23 نوفمبر، 2024 2:11 ص
Search
Close this search box.

لَنا القصرُ وصدرُ المَجلِسِ والمُلْكُ العَضوضُ العَقيمُ دونَ العالَمينَ أو القبرُ

لَنا القصرُ وصدرُ المَجلِسِ والمُلْكُ العَضوضُ العَقيمُ دونَ العالَمينَ أو القبرُ

لَنا القصرُ وصدرُ المَجلِسِ والمُلْكُ العَضوضُ العَقيمُ دونَ العالَمينَ أو القبرُ وسائِر النّاس في صَفّ النَّعل (كيشوانيَّة!)، الاستحواذُ على السُّلطان في مَمالِك العرب المُسلمين وعلى السُّلطة في المَمالِك الجُّمهوريَّة (رئيس مصر المخلوع بثورتها الشَّعبيَّة “ مُبارك ” في مُذكرّاته يروي تجربته الفاشِلَة في توريث الحُكم لابنه “ جمال ”)، وبَسط الوسادَة لَنا عِبادَة حتى الشَّهادَة وعادَة كالقِلادَة في جيدِ الفتاة، “ إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ ” (سورَةُ يُوسُف 53)؛

سِبطُ الرَّسول ابن البتول الإمامُ «الحَسَن المُجتبى» المَسموم: أواخِر سَنة 35هـ 656م، اشتعلت الثورَة ضدّ الخليفة الثالث «عُثمان بن عفان»، فقُتل في دارَتِه، ليمضي أمير المُؤمنين أبُ الحَسَن الإمامُ الهُمامُ الخليفة الرّاشِد الرّابع «علي بن أبي طالِب» (عليهما السَّلام) حُكمه مُنشغِلاً في القضاء على الفِتنة الكُبرى، واُستشهد في العِراق غتيلَةً في شهر رمضان 40هـ 661م، آنَ كانَ الأُمويون بزعامَة «مُعاوية بن أبي سُفيان» استأثروا بحُكم الشّام. الحسن بن علي، الذي بُويع بالخِلافة بعد أبيه، وجدَ نفسه مُطالَباً بالتصدّي للاُوَميّين، فعمل من فوره على حشد أنصاره وشيعته، وحاولَ بكُلِّ جَهدِه واجتهادِه أن يستنهض هِمَمَ أهل العِراق. لكنه أدرك أنهم لن يُنصروه في معركته العَسيرَة، وما زاد صعوبة مَهمَّته أن الخوارج الذين انقلبوا على أبيه يوم معركة صفين، ناهضوه أيضاً وعمِلوا على التخلّصَ مِنه. ويُجمل الشَّيخ المُفيد (ت 413هـ)، في كتابه “ الإرشاد إلى مَعرفة حُجج الله على العِباد”، بتقريره: “فازدادت بصيرة الحَسَن عليه السَّلام بخذلان القوم له، وفساد نيّات المحكمة فيه بما أظهروه له مِن السَّب والتكفير واستحلال دَمه ونهب أمواله، ولم يبقَ معه مَن يأمن غوائله إلّا خاصَّة مِن شيعته وشيعة أبيه أمير المُؤمنين عليه السَّلام، وهم جماعة لا تقوم لأجناد الشّام”. تلكُم الظروف العصيبة، استغلها مُعاوية بن أبي سُفيان، فأرسلَ إلى الحَسَن يعرض عليه الصُّلح والهدنة، وأن يحقن دِماء المُسلمين بعد حرب، وقبلَ الحَسَن بالصُّلح، وقدم مُعاوية إلى الكوفة وبويع فيها خليفة بعد تنازل الحَسَن علناً، وعرف ذلك بـ”عام الجَّماعة”. ورغم أن الكثير من قادة المعسكر العلوي في تلك الأثناء قد لاموا الحَسَن، إلّا أنه أصرَّ على إتمامه، وفسر ذلك لبعض أصحابه بقوله: “إن مُعاوية نازعني حقاً هو لي دونه، فتركته لصالح الأُمَّة ودفعاً للفتنة”، حسبما ورد في كتاب “ الفصولُ المُهمة في مَعرفة الأئمَّة ” لابن صباغ المالكي (ت 855هـ). وتذكر عدد مِن مصادِر الشّيعة، بينها كِتاب “ بحار الأنوار ” للمجلسي (ت 1111هـ)، أن الاتفاق نصَّ صراحة على أن يكون الحَسَن بن علي خليفة مُعاوية. كانت ولاية الخليفة الأُموي الثاني يزيد بن مُعاوية بن أبي سُفيان، أصعب الفترات على المُسلمين. لم يتورع يزيد، الذي قضى في الحكم ثلاثة أعوام فقط، عن إرسال جيش كبير لقتل الحُسين بن علي وأهل بيته في كربلاء، وذبح الأنصار وأهل المدينة المُنورة في موقعة الحرّة، ورمي الكعبة بالمنجنيق لإجبار عبدالله بن الزُّبير على مُبايعته.

