ان القيادة هي المقدرة على تحويل الرؤية الى واقع وهي أساس نجاح كل قائد من خلال رسم الخطط المستقبلية وتوفير خطوات العمل الحاكمة لتحويل هذه الرؤية إلى حقيقة ويؤمن القادة الناجحين أن ما من شيء يحصل من تلقاء ذاته.
ان ما ألت اليه أمور البلد على أيدي القيادات الحالية والتي سبقتها باسم الطائفة والدين وأخرين باسم النضال الوطني يثير غضب وحزن الغالبية العظمى من العراقيين الطيبين لانه يكفينا ماحدث في العقود السابقة من مأسي وحروب.
مشعان الجبوري وبهاء الأعرجي وحنان الفتلاوي والخنجر وسليم الجبوري والكثيرين غيرهم ممن يتصدرون الشاشات يقولون كلمة الحق التي يراد بها باطل لأن اغلبهم شهود زور أو اشتركوا في عملية سرقة قوت الناس وتحطيم البلد ولازالوا يتصدرون المشهد وأولهم مختار العصر والأبواق التي تهتف بأسمه الان كأنه المنقذ الذي ينطبق عليه بعد كل ماحدث قول ان كنت لاتستحي فافعل ماشئت.
ان رؤساء سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية جاؤا الى الحكم عن طريق الانتخابات رغم عيوبها في وقتها لكنهم أصلحوا أمورها والانظمة الانتخابية مع صراع مع احزابهم لخير بلادهم. نيلسون مانديلا وصل الى قيادة بلاده عن طريق الانتخابات بعد عقود من سيطرة الحكومة العنصرية في جنوب افريقيا على مقاليد الحكم واستطاع تغير الدستور وإصلاح حزبه وقوانين البلاد .
قال رئيس سنغافورة ( بان الكثيرين كانوا يعتقدون باستحالة انتشال سنغافورة من أفة الفساد الذي بلغ ذروته فتمت معالجة الفساد من أعلى الهرم الى الاسفل وليس العكس لان صغار الفاسدين سيخشون العقاب عندما يرون كبار الفاسدين واصحاب المناصب والنفوذ قد اطيح بهم ومحاسبتهم فالفساد يبدا بالتلاشي بسرعة خوفاً على انفسهم ) وهذا ماهو مطلوب من رئيس الوزراء القادم في العراق.
هل ان مقاطعة ألانتخابات هو الحل ؟ الجواب هو قطعاً كلا
لان كل من يتصور عن إمكانية حدوث انقلاب عسكري او حكومة إنقاذ بدلاً عن ألانتخابات فهو واهم أو يعمل على أستغلال الفراغ بأصوات اتباعه من خلال خلط الأوراق وسفك المزيد من الدماء لان المليشيات تملأ العراق من شماله الى جنوبه ولا يوجد سبيل لدمجها او قهرها الا عن طريق أصوات الناخبين والمرشحين في البرلمان الجديد الذي يمكنه إصلاح الدستور وحال البلاد.
الان وليس بعد فوات الاوان علينا أن نركز على المرشحين الجدد ونطلب اعلان سيرتهم الذاتية وبرامجهم الانتخابية للاصلاح الاقتصادي والاجتماعي ونؤشر مجتمعين باتجاه الأخيار بينهم ونساعدهم في استلام دفة القيادة من خلال انتخاب الشخصيات الكفؤة والنزيهة بدلاً عن الفاشلين وزمر الحرامية واللجان الاقتصادية في الوزارات.
العراق لا يخلوا من الوطنين الاصلاء والعسكرين الأبطال وفي دعوة كريمة قابلت بعضهم خلال زيارتي الاخيرة الى العراق ومن الجدير بالقول هنا ان بعض الاسماء من القيادات الأمنية والسياسية التي معهم لهم علينا الافتخار بكل الانجازات في اعادة هيبة الدولة وسلطة القانون بعد الانتكاسة الخطيرة في عام ٢٠١٤ في شمال وغرب العراق لانهم نماذج في النزاهة والقدوة الجيدة في القيادة والادارة في ظروف البلاد العصيبة. واجب علينا ان نساعد بالكلمة والصوت العالي من خلال المشاركة في الانتخابات وليس المقاطعة لدعم الخيرين منهم فقط لأنهم ليسوا طالبين لمنصب أو جاه ولان المقاطعة والسكوت هو الذي يعطي الفرصة للرموز الكبيرة الفاشلة والمنافقين بالوصول مرة اخرى الى مجلس النواب ومواقع القيادة.
ان أهلنا الطيبين في العراق يحتاجون الى قدوة حسنة ممن لم يسرق او ينافق في سبيل منصب او مال حتى يلتف حوله الناس ويحملوه الى قيادة البلد بقوة أصواتهم الانتخابية والقبول الدولي.
يوجد ٥ ملايين عراقي يقيمون خارج الوطن والذين عليهم المطالبة بحقهم الدستوري في التصويت وفضح أصحاب التفكير الضيق في البرلمان ومفوضية ألانتخابات والذين يعارضون ذلك بحجة الوثائق الأصلية المطلوبة وأقترح كذلك استخدام التصويت الالكتروني لأنتخابات الخارج.
كل صوت شريف يمتنع عن التصويت يعطي فرصة صوت إضافي للفاسد حتى يفوز مجدداً بأصوات خدعها بأسباب طائفية وعرقية او بأسم الدين . المسؤولية تقع على الجميع والسكوت عن الباطل يجعلنا شركاء بدرجات مختلفة.