23 ديسمبر، 2024 10:03 م

المجلس الاعلى وتيار بدأنا … تحالف انتخابي ام ستراتيجي وطني

المجلس الاعلى وتيار بدأنا … تحالف انتخابي ام ستراتيجي وطني

ظاهرة لايمكن توصيفها ضمن الاطر السياسية بالمنهج الاستراتيجي كونها قد تبدو تكتيكية ومرحلية الا وهي ظاهرة التحالفات التي غالبا ماتسبق الانتخابات ، وحتى وهي في هذا الفهم يمكن ان تكون مقبولة ومبررة اذا ما حققت نتائج ايجابية ومفيدة وصادقة تنبع من المصلحة الشعبية والوطنية ، وبرزت على الساحة في الاونة الاخيرة عدة تحالفات لعل من ابرزها واهما هو تحالف المجلس الاسلامي الاعلى بقيادة سماحة السيد عمار الحكيم ، وتيار بدأنا بقيادة جواد البولاني وزير الداخلية السابق ، وهنا يمكن ان نطرح عدة اسئلة : اولا ماهي دواعي هذا التحالف؟ ، وثانيا مالذي سيقدمه من جديد على مستوى العمل السياسي؟ ، وثالثا كيف يمكن ان يخدم الشعب والوطن على صعيد المنجزات؟ ، هذه الاسئلة سنحاول الاجابة عليها وفق تصورات ودلالات التجربة السياسية التي فشلت في الكثير من انجازاتها ، ومن جانب اخر سنطرح رؤية منهجية لما يمكن ان تكون عليه مثل هذه التحالفات .
اذا ماتم تأشير نقاط الفشل في اي تجربة سياسية وبالاخص بعد مرور اكثر من تسع سنوات وهذا ماحصل في العراق فلا بأس ان تنطلق كيانات وتحالفات سياسية جديدة تتأسس على مرتكزات ايديولوجية وفكرية وثقافية نابعة ومتجانسة مع الواقع الاجتماعي والتأريخي متجاوزة اخطاء التجربة الماضية ومحصنة من كل الاختراقات السلوكية التي تبغي الربح والامتيازات على حساب المصلحة الشعبية والوطنية ، وهذا احد اهم اسباب فشل التجربة السياسية السابقة التي طغى عليها واستشرى من خلالها الفساد السياسي ليحولها الى تجربة تجارية سوقية اكثر منها سياسية  الامر الذي دفع بالشعب الى ان يكره السياسة واهل السياسة ويلعن ذلك اليوم الذي دفعهم للانتخاب ، هذا مضافا الى صعود الكثير من الشخصيات منابر العمل السياسي وهم جهلة وغير مؤهلين لافكريا وثقافيا فحسب ، بل وحتى سلوكيا وحضاريا ، وهذا مانلمسه من التصريحات الهزيلة والخطابات البدائية التي تنقصها الحكمة والتعقل والاتزان ، فكيف يمكن لشعب ان يثق بهكذا نمط من السياسيين الذين يزعمون انهم قادة وبناة ومفكرين ، وهم الذين ومن خلال كل ذلك من عقد الامور وأزموا الازمات وصعدوا الخلافات لانهم عاجزون عن ايجاد الحلول وتوفير الاجواء المناسبة للتوافقات والحوارات والتفاهمات ، وازاء ذلك يمكن ان تكون كل هذه المفردات دواعي اساسية لانطلاق التحالفات كي تغير جذريا تلك التوجهات المريضة والمضرة ، وان تسعى لاختيار الشخصيات المؤهلة والناضجة فكريا وثقافيا وحضاريا في محاولة جادة لاعادة العمل السياسي الى طريق الحق والصواب بعيدا عن المفاسد والتخاذل والضعف امام المغريات التي حتما سوف لن تدوم لأحد ، واعتقد ان حكمة واتزان واعتدال منهج سماحة السيد عمار الحكيم وكذلك تشخيصات وطروحات السيد البولاني وتوجهاته الوطنية يمكن ان تؤسس ثنائية وطنية عراقية حقيقية قادرة ان تحقق التغيير .