بعد وفاة يزيد عام 64هـ 684م، آل الحُكم إلى ابنه الوَحيد مُعاوية، الثاني، وصفه شمس الدِّين الذهبي (ت 748هـ) في كتابه سِيَر أعلام النبلاء، بقوله “كان شاباً ديناً خيراً مِن أبيه”. خيرٌ تحدث عنه الذهبي، وضح عندما رفض معاوية انتهاج سياسات أبيه وجدّه، فاعتزل الخلافة بعد أقلّ مِن شهرين مِن تولّي مقاليدها، وانصرفَ إلى العِبادَة. ويروي المسعودي (ت 356هـ)، في كتابه مُروج الذهب ومَعادِن الفضَّة، إن مُعاوية بن يزيد رفضَ تسمية خليفةً له، وردَّ على أقربائِه الأُمويين الذين طلبوا مِنه المَشورةَ والنُّصحَ، فقال لهم: “أتفوز بنو أُمية بحلاوَتِها وأبوءُ بوزرها وَمَنْعِها أهْلَها؟ كلا! إني لبريءٌ مِنها”.

أواسط القرن 5هـ 11م، ظهرت قوَّة الدَّولة المُرابطية الصّنهاجيَّة في المَغرب الأقصى استطاعت أن تتمدَّد بسرعة لتستحوذ مساحات مِن شَمالِيّ إفريقيا وعدوَة البحر المُتوسّط الأندلس. كان الفقيه عبدالله بن ياسين، الزَّعيم الرُّوحي للمُرابطين، قام بتعيين عدد مِن القادة الميدانيين لتلك الجَّماعة الفتية، وراعى في اختياره كون هؤلاء مُنحدرين مِن قبيلة لمتونة كُبرى وأقوى قبائل صنهاجة. نحو عام 450هـ 1058م، توفى يحيى بن عمر قائد المُرابطين، فقام ابن ياسين بتعيين أبو بكر بن عُمر اللّمتوني بدلاً مِنه، وبعد وقت قليل توفي المُرشد الرُّوحيّ للجَّماعة، لتجتمع القيادَة القبلية في شخص أبي بكر، الذي وَسَّع رقعة توسعاته على مناطق جديدة في المغرب الأقصى. وبعد بضع سنوات من القتال في الجَّنوب، رجع أبو بكر إلى عاصمة المُرابطين في مُرّاكش الحمراء، فوجد مُلك يُوسُف بن تاشفين بدعم من زوجته استفحل، ولمس تثاقل نائبه عن تسليم الحكم له، فعرف أبو بكر بأن ابن عمّه لن يتنازل عمّا في يده مِن سلطة. فآثر أن يتنازل عن الحكم بشكل سلمي دون أن يشعل الحرب بين المُرابطين. وبحسب ما ورد في كتاب الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى للشَّيخ أحمد بن خالد الناصري، فإن قائد المُرابطين لمّا لقيَ ابن تاشفين غُبّ رجوعه، خاطبه قائلاً: “إني قد وليتك هذا الأمر وإني مسؤول عنه فاتق الله في المسلمين وأعتقني وأعتق نفسك من النار ولا تضيع من أمور رعيتك شيئاً فإنك مسؤول عنه. والله يصلحك ويمدك ويوفقك للعمل الصالح والعدل في رعيتك وهو خليفتي عليك وعليهم”. ثم انطلق أبو بكر مرَّة أُخرى إلى الصّحراء العربيَّة الكُبرى، واستمر في حروبه التوسعيَّة جَنوباً، حتى قُتل في إحدى المعارك سنة 480هـ 1087م.

