشحة كلينتون ، وهي أي المخابرات الروسية ، هي من غيرت النتائج بشكل فرض المرشح ترامب كرئيس للويات المتحدة ، وهو يعرف ان التدخل التقني الروسي كان وراء فوزه، ولهذا عمل على تلافي اية أزمات تحدث بين الطرفين، ويكون التدخل الروسي في النتيجة يخدم توجهات ايران في ان حلفائها سيكون لهم قصب السبق وان رئيس الوزراء العراقي المرتقب هو من توافق ايران على ترشحه للمنصب، سواء كان العبادي او غيره، ومن يظهر موالاته لايران في خاتمة المطاف. سيكون هو الفائز لامحالة..ويظهر ان ايران تروج لفوز هادي العامري وجماعة الحشد الشعبي ، وتشاركها روسيا التوجهات والامال نفسها ، ليكون العراق حليفا مستقبليا لايران وروسيا ، ويعملان على ابعاده عن التأثير الأمريكي الخلجي العربي قدر الامكان!!
4.أما التأثير الأمريكي فلن يختلف في قوة تاثيره عن قوة ايران وروسيا وهي تعمل مع الاطراف العراقية التي تظهر استقلالية في القرار او عدم اظهار التبعية لايران وبخاصة في أطراف التحالف الوطني ، في ان يكون بمقدور واشنطن ان يكون المرشح لمنصب رئاسة الوزراء مواليا لأمريكا ، أو لنقل لايظهر عداء للولايات المتحدة وفق ما تريده ايران، ويكون التوافق الامريكي الايراني هو الحاضر في نهاية المطاف، حتى وان ضغطت واشنطن او طهران لأن يكون المرشح لرئاسة مجلس الوزراء في العراق هو الأقرب لها، او لايتعارض مع توجهاتها على أقل تقدير!!
5.أما تدخل كل من تركيا ودول الخليج فيأتي في مراحل لاحقة ، لكنه ليس بحجم التأثير الايراني الامريكي الروسي، لكن كل من تركيا والسعودية ودول الخليج وحتى مصر تسعى لأن يكون لتدخلها القدرة على فرض النفوذ لدى الاطراف السياسية العراقية الاقرب الى توجهاتها، وبخاصة تلك التي تناصب ايران العداء، وتود لو كان هناك تدخلا اقليميا يوازي حجم التدخل الايراني او يقلل من مخاطره على أقل تقدير.
6. وفي نهاية المطاف ، فأن إيران ستبقى هي الرابحة في كل الاحوال، بمساندة التدخل التكنوالكتروني الروسي القوي التأثير، وسيكون التأثير الامريكي في الدرجة الثانية والتدخلات الاقليمية الاخرى في مراحل لاحقة رابعة وخامسة وحتى عاشرة، والمهم لديها ان يكون لها وجود في العراق، بأي شكل من الاشكال، ويكون رئيس الوزراء القادم في جيبها، شاءت الولايات المتحدة أم أبت..ولهذا فأن يد ايران الطولى في العراق هي من تبقى المتحكمة لأمد طويل في مستقبل العراق!!