27 نوفمبر، 2024 1:11 ص
Search
Close this search box.

التذبذب يحكم الحاضر .. مستقبل “حزب العمال” في كردستان العراق !

التذبذب يحكم الحاضر .. مستقبل “حزب العمال” في كردستان العراق !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

ظهر “حزب العمال الكردستاني”، (PartiyaKarkerênKurdistanê)، في تركيا عام 1984؛ بزعامة “عبدالله أوجلان”، كميليشيا مسلحة يسارية انفصالية تنشط في مجال الحقوق الثقافية والسياسية للأكراد. ولم تنحصر تلكم الأنشطة داخل نطاق الحدود التركية فقط، إذ كان السعي لإقامة “دولة كردستان” ذاتية الحكم جزءً من أهدافهم.

ودخل الحزب، كما تقول “مریم خالقي نژاد”؛ في مساعيها لإستشراف مستقبل “حزب العمال” في “كردستان العراق”؛ عبر مقالها الذي نشره (مركز دراسات السلام الدولي) الإيراني، في العام 1984 حرباً نظامية ضد الجيش التركي، ولكن بعد سنوات من المساعي العنيفة لم يحقق النتائج المرجوة، ليدخل الحزب بعدها جولة من المفاوضات مع الحكومة التركية عام 2012، انتهت بالتوقيع على اتفاقية مشتركة، ومن ثم ركن الحزب إلى الأساليب السلمية في تحقيق الهدف سابق الذكر.

يحظى بقوة عسكرية وسياسية فضلاً عن قوة القومية الكردية..

من منظور القوة العسكرية؛ يمتلك الحزب حوالي 7 آلاف مقاتل، ويحظى حالياً بقوة سياسية وعسكرية مناسبة، ويتمتع في معظم المناطق الكردية، لاسيما المناطق الحدودية، بقاعدة شعبية. وقد ترتب على وجود هذا الحزب في المنطقة عدداً من التبعات بالنسبة لدول المنطقة. لأن هذه الدول خاضت أزمات مشابهة نظراً لوجود قومية كردية على حدودها. وعليه حين تثور في المناطق الكردية بدول المنطقة تحركات تندرج تحت انتفاضة الأكراد، سوف تتدخل الأحزاب المختلفة، وبخاصة “العمال الكردستاني”، في الأزمة وتلعب دورها للسيطرة أو توسيع نطاق الأزمة. والنموذج البارز على شعور “حزب العمال” بالمسؤولية يمكن الإشارة إليه في الأنشطة داخل إقليم العراق.

ولم تعد نشاطات “العمال الكردستاني” سرية، بعد تشكيل منطقة حكم ذاتي في المناطق الكردية بالعراق. وقد وقعت “كردستان العراق”، منذ تأسيسها، تحت تأثير “العمال الكردستاني”. ويقع المقر الرئيس لـ”العمال الكردستاني” في “قنديل” بالمنطقة الجبلية المثلثة على الحدود (العراقية – الإيرانية – التركية)، وهي منطقة إستراتيجية وغير مستقرة، من ثم يبدو طبيعياً أن يكثف الحزب من نشاطاته في هذه المنطقة المأزومة؛ وبالتالي يقع الإقليم تحت تأثير عمليات ونشاطات “حزب العمال الكردستاني”. لكن الموقع المكاني والتشابه العرقي ليس وحده عامل تقوية أنشطة هذه الحزب في كردستان.

تذبذب العلاقة بين الحزب والإقليم..

إستناداً للتجارب التاريخية والأوضاع داخل “إقليم كردستان العراق”، فقد تابعنا تدخل “حزب العمال” في أزمات الإقليم المختلفة. ورغم العلاقات المناسبة مؤخراً، كانت علاقات “العمال الكردستاني” مع الإقليم مذبذبة، على سبيل المثال فقد رفض الحزب علاقات “مسعود البارزاني” مع الحكومة التركية، وغير موقفه من دعم “إقليم كردستان” وهدد بإعلان الحرب.

ورغم كل التحديات يبدو الإقليم منفتحاً على “حزب العمال الكردستاني”، والنموذج الأبرز على ذلك هو تأثير ودور الحزب مؤخراً في الأزمات المختلفة بـ”إقليم كردستان العراق”. فقد كان “حزب العمال” حاضراً في الصراع بين “الحزب الديمقراطي الكردستاني” و”الاتحاد الوطني الكردستاني”، وأعلن دعم “الاتحاد الوطني” وشرع بتنفيذ عمليات ضد الجيش التركي كنوع من دعم “الاتحاد الوطني”.

ومن جملة نشاطات الحزب في “كردستان العراق”، السعي إلى تشكيل مجلس محلي في “قنديل” على الحدود (العراقية – التركية)؛ يعمل بموجب قوانين “كردستان العراق” بغرض تنمية وإعمار المنطقة. لكن شهد “إقليم كردستان” أزمة مهمة ساهمت في تهيئة المجال أمام المزيد من نشاط “حزب العمال”، هي الاستفتاء على انفصال الإقليم عن العراق، حيث تخطت نشاطات “العمال الكردستاني” النطاق القانوني وصولاً إلى التدخل في الشأن العراقي الداخلي.

وقد أعلن “مجلس الأمن الوطني العراقي” إستياءه للعمليات الكردية خارج حدود “كردستان العراق” وطلب إلى “حزب العمال” بيان مسألة توطين العناصرالمسلحة في المدن العراقية مثل “كركوك”، كما كشفت وسائل الإعلام عن إحتمالات تدخل القوات العراقية في مدينة “كركوك”؛ كرد فعل على تحركات عناصر “حزب العمال” في “جبال قنديل” بإتجاه “كركوك”.

ومن خلال الوقائع الموجودة؛ تؤكد، “مریم خالقي نژاد”، على أنه؛ وإن كان لـ”العمال الكردستاني” أهداف ومصالح في بعض مناطق الإقليم والتي تتعارض مع المصالح التي يتطلع إليها سياسيو الإقليم، لكن يبدو أن هذه المصالح الصغيرة تؤدي إلى خلافات عميقة بين “الحزب” و”الإقليم”.

وثمة عوامل داخلية في “إقليم كردستان” وأخرى خارجية إقليمية ودولية تتهدد مستقبل الحزب. فالعوامل الداخلية التي تؤثر على مستقبل “العمال الكردستاني”؛ تنحصر في المنافسة بين “الحزب الديمقراطي الكردستاني الاجتماعي” و”العمال الكردستاني” اليساري المتشدد، لا سيما في ضوء تحريك القوى الأجنبية لذلكم الخلاف. وتحل “تركيا” في المرتبة الثانية بعد (داعش) كأبرز التهديدات الإقليمية على مستقبل “العمال الكردستاني”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة