لامني الكثير واتهموني بعدم الحيادية ، لاني (انقلبت) حسب زعمهم من ناقد لاذع لكل تصرف حكومي او سياسي خاطئ ، الى مهادن او تابع لحكومة المالكي ، بسبب موقفي من ما يجري من تداعيات الازمة بين حكومة المالكي واقليم كردستان .
وبحقيقة الامر هذا الامر مستغرب ، واشكال غير حيادي بالمرة ، لان من يدعي الحيادية يجب ان يكون ناقد صريح وامين امام الله والوطن ، وان يتعامل مع الموقف ، وليس حسب الدوافع النفسية المبنية على اسس الحب لفلان والكره لفلان ، وان يكتب ما تمليه عليه وطنيته وينقل رأيه للناس الذين يتابعوه ويهتمون بكتاباته .
ان هؤلاء لا يريدون مني ان اكون حياديا ، بل يريدون مني ان اكون معارضا ، وان تكون تصرفاتي مشابهة لتصرفات منافسي المالكي ، مثل القائمة العراقية التي كانت بالامس مدافعا عن حقوق اهالي المناطق المتنازع عليها وخاصة في كركوك ، واليوم انقلبوا بقدرة قادر الى منتقدين ومخالفين للمالكي ليس لشيء سوى انهم لا يرحبون بالمالكي ويسعون الى اعتلاء كرسي الحكم مجددا .
الا انني اعلن اني مع المالكي بكل قراراته التي اتخذها بخصوص الازمة مع الاقليم ، واشد على يده ، اتريدون من المالكي ان يسكت على الظلم الذي يجري في المناطق المتنازع عليها ، ام تريدون يبقى العراق ضعيفا ويستمر المتسلقين بانتزاع خيراته رغما عن انوف الشعب .
اذ كما توقعنا في مقالات سابقة بان الازمة بين الاقليم والمركز لن تنتهي بهذه السهولة ، على اعتبار ان المناطق المتنازع عليها وخصوصا كركوك (قدس كردستان) كما يطلقون عليها ، لن يتخلى الاكراد عنها بسهولة ، بل انهم لن يقبلوا حتى لو تم حلها وفق المادة 140 في حال ذهب شبرا واحدا منها للمركز .
هذه الحقيقة يدركها رئيس الوزراء نوري المالكي جيدا ، واعتقد ان هذا هو السبب الذي دفعته الى اعادة الامور الى نصابها التي يجب ان تكون عليها ، وليس كما يريده الكرد الذي امتدوا بشكل اشبه بالغزو المنظم لهذه المناطق ، التي تمارس في داخلها تصرفات ، لا تنسجم تماما مع تصريحات القادة الكرد الذين يدعون التزامهم بالدستور ، والمتمثلة بالتمييز القومي والاهانات التي توجه من قبلهم الى سكان هذه المناطق من غير الكرد .
واوضح صورة ترجمها بكل امتياز محافظ كركوك ، الذي جعل من كركوك مقاطعة تابعة لـ(لدولة كردستان) ، رغم ان الجميع يعلم ان كركوك من المفروض لحد الان هي تابعة لحكومة المركز لعدم حسم قضيتها .
واخيرا اقول اتقوا الله يا اشباه السياسيين ، فلا مانع من ان تكرهوا المالكي وحكومته ، ولا مانع من تراقبوه ، الا ان الشعب العراقي نفسه لا يمكن له ان يسمح بان تتلاعبوا بالبلد بغضا للمالكي … فارجعوا الى وطنيتكم … مالكم كيف تحكمون