اخطر ماتمر به المرحلة الحرجة الان في العراق هي المناكفات والمماحكات والمنابازات بين الاقليم وحكومة المركز . هذا التصعيد من جانب الاكراد لايأتي من فراغ . فقد خططوا لهذا اليوم الموعود منذ عدة سنوات . مع العلم أن كردستان هي دولة . وعندهم علم ونشيد وبرلمان ودستور وجيش يملك اسلحة ثقيلة !!
ولكن أخطر مافي الموضوع أن الاقليم بدأ يتمدد على حساب حكومة المركز . وان حلم الدولة الكردية المستقلة بدأ الورقة الرابحة في يد مسعود البرزاني التي بدأ يدغدغ بها مشاعر الكرد القومية مما جعل أكثر التيارات المعارضة تصطف معه .
ولكن نسى أن هناك من يعارضه ولاينقاد الى اهوائه . بل ويرفض مايطبل له مسعود البرزاني في استعراض عضلاته للحرب القادمة بينه وبين حكومة المركز !
حلم مسعود البرزاني ومن يسير في فلكه أكبر مما يتصور القاريء . وليست كركوك فقط من تقف حجر عثرة في طريق الانفصال . وانما هناك مخطط أبعد من كركوك بكثير وبمساحات شاسعة في العراق وتركيا وسوريا وايران وأرمينيا وجورجيا . وتمتد بين قارتي اسيا واوروبا لتربط السلاسل الجبلية كلها في اطار كردي شامل . يجمع بين جبال زاكروس وأرارات وهضابها ووديانها !!
وأكثر من هذا ايضا فهي تمتد على شبكة نهرية لم يحسب لها أحد حساب . والتي سوف تقع بقبضة الدولة الكردية الجديدة والتي يحلم بها الاكراد بما يتيح لها التحكم بمنابع دجلة والفرات والكارون والوند وهوشياري والزاب الاعلى والاسفل والكرخة والسويب الى أضخم السدود والنواظم المشيدة في هضبة الاناضول التركية !!
وهي لاتزحف باتجاه العراق وتركيا وسوريا وانما باتجاه ايران ايضا لتقضم من مدنها وحقولها بحدود 20 مدينة وحقل ومن ثم تبدأ تقضم من تركيا 13 مدينة !!
والسؤال أي من الدول تقبل أوتسمح باقتطاع هذه المساحات الشاسعة من مدنها واراضيها وحقولها وانهارها ؟ واذا كانت هذه حقيقة فماذا نحن فاعلون ؟
المشكلة منذ سقوط نظام الدكتاتور في سنة 2003 وانشغال الحكومة العراقية بالاصطفافات والتخندقات الحزبية والصراعات الداخلية والارهاب كان هذا السيناريو قد اعد له اعداد جيد من قبل الاكراد ولم ينتبه القادة والسياسيين العراقيين الى هذا المخطط العدواني على حساب أبناء العراق وقد غفلت اغلب الكتل أن أكثر التفجيرات كانت بفعل الارهاب ولكنها لم تفكر ان الاكراد طرفا وعلى علم فيها !!
ونتيجة هذه الصراعات وابقاء حكومة المركز ضعيفة كان سبب ودافع قوي للاكراد بأن يصعدون من سقف مطالبهم في كل سنة . وايضا لم يستدرك القادة والسياسيين العراقيين هذه ( الوقاحة ) من الجانب الكردي الا اخيرا !!
كان الاكراد طيلة هذه السنوات يبنون كردستان حجارة حجارة ( ويعيرون ) حكومة المركز بانها عاجزة ومشلولة ولاتقدم للمواطن ماقدمت كردستان اضعاف المركز .
ولكن الاكراد نسوا أو تغابوا أن مافعلوه بالمركز وبقية المحافظات العراقية من ارهاب منظم حيث كانوا ولايزالون يرسلون مطاياهم المفخخة الى كل انحاء العراق بشكل مدروس ويحسب له الف حساب . وقد لايعلمون ان الحكومة العراقية تملك ملفات واعترافات بان ( كردستان ) مقر لعصابات القاعدة الارهابية !!
وعليهم أن يعرفوا أن كردستان هي مثلها مثل باقي مدن العراق وليس هناك استثناء ان لايشملها التفجير من قبل القاعدة ولكن لان البرزاني قد وقع معهم اتفاقية منعت عصابات القاعدة من القيام باي نشاطات تذكر في شمالنا الحبيب .
ويبدوا ان الحكومة العراقية رغم كل هذا تتعامل معهم بانهم شركاء بالوطن الواحد !
وهذا يبدوا لي غريبا وغير صحيح . ومازيارة مسعود البرزاني الاخيرة مع نجله الذي نصب نفسه جنرالا . وكما كان الذي يسمي نفسه ( بطل القادسية المقبور ) يزور قطعات الجيش كررها الان مسعود البرزاني بنفس الصيغة وأكثر .
بل ان الاكراد عبروا الخطوط الحمر عندما قامت عناصر من الاسايش ( البارحة ) والبيشمركه بالقيام بحملة كبيرة في جذب المتطوعين العرب والاكراد وتقديم كافة الاغراءات المادية والمعنوية للالتحاق بمعسكرات اعدت للمتطوعين ومن بعد تدريبهم لفترة قصيرة يتم ارسالهم الى ( جبهات القتال ) !!
هذا الاستفزاز من جانب مسعود البرزاني الذي أصدر قرارا مفاجيء يكشف فيه أن المناطق المتنازع عليها هي مناطق كردستانية خارج الاقليم تدل على عنجهية . ويبدوا ان هذه التخرصات وصلت الى مراحلها الاخيرة في الانفصال . وان هذا السيناريو قد رتب بليل في دهاليز اسرائيل وقطر والسعودية وتركيا !!
ومسعود البرزاني يقطف ثمار هذا الاسناد الخارجي بتحويل تلك الدول لحسابه ملايين الدولارات من اجل زعزعة الوضع في العراق . وقد بلغ حتى هذه اللحظة عن قيام 20 الف مسلح يتواجدون الان في مركز كركوك اضافة الى المنظمات الكردية التي يختفي فيها مدنيون ولكنهم ( عسكر ) وفي كل منظة لايقل عن 8 الآف مدني مسلح جاهز للانخراط في اي قتال مع المركز مقابل 650 دولار للمسلح !!
وتشير الاخبار الواردة من كركوك اليوم أن الموقف هناك ينذر بالخطر الشديد بحيث ارتفع تواجد عناصر الاسايش الى ضعفين عما كان في الامس في كل المقرات الكردية . وأن هناك حملة سرية وعلنية لفتح مقرات اخرى جديدة . وهناك حملة اعلامية بدأت عملها بارسال رسائل الى ضباط وجنود الفرقة 12 وبشكل متكرر وهي تحمل عنوان اس ام اس ( لاتكن عميلا للمالكي كن ضابط عراقيا كريما لاتطع التوجهات المذهبية والطائفية سوف تخوضون حربا خاسرة ضد شعبكم وتفقد اولادك وانت تحت رحمة انظارنا لن نرحمك _ صقور الكف الاسود ) !!!
هكذا هي اخلاقهم وافعالهم وتصرفاتهم الاستفزازية معنا . ولكنني اقول لهم سوف تندمون يوم لاينفع الندم . وان غدا لناضره قريب .