لم تتعرض دولة في التأريخ الحديث – و ربما التأريخ القديم – أيضا لما تعرض اليه العراق من هجمة استهدفت حاضره و مستقبله و حتى ماضيه و اشتركت في قيادة تلك الأزمة دوائر استخبارية لدول كبرى و أدواتها في الدول الأقليمية .. فبعد نجاح الحكومة العراقية في القضاء على الفتنة الطائفية التي أريد لها ان تشعل العراق و التي ركب موجتها – للأسف الشديد – كثير من الجهلة و بعد نجاح المفاوض العراقي في اخراج الأمريكان من العراق و اتجاهه الى الإعمار تم اللعب بورقة داعش من قبل الدوائر الاستخبارية الغربية و التي ابتدأت في سوريا – التي حال موقف العراق منها – في تفادي سقوطها التام بيد الارهابيين و بالتالي سقوط العراق بعدها لقمة سائغة بيد الارهابيين ليقتلوا و يستعبدوا أهله-.
و بعد الخيانة التي حدثت من بعض ابناء الوطن و المشتركين في العملية السياسية و التي ادت الى سقوط الموصل بيد الدواعش .. كشف المالكي عن حنكة سياسية كبيرة في مفاجأة العالم بالحشد الشعبي الذي اوقف الدواعش و ابتدأ رحلة التحرير .
من نافذة أخرى قد تبدو بعيدة عن كل ما قدمناه يتحسر المواطن (( ابو خولة )) على أيام المالكي قائلا :
لا أنسى ابدا أني كنت اعيش مغامرة يومية في رحلة العمل اليومية فالانفجارات و العبوات في كل مكان و شارع , من الطريق المؤدي من بيته في منطقة حي النصر الى عمله في بغداد الجديدة و التي انهاها المالكي و حكومته من الجذور اضافة الى ما كنت اعانيه من سيطرة بعض الخارجين عن القانون في منطقته و المناطق المجاورة على مقدراتهم و حياتهم و حتى مدرسة ابنته الوحيدة التي كان فيها حارس يتحكم بالادارة و الطلاب .. كل تلك الظواهر الشاذة تمكن المالكي و حكومته من القضاء عليها .. و يروي ابو خولة انه كان يعمل فلاحا في أحد المنتزهات و معه اكثر من 20 شخصا تم التخلي عن 18 شخصا منهم و تم تقليص راتب الاثنين من 350 الف الى 120 الف دينار .
ما رواه لي ابو خولة هو لسان حال كثير من المواطنين الذين يتطلعون الى حكم الأغلبية التي تحفظ حقوق الأقليات و التي وعدت بها دولة القانون التي سيخرج هو و من معه لانتخابهم مرة أخرى.