17 نوفمبر، 2024 8:36 م
Search
Close this search box.

يا للغرابة لا زلتم تصفقون لمن اتخذتموهم رموزا..

يا للغرابة لا زلتم تصفقون لمن اتخذتموهم رموزا..

العجب كل العجب على مواطن اي مواطن بعد كل هذا الفشل الذي دخل فيه العراق منذ عقود بسبب اؤلئك من اطلق عليهم بالرموز ، لقد صفق العراقيون للملوك واخيرا اغتالوهم ، وصفقوا للزعيم تصفيق حق وبالنتيجة نكلوا به ، وصفقوا لعبد السلام عارف وفي النهاية اسقطوا طائرته ، وهتفوا كثيرا وكثيرا لصدام حسين ، وصفقوا ورقصوا لموته ، ولم يجرب اي من الهتافين او الراقصين ان يسأل نفسه لم كل هذا الهتاف ولم كل ذلك التصفيق ، اهو تملق ام ذاك نفاق ، ان الكل المصفق له فاشل ، بدليل ان العراق لا زال فاشلا ، ان البعض المصفق له فاسدا ولا زال العراق فاسدا، مما يدلل على انا جميعا فاشلون لا ناتي الا بالفاشل ونصنع منه رمزا واخيرا نقتله ، كما هو حال جاهلية مكة ، يصنعوا الالهة من التمور وياكلونها في النهاية ، اردت بهذه المقدمة ان امهد السبيل للكتابة عما يفعله البعض اليوم من العودة ثانية للتصفيق والهتاف لزعيم كتلة اولعضو برلمان او حتى لقائد عسكري منتصر في معركة ، اذ يتعين قبل ان تصفق ايها المواطن ان تسأل نفسك وانت تنظر الى هذا الرمز الذي صنعته لنفسك ، ماذا قدم للعراق من منجزات .؟ وان تظل متأملا هذا الرمز بماذا سيخدم العراق.؟ وهل ان التصفيق هو من وسائل التكريم .؟ ام انه من وسائل صنع الديكتاتور ،
ان ما مر به هذا البلد لم يك ليناظره بلد اخر على الاطلاق في سفه السياسة ورخص الشعارات ورخص الرافعين او الحاملين لهذه الشعارات ، ذلك ان بلدان كثيرة قادها زعماء عظام انجزوا المستحيلات ولم ينالوا شكرا بسيطا على ذلك ، لانهم عند شعوبهم يؤدون واجباتهم ، فكيف بكم ايا المصفقون ان زعاماتكم لم تؤد ولو منجزا واحدا يستحق عليه التبجيل ولم يتعلموا حتى معنى الواجبات ، كفاكم ما حل بكم بسبب زعاماتكم المصفق لها وكفاكم الرقص على انغام التملق ، وان يعود كل منكم لنفسه ويحترم ما منحها الله من عقل توزن به الاشياء والمواقف وما من شئ اليوم يستحق الثناء ، وما من زعيم يستحق الرمزية وكل شئ امامكم طاله العبث والتخريب ، والعيب كل العيب ان نهتف للمخربين والعابثين..

أحدث المقالات