27 نوفمبر، 2024 9:32 ص
Search
Close this search box.

هدية للرياض أم ضربة لطهران ؟ .. أسباب ذبح “تيلرسون” من جسد “إدارة ترامب” !

هدية للرياض أم ضربة لطهران ؟ .. أسباب ذبح “تيلرسون” من جسد “إدارة ترامب” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

فاجأ الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الجميع في خبر عبر (تويتر) بإعلانه إقالة وزير خارجيته، “ريكس تيلرسون”، واستبداله بمدير الاستخبارات المركزية، “مايك بومبيو”، والذي حلت محله هو الآخر نائبته، “غينا هاسبل”.

وذكر “ترامب”، الثلاثاء 13 آذار/مارس 2018، أن قراره بإقالة وزير خارجيته، “ريكس تيلرسون”، تم إتخاذه دون مناقشة الأخير، مؤكداً أنه على خلافات معه بشأن الكثير من القضايا.

بسبب الاتفاق النووي..

قال “ترامب”: إن “الاتفاق النووي المبرم مع إيران سيء جداً، وكان تيلرسون لا يتفق معي حول ذلك”، موضحاً: “اختلفنا بشدة أنا وتيلرسون على قضايا كثيرة ولم أناقش معه قرار الإقالة”.

وأوضح “ترامب”: “كنا متفقين بشكل جيد، لكن اختلفنا حول بعض الأمور”، مضيفاً: “بالنسبة إلى الاتفاق، (النووي)، الإيراني اعتقد أنه رهيب، بينما اعتبره، (تيلرسون)، مقبولاً. وأردت إما إلغاءه أو القيام بأمر ما، بينما كان موقفه مختلفاً بعض الشيء، ولذلك لم نتفق في مواقفنا”.

طرد وكيل وزارة الخارجية..

علي إثر إقالة “تيلرسون”، قرر “ترامب” طرد أحد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية من وظيفته؛ بسبب تصريحاته حول إقالة وزير الخارجية، التي بدت متعارضة مع رواية البيت الأبيض. وصرح وكيل وزارة الخارجية المقال، “ستيف غولدشتاين”: “لقد كان عملي في الوزارة أعظم شرف في حياتي، وأنا ممتن للرئيس ولوزير الخارجية على هذه الفرصة، وأتطلع للحصول على فترة راحة”.

وكان “غولدشتاين” قد أفاد أن “تيلرسون” لم يتحدث إلى “ترامب” قبل إقالته، كما أنه “ليس على علم” بسبب هذا القرار. وقال؛ في سلسلة تغريدات: “الوزير لم يتحدث إلى الرئيس صباح الثلاثاء ولا يعلم سبب إقالته، إلا أنه ممتن لحصوله على فرصة للخدمة، ولا يزال يؤمن بقوة بأن الخدمة العامة هي أمر نبيل لا يندم عليه”، مضيفاً: “نتمنى للوزير المعين مايك بومبيو كل التوفيق”.

طلب منه التنحي الجمعة الماضي..

قال مسؤول كبير في البيت الأبيض؛ إن “ترامب” قد طلب من “تيلرسون” التنحي يوم الجمعة الماضي، لكنه لم يرد إعلان الأمر؛ بينما كان “تيلرسون” في جولة بإفريقيا. وجاء إعلان “ترامب” بعد ساعات قليلة فحسب من وصول “تيلرسون” لواشنطن بعد أن قطع جولته لإفريقيا.

وانضم “تيلرسون” إلى قائمة طويلة من كبار المسؤولين الذين، إما استقالوا أو أقيلوا، منذ تولي “ترامب” منصبه، في كانون ثان/يناير 2017. ومن بين هؤلاء؛ الخبير الإستراتيجي، “ستيف بانون”، ومستشار الأمن القومي، “مايكل فلين”، ومدير مكتب التحقيقات الاتحادي، “جيمس كومي”، وكبير موظفي البيت الأبيض، “رينس بيربوس”، ووزير الصحة، “توم برايس”، ومديرا الاتصالات، “هوب هيكس”، و”أنتوني سكاراموتشي”، والمستشار الاقتصادي، “غاري كوهن”، والمتحدث باسم البيت الأبيض، “شون سبايسر”.

