23 ديسمبر، 2024 8:14 م

الذي يتحدث في البصرة أو عن البصرة لابد أن تأتي في ذهنه وتتقافز أمامه الصور التي تميز البصرة عن غيرها ، وهي ذات الصور التي تشكل الانطباع لدى المتحدث والسامع من إن البصرة واحدة من أغنى مدن العالم إن لم تكن أغناها على الإطلاق ومثلما يقود الحديث عن البصرة إلى الحديث عن مدرسة البصريين اللغوية وعن شط العرب والنخيل الباسق فيها وعن العشار والتنومة وجزيرة السندباد والزبير والسيبة ووو… وعن شعب سكن البصرة يتوارث الطيبة والكرم والشجاعة وقيم الرجولة والإباء مثلما تورث الجينات ، فان الحديث عن البصرة يقودنا إلى الحديث عن النفط والحقول العملاقة المنتجة للنفط في عالم تشكل الطاقة عصب ومحور حياته وتقدمه وتنافسه ، وكذلك صورة الإطلالة على الخليج العربي والموانئ المتعددة  فهي إذن رئة العراق على البحر وما تمثله الموانئ من التواصل مع العالم عبر البحر ونقل البضائع في واحدة من أقدم وارخص وسائل النقل في العالم ، وكذلك فان صورة البصرة وهي منطقة حدودية تشكل موقع استقطاب للسائحين  والمستثمرين العراقيين والأجانب وهي ساحة تبادل بين الشعوب والبلدان ليس في المجال التجاري  فقط وإنما ساحة للتبادل والتواصل الفكري والمعرفي بين العراق وبين شعوب المنطقة والعالم بأسره ، فالموقع والثروات والبيئة الاجتماعية والمناخية تجعل من البصرة مدرسة في كل الحقول المعرفية وليست مدرسة للغة فحسب كما يبدو للوهلة الأولى …
لكن هل أخذت البصرة دورها الريادي الذي تستحق ؟ وهل نالت من الاهتمام ما يتناسب مع مكانتها وما يليق بها ومع ما تقدمه للعراق ؟ولاسيما فهي تنور العراق الدائم الخبز ليأكل منه جميع العراقيين من الفاو الى زاخو و نعتقد إن الإجابة عن ذلك كلا واضحة وكبيرة …إن مثل البصرة كمثل الجمل يحمل تمر ويأكل الاعشاب ( العاكول) فهي اول من تضحي واخر من تستفيد !! وعليه نوجه  دعوة لكل أبناءها الأخيار للتكاتف من اجلها ووضعها على جاد الطريق لتأخذ مكانتها الاقتصادية والسياسية و التاريخية والثقافية والاجتماعية وإنقاذ أبناءها الطيبين…
* وزير النقل السابق