19 ديسمبر، 2024 12:02 ص

محمد باقر الحكيم … الطريق الى كربلاء

محمد باقر الحكيم … الطريق الى كربلاء

عندما يبدا الاخيار في العالم ؛ومتابعي الشأن السياسي ولوبياته ؛ بتقييم الوضع العراقي وما حصل في هذا البلد من تغيرات سياسية وانعطافات حادة في الوضع المجتمعي والسياسي العراقي؛ منذ الخمسينيات والى الان ؛فمن المنصف والحق ان لا يتجاوزا الشهيد محمد باقر الحكيم؛ فهو الطرف المهم في المعادلة العراقية والتي افضت هذه المعادلة الى تغيير نظام الحكم في العراق بعد اكثر من نصف قرن من النضال الطويل .
ابدى السيد محمد باقر الحكيم اهتماماً مبكراً بأحوال المسلمين وأوضاعهم، فكان من أوائل المؤسسين للحركة الإسلامية في العراق، وقد كرَّسَ جهده ووقته في مرجعية والده الإمام الحكيم فكان يقوم بالنشاطات الاجتماعية ويزور المدن ويلتقي بالجماهير ويمارس دوره في التبليغ والتوعية، وتحمل مسؤولية البعثة الدينية لوالده الإمام الحكيم إلى الحج ولمدة تسع سنوات حيث كان قد اسس هذه البعثة لاول مرة في تاريخ المرجعية الدينية في النجف الاشرف
مثّلَ والده الإمام الأكبر الفقيه المرجع السيد محسن الحكيم في عدد من النشاطات الدينية والرسمية، فقد حضر كممثل عن والده في المؤتمر الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة سنة 1965 م، وكذلك في المؤتمر الإسلامي المنعقد بعمّان بعد نكسة حزيران 1967 م..
وأثناء تصاعد المواجهة بين الإمام الحكيم وبين النظام الحاكم آنذاك في بغداد وخلو الساحة من أغلب المتصدين بسبب السجن والمطاردة لازم السيد الحكيم والده الإمام الحكيم وادار اعماله، حتى انتقل المرجع الأعلى إلى جوار ربّه الكريم في 1970. هاجر من العراق بعد وفاة آية الله السيد محمد باقر الصدر في أوائل شهر نيسان عام 1980 م، وذلك في تموز من السنة نفسها قبل أشهر من اندلاع الحرب العراقية الإيرانية. وعند وصوله مباشرة اسس افواج الجهاد التي عرفت فيما بعد ب( فيلق بدر) وكذلك تجمعا سياسيا ضم كل الاحزاب الشيعية تحت مظلة واحدة عرفت ب ( المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ) ومنذ ذلك الوقت بدا الشهيد محمد باقر الحكيم يعرف في العالم كقائد للحركة الاسلامية والتغييرية في العراق؛ واعترفت بقيادته الامم المتحدة ومنظمة العالم الاسلامي والجامعة العربية وغيرها من المنظمات العالمية .
اتسم خطابه بالحنكة ؛الوحدة ؛ العيش المشترك ؛ بناء الدولة العصرية والجماعة الصالحة ؛ السلم الاهلي ؛ فكان قريبا من الخطاب المحمدي الاصيل وخطاب جده الامام الحسين يوم كربلاء . يعد محمد باقر الحكيم من القادة الناضجين في العالم الاسلامي والعربي ؛ فهو يمتلك رؤية كبيرة للواقع المستقبلة للعراق فقد تنبا بما يحدث للعراق مستقبلا قبل الاحداث بسنوات طوال ؛ فكان قارئا جيدا لما بين الاسطر لمرحلة ما بعد صدام رغم انه لم يعش طويلا بعدها .
محمد باقر الحكيم كان يسلك طريقا كربلائيا في كل تعاملاته السياسية والعسكرية والاجتماعية والدينية ؛فقد قرر ان يأخذ هذا الطريق منهجا حركيا له ؛ فالمتتبع له ولحركته يجدها شرعية بامتياز وكذلك ذكية في نفس الوقت فهو لم يفاوض الظالم وقتل اخوانه واهله ؛ فصرخ كجده( الحسين هيهات منا الذلة )؛ وهي دليل النجاح والتوفيق الالهي له ولغيره ممن يسلكون هذا الطريق منهجا وقبلة .
نحن لا نريد ان نقيم الرجل ؛ فتقيمه الالهي كان سريعا كلمح البصر ؛ وهو رسالة لكل مريديه في العالم ؛ فقد جاء قرار الله السريع به وانصفه الباري بما اراد؛ فمنحه الشهادة كجده علي وعلى اعتاب علي فتناثر جسده الطاهر ولم يحوه قبر ولا كفن وبين ثنايا امير المؤمنين كانت الجائزة الكبرى ؛ فوفقه الله في داء كبير جدا لمحبيه (اللهم ارحم الاجساد التي تناثرت ولم يحوها قبر ولاكفن ) نعم انها عطايا كربلاء لا تمنح الا لمن يسير في طريق الطف ….وانصار كربلاء .