مراجعة الدور الايراني في العراق بعد الاحتلال الامريکي للعراق، نجده أسوء دور و يعادي مصالح العراق و شعبه من ألفه الى يائه، ذلك إنه لم يجلب للعراق و شعبه إلا المآسي و المصائب و الدمار و حالات الاختلاف و الانقسام و التشرذم بين أبناء الشعب الواحد بسبب من نفخها المستمر في قرب الطائفية و دفعها للأوضاع بإتجاه المزيد من التأزم کي تصطاد في المياه العکرة کما فعلت و تفعل في لبنان و اليمن و سوريا و اليمن و البحرين و غيرها، وليس هنالك من شك بأن أکبر تهديد للسلام و الامن و الاستقرار في العراق هو النفوذ الايراني الذي يجير الاوضاع و الامور في العراق لصالح المخططات المشبوهة لطهران على حساب الشعب العراقي.
الحديث عن تجزئة العراق و تقسيمه و الذي يحذر منه القادة و المسٶولين الايرانيين و حتى يهددون بالويل و الثبور لم يبادر الى ذلك، لکنهم و بفعل سياساتهم و نهجهم الطائفي المتطرف الذي نشروه و ينشرونه في العراق على قدم و ساق قد جعل العراق مجزءا و منقسما على نفسه في الواقع، وکما نرى فإن کلامهم لايتطابق أبدا مع أفعالهم، وهم أحيانا أسوء حالا من المنافقين بأضعاف مضاعفة ذلك لأنهم في منتهى الوصولية و الانتهازية من أجل تحقيق أهداف نظامهم المشبوهة على حساب الشعب العراقي، وفعلا فإن وصف”تدخل نظام الملالي في إيران في العراق، أسوء من القنبلة مائة مرة”، کما قالت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي في عام 2013، ذلك أن مساوئ و أضرار هذا الدور السرطاني الخبيث يتجسد کمشاکل و أزمات عميقة في سائر أرجاء العراق.
تحديد الدور الايراني و تحجيمه في العراق بصورة خاصة، مهمة وطنية ملحة و عاجلة، ذلك إن هذا الدور المشبوه قد ألحق ضررا فادحا بالعراق على أکثر من صعيد مثلما إنه قد فعل نفس الشئ في الدول الاخرى التي تخضع لنفوذه، وإننا نميل الى القول بأن”الفوضى الخلاقة “، في المنطقة و التي تحدثت عنها وزيرة الخارجية الامريکية الاسبق کونداليزا رايس، يقوم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتنفيذه نيابة عن واشنطن، ولهذا فإن هکذا مشبوه و معادي لشعوب و بلدان المنطقة بکل وضوح لابد من عدم ترکه و شأنه و يجب إيجاد ثمة آلية فعالة لمواجهة نفوذه و إنهائه بأية صورة کانت وإن مثل هکذا آلية قد صارت ضرورية جدا و أکثر من مطلوبة من أجل المحافظة على الامن القومي العربي.