بعد دخول المغول بغداد سنة 656هـ 1258م، قُتل الخليفة العبّاسي المُستعصم بالله بأمر هولاكو، وبقيَ المُسلمون بدون خليفة حتى قام السُّلطان المملوكي الظاهر بيبرس باستقدام أحد أفراد البيت العبّاسي للقاهرة، ونصَّبه خليفة فيها. عام 921هـ 1516م، مع بوادر الحرب بين المماليك والعُثمانيين، الخليفة المُستمسِك بالله تنازل لابنه المُتوَكِّل على الله الثالث. سرعان ما اُجبر المُتوكل على الله على التحلّيَ بالتخلّيَ عن الخلافة بعد انتصار العُثمانيين في موقعة الرّيدانيَّة عام 922هـ 1517م. بحسب ابن إياس الحنفي في كتابه بدائع الزُّهور في وقائِع الدُّهور، فإن السُّلطان العُثماني سليم الأوَّل اقتاده معه إلى إسطنبول، وهناك تحوَّل لَقب الخلافة للعُثمانيين، ليصير سليم الأوَّل أوَّل الخُلفاء الأتراك بعد حديث: (الخِلافة في قُريش حصرا!). ويستمر ذلك اللَّقب لأحفادِه لما يزيد عن القرون الثلاثة، حتى إلغاء الخلافة بشكل رسمي على يد مُصطفى كمال أتاتورك عام 1924م. سنة 804هـ 1402م، وقع الصّدام في واقعة أنقرة بين تيمورلنك قائد المغول وبايزيد الأوَّل سلطان الأتراك العُثمانيين، حيث تعرَّض العُثمانيون لهزيمة ماحقة، وفقدوا أغلب أملاكهم في آسيا الصُّغرى. بعد وفاة بايزيد الأوَّل في أسر تيمورلنك، عمل ابنه محمد جلبي على لملمة شتات الصَّف العُثماني، فلم يتوفَّ سنة 1421م إلّا واستطاع استرجاع بعض الهيبة المفقودة لدولته، وترك بقية المَهمة لابنه مُراد الثاني. حسب ما يذكر محمد فريد بك في كتابه تاريخ الدَّولة العلية العُثمانيَّة، إن السُّلطان مُراد الثاني أُصيب بالحَزن، وانصرف عن شؤون الحُكم، فانكب على الصَّلاة والذكر وقراءة القرءان، لعله يجد سلوان فؤاده الكسير. وتنازل عن الحكم لابنه محمد الثاني الذي عُرف فيما بعد بالفاتح عقب استيلائه على القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية. بحسب ما ذكر فريد بك في كِتابه، فإن مراد اُضطرَّ إلى ترك عُزلته والعودَة لمُساعدة ابنه الصَّغير في الحُكم، في موقفين، الأوَّل عندما هاجم المجريون الحدود العُثمانية، وعندما حاول بعض قادة الجَّيش الإنكشاري عصيان السُّلطان محمد ذا الأربعة عشرَ ربيعاً.

https://kitabat.com/2018/03/14/اقتد-سعادة-سَفيرنا-العِراقي-العلوي-في/

https://www.youtube.com/watch?v=8NV9ubg8HkM

الرَّئيس الأسبق للقُطر العربيّ السُّوريّ (المُواطِن الأوَّل!) بديل لِمَنصِبه «شُكري القوَّتلي»، ثمَّ الرَّئيس لجُمهوريَّة السُّودان، «عبدالرَّحمن سُوار الذهب»، أندر اُنموذجي التحلّي بالتخلّي طوعاً لا كُرهاً عن السُّلطة في الوَطَن العربي في التاريخ الحديث.

أحدث المقالات

أحدث المقالات