بلا شك العنوان فيه اجحاف كبير بحق شهيد المحراب، لكنها والله هي الساحة التي جعلت من علي (ع) ومعاوية في نفس الدائرة، والسبب انهما اشتركا في زمن سياسي واحد، فالحكيم وصدام عاشا في واحة سياسية واحدة، فأن تقارن شخصية شهيد المحراب بملعون فاسد، استباح الحرمات واستحل المكرمات، هي اساءة كبيرة بحق العدالة.
ما شدني لكتابة هذا النص، مقطع مقتضب لطاغية العراق وهو يتحدى السيد محمد باقر الحكيم (رض)، (خاف بذهنه باقر الحكيم عباله من يجي هنا العراقيين كلهم ينتخبوه، واذا يريد ارشح انه عن الشيعة فقط)، مع ما في المقطع من ثقة في استغفال الشعب، فيه علامات رعب باينة، مع ان المقارنة بكل اوجهها باطلةً، ولا تنسجم مع أيدولوجيات العدالة.
المقارنة شبيهة الى حد كبير بمقارنة علي (ع) مع معاوية، مع ان وجه المقارنة باطلاً، لكنها هي الامة التي مهدت لتلك المقارنات، لان السياسة جمعت بين الصلاح والطلاح فأوهمت عامة الناس.
الامة التي وقفت بوجه علي(ع)، الرجل الذي في كل لحظة من لحظات حياته هي في خدمة الاسلام، نفسها وقفت وبعد قرون من الدهر بوجه شهيد المحراب ونهجه، الرجل الذي طالماً تمنى ان تتشظى اوصاله لخدمة الاسلام والوطن، لتعود الامة وتقارنه بحفيد معاوية، والسبب للحادثتين واحد، هو ان التنافس السلبي جعل من اعلام مأجور يشوش الحقائق ويطمسها، بين فكي التيه المجتمعي.
بعد تحدي الطاغية للسيد الحكيم بعقدين من الزمن، ماذا حدث؟ من كسب الرهان؟ هل بر صدام بتحديه؟ ام غَلَبَ الحكيم؟ هل مازال الشعب يعلم ان الصلاة خلف علي اتم؟ ويذهب لاهثاً ليأكل من مأدبة صدام لأنها ادسم، ولعمري ان القوم ابناء القوم وصدام بتحديه كان غاسلاً لعقول اغلبية الشعب.
تسقيط منتظم يتعرض له نهج الحكيم، كما شوش على نهج علي (ع)، حتى شكت الامة (أ وعلياً يصلي)، جهات بعثية لازالت تقود تشويش ممنهج، تحاول حجب شمس الحق، لكنه الخلود يا سادة، وسَيَخلد الحكيم ومشروعه كخلود علي (ع)، رغم شتائمهم على منابر المسلمين لثمانون عاماً.
خلاصة القول: (كيف ما تكونوا يولى عليكم)، ساندنا صدام بتحديه فأنتجنا مافيات فساد، تولت على مقدراتنا، هجرنا الحكيم خلف ظهورنا ولم نتمسك به، وهذا التيه الذي نعيشه، عاشه الشيعة بعد مقتل علي (ع)، وهو في محراب صلاته متهجدا.
سلام