22 نوفمبر، 2024 8:53 م
Search
Close this search box.

ألف صدام

لم يكذب الرجل حين قالها “ألف صدام” ، نعم فاليوم في العراق لم يعد هناك صداماً واحد بل ألف صدام او ربما أكثر ، فجميعهم على خطى صدام او ربما هم اكثر طغياناً وأجراماً من صدام ذاته ، ولو سنحت فرصة لأحدهم لجعل العراقيين يترحمون على صدام من أفعاله.
ان الدكتاتوريات الصغيرة التي نشأت في العراق عقب سقوط صدام ، هي اكثر ظلماً وأجراماً للشعب العراقي بالمقارنة مع دكتاتورية صدام ، وذلك بحكم طريقة تعاملها مع الناس ضمن حدود نفوذها في المناطق التي تسيطر عليها.
فاليوم وعندك دخولك لأي مدينة من مدن العراق من شماله الى جنوبه على الفور سوف تعرف لمن تتبع هذه المدينة من الناحية السياسية او الدينية ، او بصورة أدق من يسيطر عليها ويفرض نفوذه فيها ، من خلال صوره وأعلامه وكلماته الخاصة به وبحزبه ، وكذلك هو ما كان عليه الحال في عهد صدام.
فصحيح ان الدولة العراقية لم يعد على رأسها دكتاتور ، وان النظام الحاكم في العراق هو ليس نظام دكتاتوري ، ولكن أنظر الى الأحزاب والحركات السياسية والدينية الحاكمة والمتنفذه في العراق ، وانظر الى قيادتها وطريقة تعاملهم مع الأنسان العراقي.
فهل بأمكانك اليوم الحديث بالسوء تجاه اي من قادة هذه الأحزاب او الحركات او المساس برمز من رموزها ، ماذا سيكون مصيرك ، ستقتل بدون اي نقاش ، وكذلك هو الحال ما كان عليه نظام صدام.
وكذلك هو الحال بنسبة للأذناب والأتباع فهم اكثر أذلاُ وخوعاً من البعثيين تجاه صدام من ناحية التقديس والطاعة العمياء ، وهم اكثر اجراماً وعنفاً من البعثيين تجاه أعدائهم ومخالفيهم.
ان اردنا للعراق النهوض والقيام والسير في ركب الدول المتقدمة على الشعب العراقي ان يغير اولاً من طريقة تفكيره وان يدرك انه تخلص من صدام من اجل الحياة الحرة والكريمة وليس من أجل ايجاد صدام جديد او ألف صدام ، ويجب على الدولة العراقية ان تصبح اقوى وان تكون قادرة على فرض سلطتها على الجميع ، وان يعلم الكل ان القانون هو الحاكم وليست الدكتاتوريات الصغيرة.

أحدث المقالات