23 ديسمبر، 2024 8:51 م

كم مسكين ايها الشعب العراقي ، وكم ساذج انت حتى النخاع ، واذا اردت زيادة في الوصف فانت غبي الى ابعد مما تتصور وحتى اكون منصفا فلن استثني حتى كاتب المقال من تلك الصفات ، لطالما ضحك السياسيون على ذقوقنا والاجمل lما في الامر في كل مرة اننا نكون في غاية السعادة عندما لا نكتشف انهم ضحكوا علينا ونصدق كلامهم المعسول ووعودهم ” الاعسل ” وكيف انهم يمررون الماء من تحت ارجلنا وكأننا مثل ” الاطرش بالزفة”.
فبين البطاقة التموينية التي الغيت فثارت ثائرة البعض حينها وقامت الدنيا ولم تقعد وبعد يومين جاءتنا مكرمة ” السيد الريس” بالغاء الالغاء وفرح الناس و “هوسوا” ولم يكن ينقصهم من شدة الفرح سوى رقصة ” الجوبي بالجفية ” على انغام “البرنو”. ولم يمضي الكثير حتى عاد السياسيون انفسهم لانهم ادمنوا لعبة الضحك على الشعب وبالتالي كان لزاما عليهم ان يدخلوه في دهاليز مظلمة جديدة فالبطاقة التموينية قد انتقلت الى رحمة الله ، فعادوا الينا بسيناريو ممتع وجميل فرموا الكرة في ملعب المحكمة الاتحادية التي وجدت منفذا قانونيا بعدم امكانية القبول بفقرة توزيع فائض واردات النفط على الشعب .
ههههههه نعم انها تضحكني وتبكيني احيانا لكنها تضحكني اكثر حتى اعيش مع الشعب حالة الانتشاء والاستغباء التي ورثناها من واقع مزري لا يكاد يقارفنا مع اختلاف الانظمة والسياسيات والسنوات وحتى القرون .. من يدري .
العجيب في الامر اننا نصدق !! ونصدق ونصدق !!! فلماذا نصدق؟؟  نصدق لان عقلنا الباطن يريد التصديق واننا بدواخلنا نشك في مصداقية ما يقوله الساسة ، ولكننا في جميع الاحوال نبحث عن بصيص امل عله ينتشلنا من واقع ماساوي تلاطمت امواجه على مراكب التمنيات فمزقت اشرعة المستقبل . فهل يعقل ان ان يكبل صندوق النقد والبنك الدوليين العراق مقابل نادي باريس وتطوير الاقتصاد العراقي ؟ وهل يعلم الشعب المغلوب على امره الذي لا يتم اطلاعه الا على القشور مما يحاك فاما اللب ففي غرف مظلمة لا يطلع عليها الا اصحاب الشأن . 
وباختصار ان حصة من فائض الواردات النفطية لن توزع على الشعب وان البطاقة التموينية ستلغى مرة اخرى وللابد وان سعر لتر البنزين سيصبح بـ”750″ الف دينار، وما خفي كان اعظم ،  وبكلمات ادق فان من الشروط التي كبل السياسيون العراق بها هي ان يتم رفع جميع اشكال الدعم الحكومي وخلال جدول زمني محدد وقد حان الوقت لذلك رغما عن “اللي يرضى واللي ما يرضى” ، ولن يجرؤ سياسي واحد ليخرج الى الشعب ويقول بان ما يجري هو كذا وكذا وبارادتنا فنحن من عقد الاتفاقية وهذه هي الضريبة ..
وفي الختام اليك ايها الشعب أقولها بأنك ستبقى في دوامة لا تعلم اولها من أخرها ومدخلها من مخرجها وستبقى والى الابد شئت ام أبيت “شعب أطرش بالزفة “.