عندما لايتفق فريقان او اكثر على بعض الامور الجوهرية في الحياة يقال عن هذه الحالة ان الفرقاء في حاالة اختلاف(Disagreement ) في الرؤى والمواقف. وعندما يتركان في هذه الحالة ويبدأ العمل s والسعي للتطبيق الرؤى والثبات على المواقف تعم حالة اخرى لها مسمى اخر وهو الخلاف(Differences ) . وعندما ينزع الفرقاء الى الدفاع عن معتقداتهم الجديدة يكونوا في حالة نزاع ( Disputes) وعندما تكون اهدافهم الهيمنة والسيادة يكونوا في حالة صراع. والصراع(Struggles ) نوعان : صراع مسلح عن طريق استخدام القوة لهيمنة على طرف او عن طريق السبل والنشطات غير المسلحة كالمظاهرات والمؤتمرات والاعلام والنشطات الثقافية المتعددة. وينمو ويتطور الصراع وفق المفهوم اعلاه نتيجة الاستقطاب والتجاذب بين الفرقاء.
الصراعات التي يشهدها العالم اليوم بشقيها المسلح وغير المسلح هي في واقع الحال تجسيد مصغر لصرعات قوى اكبر . وتسمى بعض صور الصراعات المسلحة المجسدة للصراعات الاكبر بالحروب بالوكالة ( Wars By Proxy ). وتسمى الدول التي تتبع القوى الكبرى دول تابعة تدور في فلك الدول الكبرى ( Satellite States ) سواء اكانت اقليمية او دولية
الصراعات التاريخية والدينية بشقيها هي في واقع الحال هي امتدادات لصراعات تغور في اعماق التاريخ بين تجمعات اكبر مؤمنة بمباديء وافكار متضاربة ومتعاكسة تماما ومستقطبة لمجموعات بشرية كبيرة.
الم يكن الصراع في ايرلندا الشمالية بين الجمهوريين ( Republicans)الذين يسعون للانضمام الى جمهورية ايرلندا في الجنوب والملكين(Unionists ) الذين يسعون للانضمام للمملكة المتحدة صراع مصغر بين الطائفتين الكاثولكية والبروتستناتية؟ .الم يكن الصراع في الكورتين صراعا مصغرا بين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الغربي .
ورب سائل يسأل وما الجديد في هذا؟ وكلما قلته معروف للقاصي والداني. الجديد هو تطور شراسة الصراع بتطور بتطور الزمن و هوية من يدير الحكم ويدبر الشؤون وبتطور التكنولوجيا . ولو نظرنا الى اشكال الصراع في سالف القرون كانت الجماعات تتعايش في معظم الاحيان سليما وتغلب العقل والحكمة ويقودها رجال احيانا حكماء وكان القول الفصل النافذ لرئيس القبيلة الذي يتوارث الرئاسة اب عن جد وقلما يتدخل رجل الدين وتحل النزاعات والصراعات باشكال متفقة عليها . فكان الغلبة لمبدأ التعايش السلمي والحكمة .
بعد ظهور الكولونيالية( Colonialism ) وبعد ظهور الامبريالية(Imperialism ) بدأت انظمة جديدة في الحكم وتنوعت الاشكال والشخصيا ت في قيادتها وبعد ان ضعفت الدول الامبريالية الكبرى تركت مستعمراتها ونصبت اشكال من الحكم على الدول والكيانات يتربع على هده الاشكال شخصيات بارزة ومعروفة من صفوة المجتمع . وبتطور الزمن والتكنولوجيا والاعلام خاصة اطيح بهذه النظم الحاكمة وجاء العسكر. بطبيعة الحال الدول الامبريالية كان لايهمها الا مصالحها ما دامت مضمونة فكل شيء على ما يرام . فكأن الامر لايهما وتركت الامور على حالها الجديد ولم تبال بالتغيير واهملت حركات المعارضة التي تقع في صميم نظمها الديمقراطية و التي كانت في غالبيتها دينية التوجه. ونتيجة لاضطهاد الحكام واهمال القوى الامبريالية واستمرار التطور التكنلوجي قوي عود هذه المعارضات الدينية واخير وبفضل التكنولوجيا الحديثة تمكنت من ركوب الموجة والوصول الى سدة الحكم .
وما الجديد في في كل هذا؟ هذه القوى التي اصبحت حاكمة بدات تقوي الصراعات وتحييها لان المعروفة عنها انها تغلب التطرف و المعروف عن معظمها انها لاتتوخى الوسطية والحكمة.
الجديد الجديد هو ان هذه الصراعات التي الان تقودها التيارات الدينية ستزداد قوة وعددا وتاتي للامم بما لايحمد عقباه ويعم الخراب والدمار في هذه الامم. وهذا قد ياتي لفائدة الدول الرسمالية لتبرر اسباب عدم اهتمامها واهمالها للمعارضات الدينية ايام الديكتاتوريات العسكرية ولتبرر اضطرار وقوفها مع النظم الديكتاتورية السابقة ومواقفها الراهنة في الشأن السوري افضل دليل على ذلك.