يشترك وزير المالية رافع العيساوي في مظاهرات ترفع العلم الكردي وعلم النظام السابق في محافظة الانبار … وهي المظاهرات التي تم تنظيمها مباشرة بعد عملية القاء القبض على حماياته بتهم تتعلق بالارهاب .. ورب سائل يسأل ، لماذا لم نسمع صوت العيساوي قبل هذه الحادثة …ام انها حجة للتغطية على التهم الموجهة ضد حماياته سواءا كان يعلم بها ام لم يعلم … و نسأل العيساوي ايضا : اي نوع من الاعلام يضع في مكتبه ؟ ام انه لايضع اي علم في مكتبه ؟ هل هو تخبط سياسي يقوم به المكون السني المشارك بقوة في العملية السياسية !! فهل يعقل ان يقوم وزراء ونواب القائمة العراقية بالمشاركة في مظاهرات ضد الحكومة التي يشتركون بها ويشكلون مكونا اساسيا فيها !! اسئلة وعلامات تعجب كثيرة يمكن ان تثار ردا على المهازل التي تحصل في العراق وابطالها وزراء القائمة العراقية ونوابها .
في الامس القريب وبعد سقوط النظام … كان التخبط السياسي واضحا ايضا على الخطاب السني بعد رفضهم المشاركة في العملية السياسية بحجة الاحتلال الاميركي ، ، وتبنيهم مشروع ( المقاومة الشريفة ) …. التي تمثلت في احتضان الارهاب والتحالف مع تنظيم القاعدة في المحافظات السنية …. ومن ثم تحولهم الى مشروعا جديدا هو ( الصحوة ) وانقلابهم على القاعدة والارهاب واخر المشاريع كانت انخراطهم في العملية السياسية وتقلدهم مناصب مهمة في الحكومات التي شاركوا فيها . واستمر مسلسل التخبط السياسي لديهم حتى وهم يشغلون مناصب مهمة في العملية السياسية سواءا كانوا وزراء او نوابا اومسؤولين بمناصب رفيعة ، وتمثل هذا التخبط في مشاركة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في عمليات ارهابية ضد ابناء شعبه ادين على اثرها وصدر حكما غيابيا ضده بالاعدام , وقيام النائب الدايني بتفجير مبنى البرلمان العراقي وهروبه خارج العراق…. وهناك امثلة كثيرة في هذا الصدد يعرفونها هم قبل غيرهم.
فاذا كانت هذه المظاهرات تهدف الى الاعتراض على سوء الخدمات او سوء المعاملة التي يتعرض لها السجناء او الفساد المستشري في دوائر الدولة او البطالة التي يعاني منها ابناء شعبنا او اي شيء اخر… نقول انها مسؤولية الحكومة المتمثلة بالوزراء وكبار موظفي الدولة ونواب البرلمان ومنهم وزارء القائمة العراقية والقوائم الاخرى … ولايتحمل ذلك لوحده رئيس الوزراء المالكي … لاننا نعيش اليوم حكومة شراكة وطنية وليس حكومة القائد الواحد والحزب الواحد …اما اذا كانت هذه التظاهرات تهدف الى تسجيل احتجاجا سياسيا … فيجب ان تكون هذه الاحتجاجات خالصة لصالح وحدة العراق وشعبه بعيدا عن التخندقات الطائفية ، وبعيدا عن الاضراربمصالح الشعب بكل مكوناته كقطع الطرقات الدولية العامة التي وجدت لخدمة المواطن .واخيرا نقول ان خروج التظاهرات في العراق الجديد هو حالة صحية تؤكد تمتع المواطن العراقي بالحياة الديمقراطية في ظل نظام ديمقراطي حرم منه العراقييون على مدى عقود طويلة في ظل الديكتاتورية المقيتة … ولكن نأمل ان يكون هدف التظاهرات هو الاصلاح خدمة للعراق وشعبه ، وليس من اجل التخندق الطائفي ومحاولة اعادة العراق الى ماقبل التاسع من نيسان عام 2003.