المراقب لمجريات الأحداث في الواقع السياسي العراقي ، خصوصاً بعد أحداث عام 2003 يجد أن كلمة الاستقلالية مطاطية وغير واضحة المعالم ، ولا يمكن الركون إليها في أي قرار سياسي ، إذ لا يوجد مفهوم أسمه مستقل ، لان الاستقلالية تعني عدم الركون إلى أي جهة مهما كانت ، ويبقى من يمارس الاستقلالية في عمله السياسي علة انه مستقل ، ويعمل جاهداً من أجل كسب الوجاهة السياسية على حساب الحزب او الكتلة التي رشحته للمنصب ، وبذلك يكون قد حقق نقطتين في آن واحد ، حافظ على استقلاليته أثناء الاختيار لشغل المنصب ، وحفظ مستقبله السياسي على انه مستقل ، وهنا أذكر مثال في هذا الاتجاه ، وهم مرشحوا تيار الحكمة وزارتي ( النفط ، النقل ) وهما من الوزراء المستقلين ، الذين رُشحوا لشغل المناصب الوزارية ، وعلى الرغم من الجهود الجيدة التي قام السيد وزير النفط في تحسين الملف النفطي ، إلا انه لم يعمل تحت يافطة الولاء الحزبي لكتلته حاله حال أي وزير في الدولة العراقية , ولكن في ذات الوقت تمكن السيد الوزير من مسك العصا من المنتصف , فمن جانب عمل على انه مستقل , وفي نفس الوقت رشح في محافظته البصرة عن تيار السيد العبادي , الامر الذي جعل الموازيين ألسياسيه تتغير اذ لا يبدو ان هناك استقلاليه في هذا الجانب , وخصوصا مع العمل المضني في تحسين القطاع النفطي .
هنا الخطأ وقع مرتين .. مرة من شخص الوزير كونه مثل كتله لم يكن قادر على التعاطي معها سواء سياسيا او من خلال ادارته للوزارة والأمر الاخر هو نفس الكتله التي بدورها خسرت الوزارة فعلا والوزير في ذات الوقت كونها اعتمدت على شخصيه غير حزبيه , وعلى الرغم من كون تيار الحكمه اعتمد المستقلين في الترشيح لوزاراته كالنفط والمواصلات , الا أنه اعتمد في وزارة الشباب مرشح من داخل التيار وهو ابن النجف الاشرف عبد الحسين العبطان , الامر الذي بان للمتابع تناقض في المواقف , و لكن ما يشفع للوزير الرياضي هو مهنيته في ادارة الوزارة وبناء وأعمار المؤسسات الرياضيه في البلاد وهذا الامر يشهد له الجميع من العاملين في السلك الرياضي
اعتقد وكما يرى الكثير من المحللين ان اختيار مرشح كتله او حزب يجب ان تخضع لضوابط مهمة تعكس حاله الانتماء لتيار , وفي ذات الوقت تعكس ترشيحه للوزارة وأما ما يقال عن الاستقلالية , فلا شي في السياسة يسمى مستقل , وان الجميع يخضع لألية الانتماء بأي صورة كانت , كما على القيادات الراسية أن تعمل جاهده على صقل وتقديم شخصيات مهنيه وان تكون بدرجه عاليه من الانتماء الوطني والشعور العالي بالولاء لوطنها وكتلتها التي رشحتها ، وتكون تحت رقابة مشددة طيلة فترة تسنمها للسلطة التنفيذية ، وان تتخذ كل الإجراءات الادارية والرقابية بحقها إذا ما قصر هنا او فشل هناك ، وبذلك ربما نكون قد حققنا ادنى درجات العمل التنفيذي للدولة .