هنالك من يزال يتحدث عن ما يسمى”الربيع العربي”في المنطقة العربية، على أنه ثورات شعبية جاءت لتحقيق مطالب جماهيرية عادلة ومحقة.
لكن في الواقع أن هذا”الربيع”هو “خريف”امريكي صهيوني عربي رجعي وتركي بامتياز، تم التحضير له واستهدف الأقطار العربية.
لننظر الى ما حدث منذ بدء هذا”الربيع”، ثمة فوضى خلاقة، وفتن وشروخ طائفية ومذهبية وأثنية، وقتل وجرح ونزوح الملايين، وتطببع سعودي وقطري وبحريني وخليجي مع الكيان الاسرائيلي، معاداة سورية وتركها وحيدة في الميدان وساحات الوغى ضد قوى الارهاب الوهابية، عدا عن تدمير المجتمعات العربية بالدعارة والمخدرات، ومحو الثقافة الوطنية وفكر المقاومة، وقتل الشعور القومي العروبي.
هذا فضلًا عن الانشغال عن القضية الفلسطينية، التي كانت تعتبر قضية العرب المركزية، مما يجعل”صفقة القرن”، التي تم طبخها بين امريكا ومشايخ النفط في السعودية والخليج العربي، ومباركة مصر السيسي، وفي ظل الغياب العربي والاسلامي الشعبي.
لا يمكن لأي ثورة أن تنجح وتحقق أهدافها ومطالبها أو بعضها بدون رؤية واضحة وخطة مدروسة وتنظيم محكم وتوجيه، فلم نر ما جرى في الاقطار العربية التي شهدت الاحتجاجات، خصوصًا في بدايتها، أي عنصر من هذه العناصر، ولذلك آلت الى ما هي عليه الأن من فوضى وتخبط وفشل ذريع، وثبت أن هذه”الثورات” ليس سوى مخطط امريكي صهيوني تفتيتي يهدف الى تدمير الوطن العربي وتجزئته واشعاله بالفتن والحروب الأهلية، واعادة بناء شرق أوسط عبر سايكوس بيكو جديد.
ان التاريخ لا يرحم المتآمرين والخونة والمتعاونين والمطبعين والمتخاذلين والأنظمة الفاسدة والنخب المأجورة المرتزقة ، وسيأتي يوم تقوم فيه ثورة شعبية عربية حقيقية قادرة على اسقاط أنظمة وحكام العمالة، وتحقيق الاصلاح والتغيير النوعي في جميع مناحي الحياة.