من المعروف إن حادثة الطف من الحوادث التي أصبحت مسجلة في أكثر من كتاب تاريخي وديني وأحداثها تنوعت بين الغلو الشديد بالرأي وبين الكذب من جهة أخرى لإخفاء حقيقة هذه المعركة الغير متكافئة بين رجل جاء مع أهله لإصلاح أمة جده … وبين بعض الباحثين الذي اعتبروا سبب القدوم إلى العراق كان سياسيا … معتمدا على أهل العراق ومعتقدا إنهم بولاء خالص دون أن يقرأ التاريخ القريب كما ينبغي وفي هذا التاريخ مقتل والده الإمام علي بن ابي طالب في نفس المكان الذي ذبح فيه الإمام ، وتبين أن أهل العراق منافقين وخائفين من السلطان وهم من ساهم بطريقة التحريض على قتل الإمام وأولاده عن طريق ارسال المراسيل للإمام بضرورة المجيء للعراق ثم تبين إنهم كانوا اجبن من أن يخرج أحدهم مصرحا بكلمة واحدة ( جبناء حتى من التعبير عن رأيهم فكيف بحمل السلاح والدفاع عن الإمام ) تكون عونا للإمام ضد الجيش الذي ينتظر الإمام وتعاملوا مع ذبح الإمام بطريقة جبانة يلحقهم عارها إلى يوم الدهر ، من الجهة الأخرى هنالك جيش ينتظر هذا الرجل وقد أعد العدة لهذه النهاية المأساوية وفعلا حصل ما كان مخططا له ولكن والسؤال هنا لو لم يذبح الإمام هل كان بهذه الدعاية الاستشهادية الآن ؟ لولا الخليفة يزيد لكان الإمام الحسين حاله حال أحد أبناء الإمام علي الآخرين مثل ( عبدالله ، جعفر ، عمر ، محمد ) وغيرهم والذين لم يذكرهم التاريخ إلا بالأسماء ؟ لولا يزيد لما أصبحت معركة الطف خالدة ونبراسا لكل الثائرين بالعالم ؟ لولا يزيد لما عرفنا الإمام الحسين كما نعرفه الآن ؟ لولا يزيد لما عرفنا من هم أبناء الأمام الحسين ؟ بالمقابل لولا الحسين لما عرفنا من هو يزيد كما نعرفه الآن ؟ هل المسلمون يعرفون معاوية الثاني بقدر معرفتهم بيزيد علما أن معاوية الثاني يشار اليه بالبنان وكان ضد توجهات العائلة الأموية ؟ لو قلبنا المعادلة وجعلنا معاوية الثاني بدلا من يزيد هل كان يزيد بهذه الشهرة ؟ إذن فضل الخليفة يزيد على الإمام الحسين كان كبيرا فلولا يزيد لما استشهد الإمام وأصبح سيد شباب أهل الجنة ولولا يزيد لما أصبح الحسين نبراسا لكل الثوار في العالم ولولا يزيد لكان حال الإمام الحسين كحال بقية أبناء الإمام علي نعرفهم بالاسم دون السيرة الذاتية ولو عرفنا السيرة الذاتية لعرفناها مقتضبة وخاصة ببعض المسلمين وليست عامة على لسان كل مسلم في العالم وهنا نعود لفضل الخليفة يزيد بن معاوية على الإمام الحسين وخلود معركة الطف في ذاكرة كل مسلم إلى يوم الدهر ، وربما لولا يزيد لما أصبح أبناء الإمام الحسين معصومون أو على أقل تقدير ساهم يزيد بطريقة أو بأخرى في معصومية أبناء الإمام حاله حال مكانة زوجة الإمام الحسين عند أهلها الفرس ففضل مكانة الإمام الحسين ( الشهيد ) حاليا يعود إلى يزيد ومن قبله الخليفة الثاني الذي كان السبب المباشر في زواج الإمام من حفيدة كسرى ، وهذه حالة طبيعة فالحوادث المأساوية هي التي تُخلد الرجال ( رجل ظالم ورجل مظلوم ) فلولا ظلم الخليفة يزيد بن معاوية لما عرفنا من هو المظلوم الإمام الحسين بن علي ونفس المعادلة مع هتلر الظالم وهولاكو وغيره من الاسماء المعروفة في عالم الظلم والمظلومية .