منذ سنوات طوال والعراق وشعبه يتكبكب بين أزمة وأخرى حتى بات على شفير حفرة الهلاك التي لا مهرب منها، فلم يعد خافياً على أي فرد من أفراد الشعب العراقي إن هذا البلد يسير نحو الهاوية بسبب تحكم حيتان الفساد بمقدرات وثروات البلد، وكذلك غياب الخبرات والكفاءات التي بإمكانها قيادته نحو المسار الصحيح، مع غياب الواعز الوطني وتسيد لغة الطائفية والمذهبية والقومية حتى باتت هي اللغة التي يدار بها البلد فتحول من بلد مستقر وآمن إلى بؤرة للفساد والحروب والدمار ولم ولن يقف عند هذا الحد بل سيؤول الوضع لما هو أسوأ وأسوأ بكثير مما هو عليه الآن وسوف تأتي أيام نتحسر فيها على هذه الإيام ونعض أصابع الندم عليها ونحن لها حنين العشار بسبب سواد الأيام القادمة مالم ينهض أبناء العراق ببلدهم …
فالعراق الآن بحاجة إلى من ينهض به وينتشله من واقعه المزري ويقود بيده إلى مرفأ الأمان، وهذا الأمر ملقى على عاتق الجيل الواعد من أبناء وشباب العراق الذين عاشوا وتربوا على أرضه وذاقوا مرارة الحياة في هذا البلد على مر تلك السنوات المنصرمة، فلا يمكن لأي جيل أن يقود العراق للأفضل والأحسن سوى جيل الشباب الذين نبتوا كالنخيل في أرض الرافدين لأنهم أبناء المحن والصعاب وقد رضعوا العوز والحرمان والفقر وأنواع المظلوميات، فهم أدرى بشعاب بلدهم وليس غيرهم ممن تربى في بلاد أخرى تحت أي عنوان كان فمن عاش المآسي وأصبحت جزءً من حياته ليس كغيره لأنه سيسعى وبكل شكل من الأشكال إلى تغيير واقع وطنه…
بشكل مبسط ابن البلد لا يملك أكثر من جنسية، فجنسيته تبقى عراقية ولا يملك غيرها يعول عليها للهرب بعد الفساد والسرقة والإختلاس والتلاعب بالمال العام، فمثل هؤلاء هم الأحق بقيادة البلد، وهذا كله ملقى على عاتق الشباب العراقي من كفاءات وخبرات فهي التي يجب أن تدخل معترك السياسة وتقود البلد نحو الأفضل، فكفى بكاءً وتولولاً على الواقع فوقت البكاء قد انتهى وجاء وقت التغيير والنهوض من خلال نهضة أبناء البلد والسعي الحثيث من أجل إزاحة المفسدين ووضع الخطوات الأولى لبذور إنقاذ العراق, فالعراق لن يُبنى إلا بسواعد أبنائه ونهضة شبابه، فبلدنا العراق بأشد الحاجة لـــ ” نضهة جيل ” .