انا استغرب اشد الاستغراب عندما يلوم الشعب الحكومة ويحملها مسؤولية ما يجري. وللتوضيح فاني لا اقصد بالحكومة مجلس الوزراء فقط “ولا زغرا بيه” .. بل اقصد وللانصاف ايضا مجموع الكتل والاحزاب والقوى والشخصيات التي شاركت بالعملية السياسية وصار لها مشاركات وامتدادات في الحكومة والبرلمان ومقترباتهما من هيئات مستقلة ومناصب عليا عسكرية ومدنية وسفارات وقنصليات.وقناعتي غير المتواضعة ان كل من شارك بالعملية السياسية كان له دور بشكل او باخر بـ “العملية اللغفية” او ماتسمى ظلما وجورا وافتراء وعدوانا من قبل اوساط الشعب بالفساد المالي والاداري. فالحكومة بتركيبتها المشار اليها تبحث منذ عشر سنوات عن حل . قسم من هذه السنوات عجاف كسنين يوسف وقسم اخر منها وهو القسم الاهم سنوات “لغاف” كسنين قارون. مع ذلك فان للشعب رؤية مختلفة دائما وهي الرؤية التي هي دائما لصالح الطبقة السياسية شاء الشعب ام ابى مع انه اثبت عبر التاريخ انه “لا من شاء ولا من ابى”.
فهذه الطبقة وان كانت متهمة برمتها من قبل الشعب بالفساد “وماسووا شي وخل يعوفون الكراسي وخل يسقطون جناسينا ونغادر” الا انها دائما قادرة على اللعب على اوتاره المعروفة وقلب ماتريد لصالحها لا لعمل شئ فيه فائدة بل لاستئناف سعيها المتمثل في البحث عن حل طبقا للمثل المشهور “اللي تتواعد بيه احسن من اللي تاكله” . لكن للانصاف ايضا لابد من القول ان الشعب العراقي موحد من زاخو الى الفاو ومن طريبيل حتى المنذرية عندما نفوز بهدف نظيف على الاردن او السعودية.حتى الان لا اعرف سببا مقنعا لهذه الوحدة الوطنية في حالات الفوز في لعبة كرة القدم. اما قصة زاخو والفاو فهذه اكذوبة اخرى من سلسلة اكاذيبنا الاجتماعية ولانمل من نرديدها حتى قبل ان تكون هناك على مستوى الجغرافية زاخو او فاو.
لكننا مع ذلك شعب مولع بترداد كل ما يوحي لنا بكمال اللغة حتى لو كان كل شئ لدينا ناقصا ومنقوصا “نصبتها حتى لايزعل صباح اللامي” وبامكان اي “زخة مطر” ان تفضحنا في غضون ساعات لو بقي المنخفض الجوي “نايم” على قلب “امانة بغداد”. الحكومة اذن ما مقصرة .. الا تبحث عن حل؟ شتسوي اكثر من هذا؟ الدستور ينرادله حل. المناطق المتنازع عليها تريد حلا. الصلاحيات بين الحكومة الاتحادية والاقليم بلا حل وتريد حلا. الصلاحيات بين الحكومة المركزية ومجالس المحافظات تريد حلا. المحاصصة تريد حلا. التوافقات تريد حلا. الفساد يريد حلا. الحقائب الامنية الشاغرة تريد حلا. المخبر السري يريد حلا . المعتقلون بموجب المادة 4 ارهاب يريدون حلا. الارهابيون يريدون حلا . ممثل الامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر يريد حلا. قانون المساءلة والعدالة يريد حلا. مجسر باب المعظم يريد حلا. خط زبلن يريد حلا. نوري المالكي يريد حلا. مسعود البارزاني يريد حلا. اسامة النجيفي يريد حلا. اياد علاوي يريد حلا. وانا ليس امامي سوى ان اتوجه الى معالي الذئب متسائلا..” ياذيب ليش تعوي حالك مثل حالي”.