هاجم الخارجية..

كان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد قال، في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، إنه “غير متأكد من بقاء وزير خارجيته ريكس تيلرسون في منصبه حتى نهاية ولايته الرئاسية”، وأنه “غير راض عن عدم تأييد بعض موظفي الوزارة لبرنامجه السياسي”.

وفي مقابلة مع شبكة (فوكس نيوز)؛ هاجم “ترامب” الوزارة تحت قيادة “تيلرسون”، قائلاً: “إنه، (الرئيس)، وحده من يحدد السياسة الخارجية الأميركية.. صاحب الشأن هو أنا. أنا الشخص الوحيد المهم”. وعندما سئل هل يخطط للإبقاء على “تيلرسون” لما تبقى له في فترته الرئاسية، قال: “حسناً.. سوف نرى.. لا أعرف”.

ووقعت خلافات أيضاً بين وزارة الخارجية والبيت الأبيض بشأن عدد من القضايا العالمية، ومنها التوتر المتزايد بشأن البرنامجين النوويين لإيران وكوريا الشمالية.

من جانبه، قال “تيلرسون”: “لم أتحدث إلى الرئيس ترمب، ولست على علم بسبب إقالتي”.

أراد تغيير فريقه قبل المفاوضات مع كوريا الشمالية..

في محاولة لتفسير وتبرير قرار “ترامب”، أفاد مسؤول أميركي كبير أن “ترمب” أراد تغيير فريقه قبل المفاوضات المرتقبة مع كوريا الشمالية.

وفي مطلع كانون أول/ديسمبر الماضي، نفى “تيلرسون”، التكهنات حول نية الرئيس “ترامب” إقالته قريباً من منصبه.

بدوره، أكد “ترمب” على إنه واثق من أن (بومبيو)؛ “هو الشخص المناسب لهذا المنصب في هذا المنعطف الحرج”.

يدافع عن إنجازاته..

في أول خطاب له بعد إقالته، قال “تيلرسون”، إنه سينقل صلاحياته اعتباراً من منتصف ليلة أمس، إلى نائبه، “جون سوليفان”، و”سوف أغادر مكتبي وأنهي مهام عملي في 31 آذار/مارس 2018″، متابعاً: “من خلال عملنا في الإدارة الأميركية تجاوزنا توقعات الجميع، وكأميركي أنا فخور بخدمة بلدي”.

ودافع “تيلرسون” عن سجله والإنجازات التي حققها خلال فترة تقلده لمنصبه؛ وبذل الجهود لجلب كوريا الشمالية لطاولة المفاوضات من خلال تطبيق أقصى حملات الضغط، ملقياً الضوء على الجهود المبذولة لدفع الأوضاع قدماً في ملف أفغانستان، بالإضافة إلى الجهود المبذولة فيما يتعلق بالحملة الدولية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو ما يُعرف بـ (داعش)، ودعم استقرار العراق.

وقد أثار التوقيت الذي اختاره “ترامب” لإقالة وزير خارجيته، “ريكس تيلرسون”، تساؤلات كثيرة بشأن قرار “ترامب” وتداعياته.

أسباب الإقالة..

فحول أسباب الإقالة، قالت شبكة (CNN)، في تقرير لها، إن العديد من الأسباب أدت لهذه الإقالة التي بدت مفاجئة للبعض، لكن الشائعات حولها كانت تدور في واشنطن منذ مدة، حيث اختلف “ترامب” في عدة نقاط مع وزيره؛ كان أبرزها: تقويض “ترامب” سلطة وزير خارجيته، “ريكس تيلرسون”، مراراً وتكراراً، ورفضه الإنصات إلى “تيلرسون” في التصديق على إمتثال إيران للاتفاق النووي، بل أصر على وصفه بأنه: “واحداً من أسوأ الأسوأ” بالنسبة للاتفاقات التي أجرتها الولايات المتحدة.

