يصنف علماء النفس “السادية” على أنها أبشع ما تصل إليه النفسية البشرية من انحطاط إجرامي وأخلاقي تدفع صاحبها إلى التلذذ بعذابات الآخرين وآلامهم فيما يصنفون “الشيزوفرينيا” على أنها اضطراب سلوكي يدفع صاحبه إلى اضطراب التفكير والهلوسة
شعلان الكريم واحد من الوجوه السياسية التي ظهرت بعد عام عام 2003 اتسم بتقلب المواقف واللهاث خلف المصالح الشخصية ولو كان ذلك على حساب المواطنين وأمنهم ودمائهم فلم يثبت على موقف فهو حيثما تكون مصلحته الشخصية يكون وليست لديه خطوط حمراء للوصول إلى مكاسبه المالية وحتى “اللاأخلاقية”!!!
وما لا يعرفه كثيرون أن شعلان الكريم كان مهوالاً ” مهوسجي” للرئيس الراحل صدام حسين حينما كان يلتقي بشيوخ العشائر وكان الكريم “يهوس” بالشعارات الوطنية والدفاع عن العراق لكنه ما أن سقطت بغداد على يد قوات التحالف في 9/4/2003 حتى كان أول المتعاملين معها في ملاحقة المناوئين لوجودها أو تصفيتهم وسال لعابه أمام الدولارات التي كانت تنهال عليه مقابل خدماته
ولكن الطامة الكبرى التي يجهلها أغلب العراقيين أن شعلان الكريم كان يعمل مع جيمس ستيل مؤسس إحدى فرق الموت الشهيرة في العراق وكان يشارك في حفلات تعذيب المعتقلين الذي تخطفهم ميليشات ستيل ذلك الشخص الغامض الذي لم تكشف ملامحه إلا بعد سنوات في تقرير كشف النقاب عنه ليظهر في مقاطع تسجيلية وصور موثقة برفقة جيمس ستيل فكانت الفضيحة المدوية لهذا المهووس
الكريم شديد الضعف أمام الدولارات حتى أنه سرق 300 مليون دولار من حصص محافظة صلاح الدين ضمن الموازنة العامة باعتراف المحافظ نفسه أحمد الجبوري واستخدم قسماً من تلك الأموال في ابتزاز بعض الشخصيات وإقامة اليالي الحمراء الصاخبة!!!
وفي الوقت الذي كان فيه شعلان الكريم عضواً ونائباً عن القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي كانت تربطه برئيس الوزراء نوري المالكي علاقات وثيقة ظلامية فاحت رائحتها فيما بعد , واستمر الشعلان يلعب على كل الحبال دون أن يشعر أنه وقع في فخ السادية والشيزوفرينيا بمواقفه المخزية وفكره المضطرب
الكريم كان له وجه أمام الشاشات بتصريحاته الخجولة ضد المالكي وزبانيته لكنه يعقد الصفقات معه من تحت الطاولة ويتاجر بأبناء المحافظات المنكوبة حتى بدأت مظاهرات عام 2013 في ستة محافظات ضد سياسات المالكي الطائفية وكان للكريم هنا لعبة أخرى استكمالا لمسلسل ألاعيبه التي لا تنتهي فلم يفوت الفرصة للصعود على أكتاف المطالبين بحقوقهم من جانب والتلصص عليهم من جانب آخر حتى وصل به الأمر إلى ارتقاء منصة ساحة اعتصام سامراء في شباط / فبراير 2013 وإطلاق الرصاص في الهواء من بندقيته لإظهار تعاطفه مع المعتصمين المطالبين بحقوقهم وهم لا يعلمون أن أسمائهم تذهب على يد الشعلان في قوائم وتسلم إلى المالكي وعصاباته الطائفية
وافتضح أمره حينما كشف الشيخ طلال المطر الناطق باسم مجلس شيوخ سامراء ان الكريم فرط عمداً بسبعة مناصب من استحقاق أهالي سامراء مقابل إيصال شقيقه أحمد الكريم إلى منصب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أي أنه باع استحقاقات أبناء محافظته للمالكي في عز حاجتهم لاستحقاقاتهم السياسية
وكشف المطر أمر الكريم على منصة ساحة اعتصام سامراء أمام آلاف المعتصمين علاقة الكريم الوطيدة بالمالكي عبر وسيط آخر بعد حوالي ثلاثة أشهر فقط من صعود الشعلان على ذات المنصة وإطلاق الرصاص في الهواء مظهراً للمتعصمين احتجاجه على نوري المالكي نفاقا
ولم يقف الكريم إلى هذا الحد بل ظهرت ساديته حينما هاجم المالكي المتظاهرين بقوة السلاح في الحويجة والفلوجة والموصل فانزوى واختفت تصريحاته الرنانة واختفى في الزوايا المظلمة غير مبال ٍ بالدماء التي سالت على يد حليفه في الكواليس نوري المالكي بعد أن أكمل مهمته المطلوبة في التجسس على ساحات الاعتصام وجمع المعلومات وإيصالها إلى المالكي تمهيداً لملاحقتهم او تصفيتهم فيما بعد وهو ما حصل فعلاً
لقد جمع شعلان الكريم السادية والدموية والمتاجرة بأبناء بلده ومحافظته منتهزاً كل فرصة تتاح له وبين الشيزوفرينيا التي كان يظهر بها بوجهين مختلفين أحدهما مناهض للسياسات الطائفية لحكومة المالكي “نفاقاً” والآخر “الحقيقي” في الظلام يحمل بسمة عريضة لصاحبه المالكي على طاولة المؤامرات الظلامية سراً حتى افتضح أمره على الملأ
عرض أقل