العجب كل العجب على مواطن اي مواطن بعد كل هذا الفشل الذي دخل فيه العراق منذ عقود بسبب اؤلئك من اطلق عليهم بالرموز ، لقد صفق العراقيون للملوك واخيرا اغتالوهم ، وصفقوا للزعيم تصفيق حق وبالنتيجة نكلوا به ، وصفقوا لعبد السلام عارف وفي النهاية اسقطوا طائرته ، وهتفوا كثيرا وكثيرا لصدام حسين ، وصفقوا ورقصوا لموته ، ولم يجرب اي من الهتافين او الراقصين ان يسأل نفسه لم كل هذا الهتاف ولم كل ذلك التصفيق ، اهو تملق ام ذاك نفاق ، ان الكل المصفق له فاشل ، بدليل ان العراق لا زال فاشلا ، ان البعض المصفق له فاسدا ولا زال العراق فاسدا، مما يدلل على انا جميعا فاشلون لا ناتي الا بالفاشل ونصنع منه رمزا واخيرا نقتله ، كما هو حال جاهلية مكة ، يصنعوا الالهة من التمور وياكلونها في النهاية ، اردت بهذه المقدمة ان امهد السبيل للكتابة عما يفعله البعض اليوم من العودة ثانية للتصفيق والهتاف لزعيم كتلة اولعضو برلمان او حتى لقائد عسكري منتصر في معركة ، اذ يتعين قبل ان تصفق ايها المواطن ان تسأل نفسك وانت تنظر الى هذا الرمز الذي صنعته لنفسك ، ماذا قدم للعراق من منجزات .؟ وان تظل متأملا هذا الرمز بماذا سيخدم العراق.؟ وهل ان التصفيق هو من وسائل التكريم .؟ ام انه من وسائل صنع الديكتاتور ،
ان ما مر به هذا البلد لم يك ليناظره بلد اخر على الاطلاق في سفه السياسة ورخص الشعارات ورخص الرافعين او الحاملين لهذه الشعارات ، ذلك ان بلدان كثيرة قادها زعماء عظام انجزوا المستحيلات ولم ينالوا شكرا بسيطا على ذلك ، لانهم عند شعوبهم يؤدون واجباتهم ، فكيف بكم ايا المصفقون ان زعاماتكم لم تؤد ولو منجزا واحدا يستحق عليه التبجيل ولم يتعلموا حتى معنى الواجبات ، كفاكم ما حل بكم بسبب زعاماتكم المصفق لها وكفاكم الرقص على انغام التملق ، وان يعود كل منكم لنفسه ويحترم ما منحها الله من عقل توزن به الاشياء والمواقف وما من شئ اليوم يستحق الثناء ، وما من زعيم يستحق الرمزية وكل شئ امامكم طاله العبث والتخريب ، والعيب كل العيب ان نهتف للمخربين والعابثين..