أشهر مرت على طرد داعش من محافظة نينوى ووعود غير مبال بها من قبل مسؤوليها لاعادة البنية التحتية التي لم تبصر النور اصلا .بل عادت وتيرة عدم الاستقرار تزداد دلالاتها يوما بعد اخر خصوصا في مناطق غرب الموصل مما جعل غالبية النازحين يفضلون البقاء في مناطق نزوحهم خوفا على حياة عوائلهم ،واحساسهم بالغربة بدأ يأخذ طريقه للتأقلم..لذلك علينا ان نتجرد من مجاملاتنا للاخرين ونكون عمليين اكثر فلن نعيش مرتين.. سيما اننا قضينا عقودا من الزمن بين الرعب والخوف وحان الوقت لننفض هذا الغبار ..وكما ذكرت سابقا ان الانتخابات القادمة مهمة ومفصلية لتغيير حياتنا نحو الاحسن .
فمن حقّنا كمواطنين تركمان ان ننتقد السياسة التركمانية -المفقودة اصلا- لاننا اول المتضررين منها..فقد بادر عدد من اعضاء الهيئة التنفيذية للجبهة التركمانية العراقية والمرشحين لمجلس النواب القادم تقديم استقالاتهم من الجبهة التركمانية ليكونوا مرشحين مستقلين -الذين ارتقوا على اكتافها-بحجة ان هناك خطأ في اسم الكيان التركماني الذي استخدمته الجبهة لان رئيس القائمة التي انظموا اليها رفض قبول الجبهة التركمانية كحزب؟!! فكان الاجدر بهؤلاء الا يفرطوا بعضوية الجبهة تحت اي ظرف ان كانوا صادقين باخلاصهم لها.
رغم معرفتي بالسيد الصالحي وتاريخه النضالي السابق يستوقفني سؤال يستوجب طرحه عَلَيْه باعتباره رئيس الجبهة التركمانية العراقية عن قبوله بمثل هذا الامر؟ ولماذا يسعف أشخاصا استقالوا من الجبهة؟..وباي منطق يبقيهم في مناصبهم؟! ولماذا كل هذا الاصرار على عدم تغيير هذه الوجوه التي لازالت دائرة الشكوك تحوم حولهم؟!….فهل تبخر رجال تلعفر كي يقتصر الترشيح على اشخاص نالوا من الفشل النصيب الاكبر ؟ام ان هناك اسرار مشبوهة جعلت السيد الصالحي يلتزم الصمت؟! فكان على رئيس الجبهة ان يمارس صلاحيته ويمنعهم من الترشيح ليحافظ على هيبة الجبهة..فالسلطة التي تنعّموا بها هؤلاء خلال السنوات الماضية كان من المفترض ان يسخروها لخدمة المواطن التركماني ولكنهم فشلوا في ذلك.بل افترسوا الجمل واستولوا على حِمله بالكامل.
وبالمحصلة باتت الجبهة التركمانية في محافظة نينوى بدون اي مرشحين وكأن السيد الصالحي تعمد ان يترك تلك المناطق التركمانية بدون تمثيل رسمي !فمنذ اول انتخابات سنة 2005 وليومنا هذا فكل من تَوقَّل على اكتفاف الجبهة أدار ظهره لها .اذا هناك خطأ في الإختيار واليوم يتكرر الخطأ نفسه..
فكان على السيد الصالحي الارتقاء بسياسة تتناغم مع القضية التركمانية من خلال اضافة شخصيات تركمانية مقبولة -لدعم اجنحة الجبهة -لها باع في السياسة فضلا عن الخلاص من المشاكل المتنامية ووضع حد لهذه المهزلة لا ان يفرض علينا وجوه باتت تتحكم في مصيرنا بطريقة اعتباطية تعسفية والمواطن التركماني هو من يدفع ثمن هذه الاخطاء..
حان الوقت لنخرج رؤوسنا من التراب ونقول ان سياسة رئيس الجبهة غير متجانسة بحاجة الى اصلاح شامل سيما انها افتقدت مؤخرا الى اجندة واضحة واصبحت عاملا مهما في اضعاف التركمان من جهة وعدم مقبوليتهم في العراق من جهة اخرى. واتسمت بتراجعا مضطردا فاق كل الأُطر خالفت كل القواعد والمعايير الحزبية ،ويعد هذا التصرف مؤشرا وسابقة خطيرة في تاريخ الجبهة التي اصبحت اقل فعالية من اي وقت مضى.لذا يتحمل السيد الصالحي بشكل مباشر هذه الاخطاء.فكم من اربع سنوات اخرى سنعيشها ياسيد صالحي؟.
ومن حقنا كتركمان ان نطالب السيد رئيس الجبهة بتفسير منطقي ومقنع لحقيقة ماجرى للراي العام او ان يحذو حذو مسار الديمقراطية-التي صدَّعت روؤسنا – بان يقدم استقالته من رئاسة الجبهة وسحب ترشيحه من مجلس النواب العراقي بسبب قراره الذي يفقده اهليته لقيادة الجبهة .واصبحنا بحاجة الى قيادة ذو عقلية متجددة تستطيع تجاوز المرحلة وتضع بعين الاعتبار ان مصلحة التركمان اعلى وأنبل من كل شيء،وبات من الضروري تحقيق العدالة الانتقالية.او نكون على اعتاب اجراءات تمهيدية لمواجهة مدّ الربيع التركماني الذي سيتزامن مع فصل الربيع القادم لتغيير كل شيء لانه بات فائق الاهمية لتصحيح الاخطاء وتضميد جراحنا وتعقيمها من الجراثيم..
لم تُصب يا سيد صالحي بقراراتك،وستطلق على تاريخك رصاصة الرحمة عاجلا ام آجلا .
وهنا اكرر ما ذكرته سابقا انني انتقد افعالا لا اشخاصا لتصحيح واقعنا المتأزم.واخيرا كلنا ايمان ان القضية التركمانية ستاخذ خطُّا السير الحقيقي وموقعها بين الاخرين من خلال استرداد القطار لسكته الصحيحة.واخيرا وكما يقال:( رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي)..
رحم الله شهداء العراق واسكنهم فسيح جناته والخزي والعار لكل من اؤتمن فخان.. وللحديث بقية…