سمعت الْيَوْمَ تيريزا ماي رئيسة الوزارة البريطانية تقول ان بريطانيا تدافع عن مواطنيها وعن المقيمين في أراضيها مبررة حملتها العنيفة ضد روسيا بطرد ٢٣ دبلوماسي روسي بسبب تسميم جاسوس روسي يعمل لبريطانيا. الطالبة المصرية التي قُتِلَت قبل ايّام في نوتنغهام لم نسمع اي غضب غربي لاجلها رغم ان الجريمة وقعت في شوارع بريطانيا أيضا، بل دافعوا عن نوّع الجريمة وأنها ليست جريمة كراهية، بل جنائية رغم ان الاعتداء كان جماعيا وسجلته كاميرات حافلة لنقل الركاب ومع كل هذا لم تفعل الشرطة شيئا سوى اعتقال متهمة بريطانية وإطلق سراحها بعد ساعات لعدم كفاية الأدلة. ولم نرَ هذا الحماس من تيريزا ماي ولا من وزارتها ولا شرطتها ولا اعلامها الحر ولا كل جمعيات حقوق الانسان بل رأينا وسمعنا صمتاً ثم آذاننا. وهذا هو مكيال السياسة الغربية الحقيقي الذي يجعل من خونة اوطانهم ضحايا يندبون وتقام لأجلهم المراثي وتشن لأجلهم الحروب ومن أبرياء يجدون لنفع اوطانهم نفاية لا قيمة لهم.
للمعجبين بالغرب مقالي هذا وبه إشارة بل عبارة لعلهم ينتبهون مما يدبرون لنا من جديد في هذه الأيام وفِي غيرها المستقبلية. اما المعولين على دعم الغرب والآملين منه خيرا اقول عنهم سواء نبهتهم ام لم تنبه لا يؤمنون فقد خُتِمَ على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ا بصارهم غشاوة ولهم خزي وعار الان والتاريخ. فمن لم يفهم كل الذي حصل عندنا بسبب هذا الغرب الحر الديمقراطي لن تنفعه مقالة ولكنها حتما تنفع كل محب لوطنه وله ان يتذكر ان هؤلاء هم سبب كل خراب حصل وحل بِنَا فلا تصدقوا زيف كلامهم ولا وعودهم. فهي نفسها نفسها من قبل اكثر من قرن كانت لهم وعود كثيرة من ماكماهون للشريف حسين الذي مات في قبرص منفيا وكذلك كان لبلفور وعدا واحدا للصهيونية وتأملوا كم وعد اوفى به ماكماهون وكم وعد اوفى به بلفور وَذُرِّيَّتِهِ.