بات أغلب الشباب يطلقون لحى كثيفة بعد عصر اللحى الخفيفة، وكل اللحى تعشقها الفتيات، وساعد انتشار المد الإسلامي السياسي الى حد كبير في نشر ثقافة اللحية والدفاع عنها، ونحن نعيش اليوم العصر الذهبي للحية وأصحاب اللحى، فقد تبدلت خطوط الموضة ، وبات الوجه الحليق يخص الكهول والشيوخ.
لا يُعرف بالضبط تاريخ أول لحية رسمية عرفها التاريخ ولا يُعرف تحديدا من هو صاحبها. كما أنّ قصص تاريخ الأديان تتحدث عن أنبياء ورسل كثر دون الإشارة إلى شكل لحاهم أو إذا كانوا أصلا ملتحين. هذه وقائع من تاريخ وجغرافية وطبيعة وطرائف اللحى وأصحابها:
*تنمو لحية الرجل الطبيعي بمعدل 5.5 انجا في العام.
*وهكذا فإذا طلقت شفرة الحلاقة وأضربت عن تخفيف وتهذيب اللحية إلى أبد فإنّ طول لحيتك قد يصل إلى 27.5 قدما، إي نحو 8 أمتار !
*من يحلق لحيته يوميا، ينفق نحو 3350 ساعة من عمره في الحمام.
*في زمن ما كانت الحكومات تفرض ضرائب على اللحى. بطرس الأعظم قيصر روسيا كان يكره اللحى ويشجع الرجال على الحلاقة النظيفة، ولتعزيز ذلك القول بالفعل، فرض ضريبة تصل إلى 100 روبل في العام على من لا يحلقون لحاهم.
*ظن الناس لوقت طويل أن اللحية مرتبطة بالحكمة، وهكذا أطلق كبار الفلاسفة لحاهم ومنهم سقرط وهادريان، والأديب الانكليزي شكسبير.وشاعت لفترة من الزمن مقولة سخيفة مفادها” إذا فقدت لحيتك فقدت روحك”.
*شاع صبغ اللحى وتعفيرها وطلائها بمختلف الألوان من الحناء والوسماء، وجدلها بخيوط وسلاسل وكرات الذهب وهو ما فعله الفراعنة في مصر القديمة، وملوك آشور في بلاد النهرين.
*قبل معركة آرديلا، جمع الاسكندر الأكبر جيوشه، وكان يؤمن أن اللحية تمثل خطرا على حياة الجندي في معارك الاشتباك القريب. لذا أمر كل جنوده بحلق لحاهم ليحرم أعداءهم من فرصة شد اللحية بالكف وإسقاط الخصم أرضا. لكن بعد المعركة نمت لحى الجنود مرة أخرى وباتت مظهرا لتحدي العدو. كما اتخذها الفرس والأتراك مظهرا لإرعاب العدو.
* اللحية بشكل عام تزيد من ثلاثة أشياء: تجعلك تبدو أكبر سنا، وتجعل وضعك الاجتماعي يبدو مرفها. وتجعلك أكثر عدوانية. جاء هذا في دراسة لمعهد ديكسون و فايزي نشرت عام 2012.
*كشفت دراسة اجرتها ونشرتها جامعة سذرن كوين لان أن شعر الوجه يمكن أن يحجب نحو 95% من أشعة الشمس الضارة عن بشرة الوجه والرقبة، وهذا يعني أن اللحية قد تحمي الإنسان من سرطان الجلد السريع الخطير.
*هل تريد أن تقضي على حب الشباب؟ جواب هذا السؤال طبقا للدكتور شانون تروتر من مركز اوهايو الطبي الرسمي هو ترك حلاقة اللحية. فهو يؤكد أن الحلاقة تساهم في نشر البكتريا الضارة وتنشر حب الشباب. لكن دراسة ماريا فيلكس بريتانسيد الحائزة على جائزة فيرهالديم للطب الجلدي ونشرت عام 1969 بناء على تجارب أجريت على 1400 رجل من مختلف الأعمار أثبتت أن الحلاقة هي أفضل وسيلة للقضاء على حب الشباب وتخفيف إصابات الوجه بالاكزيما.
*لا يوجد في القرآن نصٌّ يوجب إطلاق اللحية، لكنّ بعضهم ينسب الى الرسول الكريم القول “أهينوا الشارب وأكرموا اللحية”، فيما تتناقل أغلب الروايات في كتب السيرة والتاريخ أنّ الرسول كان أمرداً خفيف اللحية، ولا ندري أيّ الروايات نصدق. الإسلام طبقاً لأغلب مفسري السنة النبوية يُحرم حلاقة اللحية بشفرة الحلاقة. ولكن المسلمين الشيعة يرون أنّ اللحية لا ينبغي أن تكون طويلة لأنها ستكون مدعاة لحجب الماء عن الوصول الى بشرة الوجه بما يحجب الوضوء، كما أنّ المتأخرين منهم اعتبروا اللحية الكثة سببا للوسخ. لكننا نرى علماء الدين الشيعة اليوم يطلقون لحى كثيفة كثة دون مراعاة هذا المبدأ ما يضع كل الرواية تحت ظل الشك. في الجانب الآخر، يرى المسلمون السنة وخاصة المتشددون منهم أنّ اللحية يجب أن لا تشذب ولا تهذب وأن تُطلق كما هي، وهم في ذلك يلتقون مع تعاليم اليهود المحافظين.
* حرّمت اليهودية حلاقة اللحية بالشفرة تحريما كاملا، فقد جاء في النص التلمودي ” لن تحدد زاويا رأسك، ولن تشذب أطراف لحيتك”، وجاء في تفسير مشناه ان هذا يعتبر منعا عاما لاستخدام شفرة الحلاقة ، وامتد ذلك الى ثقافة الكابالا، حيث شمل التحريم حلاقة السوالف، لذا ترى أغلب المحافظين اليهود يحافظون على سوالف طويلة.
*في المسيحية ، حصل انقسام تاريخي بسبب اللحية، فقد أكدت الكنيسة الشرقية واتبعاها والمدارس القريبة منها على ضرورة إطلاق اللحية كما هي دون تشذيب، فيما ذهبت الكنيسة الغربية بمدارسها المختلفة الى ضرورة حلاقة اللحية. وهكذا بقي هذا التقليد سائدا حتى اليوم.
* البوذية انفردت بين الاديان بالنص على ضرورة حلاقة الوجه والرأس والجسد بشفرة الحلاقة، وحصرت ذلك بالكهنة فقط.
*الهندوسية نصت على ضرورة تحديد اللحى دون حلاقتها بالشفرة، لكنها لم تمنع استخدام شفرة الحلاقة لإزالة شعر الجسد.