22 نوفمبر، 2024 10:07 م
Search
Close this search box.

دكاكين الانتخابات

دكاكين الانتخابات

مع أقتراب كل موسم أنتخابي تشهد المدن العراقية والاحياء الشعبية افتتاح مكاتب للأحزاب والشخصيات الانتخابية الحاكمة وتغلق تلك المكاتب في يوم الانتخاب وتبقى مغلقة أربع سنوات لتعيد نشاطها في الموسم الانتخابي التالي وهكذا تعوّد العراقيين على تلك المكاتب وأعتبروها أبواباً للرزق يكسبون من أصحابها أموال باذخة وأوجدت مهن خاصة يجيدها البعض بمهارة وهم السماسرة وظيفتهم جلب الناخبين لينتخبوا المرشح وطبعاً لهم حصة مهمة من الصفقة بين الطرفين الناخب من جهة والمنتخب من جهة أخرى وهكذا تقوم هذه المكاتب أو الدكاكين بإعادة تدوير السياسيين الذين لايقدمون شيء فترة وجودهم في السلطة ويقتصر نشاطهم في بذل الاموال وتوزيعها خلال اربعة أشهر فقط فلا حاجة لهم بالعمل أو التعب أو متابعة شؤون العراقيين أو محاسبة الفاسدين ومراقبة المشاريع والوقوف بوجه القرارات والقوانين المجحفة أو المطالبة بحقوق من أنتخبوه فكل هذا لا شأن له به وغير مجبر على أدائه ما دام يملك (الجوكر) الذي يستطيع به الصعود في لعبة الانتخابات الدورية عن طريق دكاكين الانتخابات أعرف أحد البرلمانيين الذي حطم الرقم القياسي في عدد الاصوات التي حصل عليها عندما سمع أن بعض وجهاء العشائر الذين أنتخبوه وأجبروا من يتبعهم على التصويت له بالجملة أستنكروا تجاهله لهم وعدم تنفيذه للوعود التي قطعها بتقديم الخدمات أو تعيين أبنائهم العاطلين أو حتى تبليط شوارعهم وعندما وصل كلامهم لسيادة النائب أتصل بهم وقال لهم أنه أشترى أصواتهم بفلوسه وليس لهم فضل عليه ، وكانت هذه هي الحقيقة المرة فما دام هناك بضاعة معروضة للبيع فسيشتريها من يملك المال ، وليس لمن يبيع صوته أن يطالب بحقهِ فحقهُ مقبوض الثمن مقدماً وسيبقى حال البلد في تسافل ولن ينصلح ما دام تجار الانتخابات من ساسة المال السياسي يفتحوا دكاكينهم في كل موسم لا ليبيعوا شيء بل ليشتروا الضمائر المعروضة للبيع وبعدها يندبوا حظهم العاثر ويشتموا قطيع الساسة الذين انتخبوهم وسلطوهم على رقاب ومقدرات العراق ولم يحصلوا الا على ثمن بخس وكومة من الوعود الكاذبة المحترقة وبعض المكاسب الضيقة المأخوذة من جيوبهم أصلاً فمتى يستفيق هؤلاء من غيبوبتهم وينتبهوا لخطورة دورهم في بقاء حال العراق على ما هو عليه من خراب وأنهم خاسرون لا محالة ومعهم كل العراق إهجروا دكاكين الانتخابات يا عراقيين فهي مصائد للمغفلين، ودمتم سالمين .

أحدث المقالات