تعرضت الامة الإسلامية إلى الكثير من الانحرافات سواء في الفكر الذي تحمله و تسعى لتصديره إلى الأمم الأخرى أو طريقة التفكير لديها و التي جعلتها الأداة المناسبة في لغة التخاطب و الحوار مع تلك الأمم و الحقيقة المرة التي يجب علينا تقبلها و الإقرار بها إن امتنا عانت ما عانت من هول ما أصابها بسبب مَنْ يدَّعي ظاهراً الانتماء و الانتساب لها لكنه في عتمة اسراره يكن لها أبشع ألوان الحقد و البغضاء و يسعى لالحاق الأذى بها و مهما كانت الاثمان باهظة فوجد في ثوب النفاق و قلب الحقائق ما يسهل عليه المهمة فأخذ ينشر التطرف و الإرهاب تحت عنوان قيم و مبادى الإسلام و أي اسلام هذا الذي ينشره أناس لا ذمة عندهم و لا ضمير حي يحاسبهم على جرائمهم المنتهكة لحقوق الآخرين حقاً إنه الإرهاب العالمي بعينه لذا باتت الامة تبحث عن الطرق الناجحة و الكفيلة بانتشالها من هذا المأزق الخطير و الذي يلوح بقرب سقوطها في الهاوية فكانت الوسطية و الاعتدال من أفضل الحلول الناجعة للقضاء على التطرف و الإرهاب من خلال نشر قيمه النبيلة و مبادئه السامية التي انبثقت من دستور السماء الذي جاء ليضع النقاط على الحروف و بالشكل الصحيح و إزاء تلك الاحداث المهمة فقد بدأت الامة بشق طريقها حول بناء مجتمع مثالياً تسود فيه كل مظاهر الوسطية و الاعتدال و يؤمن بنبذ كل أشكال التطرف و الإرهاب عبر عدة طرق و أساليب أكثر فعالية و تأثيراً في الافراد و خاصة شريحة الشباب تلك القاعدة الجماهيرة العريضة و صاحبة الابداعات الخلاقة و الطاقات الكامنة و المشاريع البناءة بالإضافة إلى فكرها النير المستقيم و أيضاً لا ننسى طموحها المشروع و مدى قوة الاندفاع لديها في صنع المستحيل بما تمتلكه من عقول نيرة قادرة على تجاوز الصعاب التي تعصف بأمتهم بين الحين و الآخر فاختارت هذه الشريحة طرق الوسطية و الاعتدال في القول و الفعل و لغة التخاطب الحسنى مع الاخرين القائمة على احترام الرأي و الرأي الآخر خاصة في المجادلات و الحوارات الثقافية و السجالات العلمية وهذا ما يمثل روح الوسطية و الاعتدال بحلتها الجديدة فقد شهدت الامة ظهور الكثير من مظاهر تلك الصفة الإسلامية الأصل و الوجود ومن أهم تلك المظاهر هو قيام العديد من مراكز التوعية الفكرية و مواقع الدعوات الصالحة لنشر الوسطية بين المجتمعات الإنسانية و التي تسعى لمحاربة الفكر المتطرف و القضاء عليه و إلى الأبد فنرى من أهم تلك المراكز التي ظهرت في الآونة الأخيرة مركز المنهج الوسطي للتوعية الفكرية و لسنا هنا في باب الترويج له لكن الحقيقة لابد و أن تسطع شمسها فإن ما قدمه هذا المركز الفتي من خدمات تجسدت في المحاضرات القيمة ذات الطرح المفيد و النداوات العلمية و المهرجات التي تهدف لنشر التوعية الفكرية و التي تستحق أن نقف عندها طويلاً فقد كانت و ما تزال بحق الجوهرة الفريدة من نوعها في عصرنا هذا خاصة مع ما تشهده الامة من تكالب ذئاب التطرف و الإرهاب عليها من كل حدب و صوب فقام هذا المركز و غيره من الشرفاء بحمل لواء الدفاع عن حقوق المستضعفين في خطوة تعد فريدة من نوعها مع ما تمر به الامة و كذلك سعياً منه لرسم خارطة طريق للبشرية جمعاءلتكون على قدر المسؤولية في مواجهة التحديات التي تضمرها لها قوى الإرهاب و الشر و التطرف و الاستكبار العالمي وهذا و حسب رأينا القاصر أنه لا يتحقق مالم نتمسك بقيم و مبادئ الوسطية و الاعتدال التارات المتطرفة التي أرسى دعائمها ديننا الحنيف و ليس التي جاءت مع الجماعات المتطرفة و الحركات الإرهابية .