كما لم يمتثل “ترامب” لرغبة “تيلرسون” في دعم مبدأ الدفاع المشترك لـ (الناتو)، مع  تشديد “ترامب” على مواجهة كوريا الشمالية “بالنار والغضب”، ووصف زعيمها، “كيم جونغ-أون”، بـ”رجل الصواريخ الصغير”، في الوقت الذي حاول “تيلرسون” العمل بشكل دبلوماسي مع الدولة النووية.

هذا بالإضافة إلى تصريحات “تيلرسون” المناقضة لسياسات لـ”ترامب”، ففي “العنف” الذي جرى في “شارلوتسفيل”؛ قال الرئيس إن هناك لوماً على الطرفين، بينما قال الوزير: إن “الرئيس يتحدث عن نفسه”.

وبلغ توتر العلاقات بين الإثنين ذروته؛ عندما أعلنت (أن. بي. سي. نيوز) أن “تيلرسون” وصف “ترامب” بالـ”معتوه” في اجتماع للبنتاغون.

بسبب إتخاذه موقف مغاير في موضوع العميل المزدوج..

أما صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية فذكرت، حدثين أخيرين، قالت إنهما ربما عجلا بإقالة وزير الخارجية “ريكس تيلرسون”..

الحادثة الأخيرة، التي قالت (واشنطن بوست) إنها قد تكون الشعرة التي قصمت ظهر البعير، “تيلرسون”، كان إتخاذه موقفًا مغايرًا لموقف رئيسه، “ترامب”، في موضوع العميل المزدوج الذي استهدفته روسيا، الأسبوع الماضي، بسلاح كيماوي على الأراضي البريطانية.

“تيلرسون” أسرع بتحميل روسيا المسؤولية، بينما كان الرئيس “ترامب” يتمهل بانتظار إستجلاء الحقائق، خاصة بعد إنكار الرئاسة الروسية الاتهامات البريطانية.

وجاء موقف “تيلرسون” متسرعًا، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي، أن تسميم العميل المزدوج في بريطانيا: “يبدو وكأنه عمل روسي”.

أزمة قطر..

يشار إلى أن موضوع إقالة “تيلرسون” من الخارجية الأميركية ليس جديدًا على الوسط الواشنطوني؛ فقد طرح، في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، على خلفية ما وصفه “ترامب”، وبعض مستشاريه بأنه فشل لـ”تيلرسون” في عدة ملفات دولية، بينها: “أزمة قطر”؛ حيث إتخذ موقفًا ممالئًا بشكل مكشوف للدوحة، فُهم في حينه بأنه مصالح شخصية؛ كونه خدم طويلًا في شركة (إكسون موبيل)، التي توصف بأنها “الراعي الرسمي” لقطر ومصالحهما المشتركة في الغاز والنفط.

ولكن أكثر التحليلات إثارة للتكهنات والمتابعة في تفسير فجائية إقالة الرئيس لوزير خارجيته، المحسوب على قطر، هو التسريبة الشائعة في واشنطن عن دور خاص لـ”تيلرسون” في الجهود التي بذلتها قطر خلال الأسابيع الماضية من أجل الإطاحة بصهر الرئيس، “غاريد كوشنر”، بتشييع أنه يخلط المصالح العامة بالخاصة في عمله الرسمي، والزعم أن قطر لديها معلومات تدين “كوشنر” بذلك، وهي معلومات نفاها محامو “كوشنر”.

كان ينحاز لرؤية صهره «كوشنر»..

موقع (ديلي بيست) الأميركي نشر، صباح الثلاثاء، تقريرًا أظهر فيه أن وزير خارجية قطر ووزير دفاعها عمما في زيارتهما الأخيرة المشتركة لواشنطن، معلومات وصلت من عدة طرق غير مباشرة إلى المحقق الفيدرالي، الذي يتولى ملف التحقيق مع “كوشنر” في موضوع “الملف الروسي”، وشبهات التدخل في الانتخابات الأميركية.