وفي معرض الاجابة على السؤال الثاني ماهو جديد هذا التحالف اقول طالما حددنا نقاط الفشل في التجربة السياسية السابقة والحالية ، فلابد ان تكون الانطلاقة مبنية على اساس التحصن من ان يصاب هذا التحالف بفايروسات التجربة الماضية ، وان يعد برنامجا يكتب من خلال شخصيات لها تجربتها المتأصلة في العمل السياسي والفكري والثقافي ولها بناء شخصي وطني منتميا للعراق وحب واحترام شعبه ، على ان تشمل فقرات هذا البرنامج وتعالج كل حيثيات واركان المجتمع والدولة في حدود النظر والتطلع الى الكيفيات المتاحة لمعالجة كل الاشكالات التي لم تسطع كل الحكومات السابقة معالجتها بعد فهم وادراك اسباب عدم المعالجات ، جانب اخر اساسي ومهم في العمل السياسي المنظم والمفيد ، الا وهو الابتعاد عن المحابات والمجاملات والانتماءات في تصعيد هذا الشخص او ذاك الى مواقع المسؤولية الا من خلال كفائته وقدرته وتجربته ونزاهته ، لأن الاخفاق في ذلك او اغفال هذا الجانب هو بمثابة الخطأ التأريخي الجسيم بحق الوطن والشعب والحق والحقيقة ، فلا نريد بعد اليوم هزالة سياسية انما نطمح ونسعى لتحقيق العفة السياسية التي تنصف الجميع وتمنحهم حقهم قبل انصاف الذات والذاتية ، ومن ثم التداخل والتفاعل مع الشعب من منطلق كون هذا الشعب هو الرصيد الحقيقي والفعلي للعمل السياسي ، اذ لا معنى لعمل سياسي دون احترام كينونة الشعب واستحقاقاته ، وهنا لا اعتقد ان السيد الحكيم او البولاني يختلفان معي في هذه الافكار وهما من عبرا عن كل ذلك في العديد من التصريحات والخطب التي اشارت وحددت معنى القيمة الوطنية العراقية التي نريد ان يناصرها ويدافع عتها بقوة بل ويحميها بكل قدراته تحالف المجلس مع بدأنا .
واخيرا للاجابة على سؤال كيف يمكن ان يخدم التحالف الوطن والشعب ؟ فتلك هي قضية التحالف ، اذ لامجال بعد الان للفشل في اي تجربة سياسية ، اما النجاح او ترك العمل السياسي لجيل قادم وأن كان سيطول الزمن لانبثاق هذا الجيل الا انه الامر الحتمي الوحيد الذي يمكن ان يحمل الامل ، ولكن لابأس من التذكير من ان ذمم الوطن والشعب هي في اعناق من يقود العمل السياسي او من انخرط في هذا العمل ، وأذا كانت المرحلة السابقة وللاسف قد اخفقت في تحمل المسؤلية بل واتجهت بها الى حافات الانهيار والتشرذم ، اقول ان ثمة أمل متبقي لابد لتحالف المجلس وبدأنا ان يتفهما ويدركا معنى وقيمة هذا المتبقي من الامل ، للارتقاء به وحمله على الاكتاف بأتجاه تحويله الى حقيقة يمكن ان تبث وتطلق ثقة الشعب مجددا لكي يقف مناصرا ومساندا ومعاضدا مسيرة هذا التحالف بعد ان يضع امامه اهدافا سترتيجية لايحيد عنها تتمثل بوضع محددات وثوابت في التعامل الجدي مع كل اساءات التجربة السياسية والتي تمثلت ببروز ظواهر مقيتة وبغيضة منها المحاصصة والتهميش والاقصاء والطائفية والفساد وتغليب الجانب السياسي والانتمائي على حساب الكفاءة والقدرة والنزاهة مما ادى كل ذلك الى استلاب حق المواطنة والترهل الوظيفي وسوء الاداء والاغتناء على حساب المال العام مال الشعب والفقراء الذين اصبحوا بفعل كل هذه الظروف طبقة كبيرة شكلت نسبة عالية في السلم الاجتماعي الذي كان يطمح بالخير الذي غيبته اساليب الجشع والسحت الحرام ، ولم يعد الاستخفاف بالشعب وقيمه بعد الان ممكنا ، لأن الشعب يريد ولابد ان تحترم هذه الارادة بل لابد ان يكون كل قادة العراق من سياسيين الى مسؤولين الى موظفين بمثابة خدم للعراق والعراقيين والا فالحدود مفتوحة امام من يتخاذل او يخون .
السيد عمار الحكيم …. رسالة اهل العراق تقول مرحبا بكم وسنكون الى جانبكم اذا اوفيتم الامانة وكنتم لها كم عهدناكم قيادة شبابية حكيمة واتزان عقلاني مفعم بحب الوطن والشعب .
جواد البولاني …. ذات الرسالة موجهة لكم فأنت صديق الفقراء وكنت ومازلت مستغرقا بهم الوطن والشعب اليوم امامك فرصة الامل وليكن المسعى نحو التغيير الذي يسعد ويرضي الوطن والشعب .