23 ديسمبر، 2024 8:17 م

في مسيرة مليونية كبرى قل نظيرها انطلقت الجموع الهادرة من اغلب مدن وقصبات العراق سيراً على الأقدام متجهة نحو ساحة التحرير في قلب بغداد. يهتفون عذراً  منك يا حسين بعدم الذهاب إلى كربلاء لتأدية مراسيم زيارة الأربعين  هذا العام, وأنت الذي خرجت مع اهلك وأصحابك آلاف الكيلومترات في مسيرة تاريخية قل نظيرها أيضا ضد الظلم والطغيان ومن اجل الحرية والإصلاح.

لذلك عبر المشاركون في المسيرة إنهم لك أسوة حسنة واقتداءً بك إماما لهم وهم يهتفون عذراً منك يا حسين سوف تكون كعبة الأحرار هذا العام ساحة التحرير في بغداد  وليس قبرك الشريف في كربلاء فعذراً لك وأنت الذي علمتنا كيف نضحي لننتصر.

وفي مشهد رائع اسر جميع الأحرار في العالم نرى جميع المواكب الحسينية الخدمية قد أخذت تنصب خيامها على أطراف حديقة الأمة خلف نصب التحرير الشهير وفي ساحة الطيران وتقدم الخدمة من تقديم الطعام والمبيت وغيرها من الخدمات للملايين المعتصمين من أبناء الشعب العراقي الذي حضر هذا العام بكل أطيافه وألوانه.

والأبهى صورة هو الهتافات والأهازيج والفعاليات الذي مزجت بين المراثي الحسينية والشعارات الوطنية وهي تنادي بالحرية  والإصلاح وإسقاط الفئة السياسية الحاكمة من حكومة وبرلمان وسلطة قضائية فاسدة وأحزاب وحركات جميعها الذي أمست تتلاعب بمقدرات وعقول الشعب منذ سقوط الصنم عام 2003 ولحد ألان.

الحكومة الذي تعتاش على افتعال الأزمات من اجل ديمومتها وخصوصاً الأزمات القومية والطائفية تلك الذي تدغدغ مشاعر  أبناء الطائفة أو القوم للتخندق خلفها, والبرلمان الذي لا هم له إلا التشريع والتصويت على قرارات امتيازات أعضاءه من رواتب خيالية وحمايات شخصية وايفادات , والقضاء المسيس والذي اغلب شاغلي مناصبه وصوليين انتهازيين يحكمون لغرض كسب ود السياسيين, والأحزاب والحركات والطائفية والقومية تلك الذي تثير مشاعر الكراهية ضد أندادها من أبناء الوطن الواحد,

أكيد إن الحسين قد عذر الناس هذا العام بل أيدهم على فعلهم هذا, فاستمروا في اعتصامكم ومسيراتكم حتى إسقاط هذا النظام الظالم, وسوف استمر أنا في أضغاث أحلامي المختلط فيها الحابل بالنابل.