وقد سرب الوفد القطري معلومات عممتها شركات العلاقات العامة، التي تعمل مع الدوحة، تزعم بأن الرئيس الأميركي في موقفه من الأزمة القطرية واتهامه للدوحة برعاية الإرهاب والتطرف، كان ينحاز لرؤية وقناعات صهره “كوشنر”.

مغامرة قطرية للدخول على خط الرئاسة الأميركية..

أشار (ديلي بيست) إلى ما في هذا السلوك القطري من مغامرة الدخول على خط القضايا الأميركية المتصلة  بالرئاسة والكونغرس والأجهزة الأمنية، كذلك توسعت كبريات الصحف والفضائيات في تعميم الإنطباعات بأن “قطر” هي التي ستكسر “كوشنر” وتخرجه من البيت الأبيض، بما تملكه من معلومات تزعم أنها لم تسلمها للمحقق الفيدرالي، لكنها نشرتها من خلال اللوبيات التي توظفها بمبالغ فلكية.

ولم تستبعد الأوساط الدبلوماسية، في واشنطن، أن يكون وزير الخارجية، “تيلرسون”، بصلاته الوثيقة مع القطريين، قد تورط هو الآخر في “اللعبة الجهنمية”، التي يقال إن قطر وقعت فيها وجعلت صديقها، “تيلرسون”، أول ضحاياها.

هدية لولي العهد السعودي..

المحللون يقولون إن إقالة “تيلرسون” لا يمكن فصلها، بأي حال من الأحوال، عن أجواء الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي إلى واشنطن، خاصة أن إدارة “ترامب” تدرك أن لا مجال للتفريط أكثر في السعودية، التي بدت معالم رؤيتها المستقبلية واضحة؛ ولا مكان فيها لأنصاف الحلول.

واعتبر مراقبون، أن “ترامب” لا يمكنه أن يقدم هدية لضيفه السعودي، وهو يستقبله في الـ 20 من الشهر الجاري في البيت الأبيض، أكثر من إزاحة “صديق قطر” المنحاز في أزمة؛ كان موقف “ترامب” منها صريحًا وواضحًا ويسير في فلك الدول الأربعة.

ويتماشى هذا الطرح مع ما طالب به، قبل أيام، كبير معلقي صحيفة (الواشنطن بوست) الأميركية، “توماس فريدمان”، في تعليقه على زيارة الأمير “بن سلمان” للندن، إذ وجه رسالة إفتراضية للرئيس “دونالد ترامب”، عرض فيها ما سماه “الأهمية الراجحة” للسعودية الجديدة في موازين القوة.

ونصح “فريدمان”، ترامب” صراحة بأن يستبدل وزير خارجيته، “تيلرسون”، بشخصية تحظى بثقة المملكة وتستطيع التعامل معها بكفاءة، وهو ما يبدو أن “ترامب” إستجاب له أخيرًا.

وفي حال صحت هذه الفرضية، وما ذهبت إليه التحليلات، فإن “السعودية” تكون قد ربحت رهانًا مهمًا في وقت فشلت فيه “الدوحة” في توريط صهر “ترامب”، وخسرت صديقها وموظفها السابق، “تيلرسون”.

يواصل التغريد خارج السرب..

يلفت خروج “تيلرسون” من “إدارة ترامب” الإنتباه من جديد إلى سيد البيت الأبيض، وقراراته المتقلبة، إذ هناك عٌرف أميركي في السياسة يقول، إن ولاية وزير الخارجية مقرونة بولاية الرئيس، وقد اعتاد الأميركيون على ذاك التقليد، بأن لكل رئيس وزيري خارجية واحد لكل مأمورية، وهو ما احترمه سلف ترامب، “أوباما”، مع “هيلاري كلينتون” و”جون كيري”، في حين واصل “ترامب” التغريد خارج السرب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة